۱۲۰۱مشاهدات
رمز الخبر: ۳۸۵۵۲
تأريخ النشر: 11 June 2018

شبکة تابناک الاخبارية: قد يستغرب البعض هذا العنوان ، وقد يعتبره البعض انه يأتي في اطار الحرب الاعلامية التي عادة ما تندلع بين الدول على خلفيات سياسية اواقتصادية اوعقائدية اوطائفية ، الا ان الامر ليس بمستغرب ولا يأتي ايضا على خلفية اي صراع ، بل هو حقيقة واقعة مضى عليها زمن طويل ، وقد اثيرت مرة اخرى وبقوة بعد المعلومات التي تم الكشف عنها عن تورط رجال اعمال اماراتيين في عملية تهويد القدس.

الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني كشف قبل ايام في تصريحات تناقلتها وسائل الاعلام المختلفة وعلى صفحته على الفيسبوك ، عن قيام رجل أعمال إماراتي ، وصفه بالمقرب جدا من محمد بن زايد ، بالعمل على شراء بيوت وعقارات في البلدة القديمة في القدس ، خاصة البيوت الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك بمساعدة رجل أعمال مقدسي محسوب على محمد دحلان ، القيادي المفصول من حركة فتح ، والذي يشغل الان منصب مستشار امني لمحمد بن زايد.

وأكد الخطيب أن رجل الأعمال هذا عرض على أحد سكان القدس مبلغ خمسة ملايين دولار لشراء بيت ملاصق للمسجد الأقصى وعندما رفض العرض وصل المبلغ إلى عشرين مليون دولار لنفس البيت.

الملفت ان هذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها الكشف عن الدور الشاذ للامارات في تهويد القدس لصالح “اسرائيل” ، فقد كشف الخطيب إضافة إلى رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 1948 الشيخ رائد صلاح سابقا عن ضلوع رجال أعمال إماراتيين في فضيحة تسريب 34 شقة بوادي حلوة في حي سلوان لمستوطنين صهاينة نهاية سبتمبر / أيلول ومطلع أكتوبر / تشرين الأول في عام 2014.

هذه الممارسات التي لا يمكن وصفها الا بالخيانة العظمى لقضية العرب والمسلمين الاولى ، ، لم تعد تفاجىء المراقبين الذين يرصدون تحركات بعض المسؤولين الاماراتيين ، لاسيما بعد صعود نجم محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي ، الذي يعتبر كسب رضا الصهاينة هو مفتاح حل كل المشاكل والتحديات التي يمكن تواجهه اليوم او في المستقبل ، كما يعتبر هذا الرضا ضوء اخر له ولامارته في القيام بكل شيء دون ان تواجهه اي خطوط حمراء ، كالمجازر التي يرتكبها الى جانب رفيق دربه محمد بن سلمان ، ضد الشعب اليمني الفقير الاعزل ، ومحاولاته اغتصاب الموانيء والجزر اليمنية وضمها الى امبراطورية امارته! ، واخرها اطماعه في ضم جزيرة سقطري ، والسيطرة على ميناء الحديدة.

يبدو احساس بن زايد غير الطبيعي بتأثير رضا الصهاينة عليه ، يمنحه قوة فائضة ، لذلك نراه شارك في العدوان على اليمن ، ويهدد قطر ويحاصرها ، ويؤيد سياسة ترامب في مواجهة ايران عسكريا ، وضخ الاموال للجماعات التكفيرية في سوريا ، وساهم في تدمير ليبيا ، دون ان ياخذ بنظر الاعتبار ولا مرة واحدة اهمية الاستقرار في المنطقة على بلاده ، فكل ما بنته الامارات منذ تاسيسها مدينللاستقرار ، الذي يعبث به بن زايد بهذه الطريقة غير المسؤولة.

العديد من المراقبين يعتقدون ان السياسة المتهورة التي ينتهجها بن زايد ، ما كانت لتُنتهج لولا وجود محمد دحلان الى جانب بن زايد ، فالاول معروف بارتباطه بالدوائر الصهيونية واليمين المتطرف الامريكي ، كما كان المسؤول عن التنسيق الامني مع قوات الاحتلال الصهيوني في السلطة الفلسطينية ، وقام بتسليم المقاومين للصهاينة ، كما تورط في فضائح الممر الآمن وجرائم فرق الموت التي قادها في غزة ، حتى اضطرته فضائحه للهروب والارتماء في احضان بن زايد ، فأكمل بعضهم بعضا.

الثنائي بن زايد ودحلان ساهما في عملية تهويد القدس باندفاع لم نشهده حتى لدى المنظمات الصهيونية واكثرها عنصرية ، فقد كشف الشيخ الخطيب انه حتى خلال الحرب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني على غزة في يوليو/تموز 2014 ، عن رصد اجتماع في أحد فنادق القدس الغربية ضم شخصيات يهودية أميركية قادمة من الإمارات قامت بسحب أموال من خلال وسطاء فلسطينيين من بنك فلسطيني في حي العيزرية الخاضع للسلطة الفلسطينية وإجراء صفقة استيلاء على عقارات مقدسية في حي سلوان.

يبدو ان الدعوات التي اطلقتها شخصيات فلسطينية ومن بينها الشيخ الخطيب بعدم التعامل مع اي محاولة لبيع البيوت او العقارات المقدسية ، وكذلك وجود الحس الديني والوطني لدى المقدسيين ، افشل الى حد بعيد محاولات الامارات لتهويد القدس بدلا من الصهاينة ، رغم المبالغ الخيالية التي دفعتها مقابل هذه العقارات ، فقد اكد الخطيب أن محاولة دفع 20 مليون دولار لصاحب البيت المقدسي فشلت لأن لعاب صاحب البيت الأصيل لم يسل على المال الدنس ، واصفا “حكام الإمارات بانهم جرثومة خطيرة في جسد الأمة”.

المصدر: شفقنا

رایکم