۱۰۳۹مشاهدات
رمز الخبر: ۳۸۱۷۸
تأريخ النشر: 30 April 2018

شبکة تابناک الاخبارية - شفقنا: لا ينفك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يكرر مقولتين اصبحتا شعارا له ، الاولى ” ان الدول الخليجية الغنية لن تبقى حتى اسبوعا واحدا ، لولا الحماية الامريكية” ، والثانية ” ان على هذه الدول ان تدفع ثمن هذه الحماية التي اصبحت مكلفة لامريكا ، في حال ارادت الاستمرار بالبقاء”.

لسنا هنا في وارد مناقشة مثل هذا الكلام ، فهو كلام لا يخرج كونه كلام بلطجي لا مكان للمبادىء والقيم والاخلاق في قاموسه ، الا اننا سنتناول هذا الكلام من زاوية الاهانة التي يوجهها ترامب دائما لمن يعتبرهم حلفاء لبلاده في المنطقة ، وكذلك من زاوية حقيقة “العدو” الذي يهدد وجود هؤلاء الحلفاء.

اخر مرة كرر فيها ترامب المقولتين كانت خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في البيت الابيض يوم الثلاثاء الماضي ، حيث قال ترامب : إن “الدول الخليجية لم تكن لتكون غنية لولا حماية الولايات المتحدة، ولا يمكن لنا أن نستمر في دفع التكلفة المرتفعة لتواجدنا العسكري في المنطقة، فقد دفعنا أكثر من 7 تريليونات دولار، ولم نحصل على أي مقابل ، وعلى هذه الدول الغنية ان تدفع المزيد من الأموال لامريكا لانها لن تبقى لأسبوع واحد دون حمايتنا”.

وكرر ترامب عبارة “ان هذه الدول ستدفع ” ثلاث مرات في المؤتمر الصحفي مع ماكرون ، في تأكيد واضح على ان مسألة الدفع امر حاصل لا محالة ولا نقاش فيه ، بل زاد على ذلك بأن امر الدول الخليجية ان ترسل قواتها الى سوريا ، لتاخذ محل الجنود الامريكيين ، لانه قرر سحب الجنود الامريكيين من سوريا.

المسؤولون الخليجيون وبدلا من الاحتجاج ورفض الاهانات المتكررة التي يوجهها ترامب لهم ، وكذلك بسبب تخويفهم من “عدو” يمكن ان يمحو بلدانهم من الوجود في ظرف اسبوع واحد فقط ، رأيناهم في المقابل منشغلين في تفسيرخطاب ترامب تفسيرات شتى ، وكذلك اختلفوا حول اسم البلد الذي سيسقط خلال اسبوع من دون الحماية الامريكية.

من اكثر المواقف والتصريحات غرابة هي تلك التي صدرت عن وزير خارجية السعودية عادل الجبير الذي تحول الى متحدث باسم ترامب ، عندما اعلن ان “فخامة الرئيس ترامب” كان يقصد قطر بكلامه ، لذا على الدوحة ان ترسل قواتها الى سوريا اذا ما ارادت الحفاظ على بقائها.

من الواضح ان تصريحات الجبير تثير الاستغراب ، لانها كانت محاولة اسقاط بائسة ، فترامب قال خلال الزيارة الاخيرة لولي العهد السعودي ابن سلمان الى واشنطن ، “اذا ارادت السعودية ان نبقى في سوريا عليها ان تدفع لنا”.

هذه الحقيقة تؤكدها خطابات ترامب خلال حملته الانتحابية حيث قال حينها :“لولانا لما وجدت السعودية وما كان لها أن تبقى” ، وقال ايضا :“دول الخليج لا تملك سوى المال سأجعلهم يدفعون، نحن مدينون بـ19 تريليون دولار لن ندفعها نحن، هم سيدفعون”.

نقطتان في غاية الاهمية ، مر من امامهما معظم من تناولوا هذا الموضوع مرور الكرام ، النقطة الاولى هي: من هو “العدو” الذي يتحدث عنه ترامب والذي لولا امريكا لاباد الدول الخليجية عن بكرة ابيها خلال اسبوع؟ ، وما هي المؤشرات على وجود هذا “العدو”؟ ، وما هو الهدف الذي يريد هذا “العدو” تحقيقه من وراء القاء على دول باكملها ؟، واخيرا كيف يتسنى لهذا “العدو” ان يفعل كل هذه الافاعيل ، وبأي امكانيات؟.

من المؤكد ان لا وجود لهذا “العدو” على ارض الواقع ، فهذا “العدو” هو صناعة امريكية ، من اجل حلب الدول الخليجية الثرية وفي مقدمتها السعودية ، وللاسف الشديد ابتلع قادة هذه الدول الطعم الامريكي ، وفتحوا خزائنهم لترامب ، على امل ان يدفع عنهم شر هذا “العدو” الوهمي.

النقطة الثانية يمكن استنباطها هي ان “العدو” الذي يتربص بالدول الخليجية هو السعودية ، فالجبير اكد ان قطر لا يمكنها ان تبقى اسبوعا واحدا ، اذا ما نقلت امريكا قاعدة العديد من قطر ، فعندها لن تجد السعودية من عقبة بينها وبين تحقيق هدفها في اسقاط النظام في قطر، ولا نعتقد ان الجبير سيغضب كثيرا لو اطلع على هذا التفسير لكلامه ، لانه التفسير الذي يقفز الى الذهن فورا ، انطلاقا من التطورات التي تشهدها العلاقة المتوترة بين السعودية وقطر، خاصة على ضوء التقارير التي اكدت ان السعودية وحلفاءها كانوا يخططون في بداية الازمة الخليجية ، لقلب نظام الحكم في قطر لولا التدخل الامريكي.

رایکم
آخرالاخبار