۱۲۱۳مشاهدات
رمز الخبر: ۳۸۱۴۴
تأريخ النشر: 25 April 2018

شبکة تابناک الاخبارية: بات واضحا حتى لاعضاء الادارة الامريكية الحالية ، ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب شخص متقلب وانفعالي وغير متزن ولا يمكن اخذ ما يقوله في اي قضية على انه القول الفصل ، فالرجل يقول رأيا سرعان ما ينكره او يناقضه برأي آخر ، وكثيرا ما يهدد ، دون ادنى مبرر ، وسرعان ما يتراجع عن تهديده ، دون ادنى مبرر ايضا ، ويمكن الاشارة بسهولة الى كم هائل من هذه التناقضات في مواقف ترامب خلال فترة رئاسته التي لم تتجاوز العام ونصف العام.

المراقبون الذين يتعاملون “بجدية” مع تصريحات وتغريدات وتهديدات ترامب اليومية والمتناقضة ، برروا تلك التناقضات على انها “استراتيجية ترامبية” تُفقد “العدو” القدرة على التنبوء بمواقف ترامب .

هذا التبرير رغم تفاهته الا ان المبررين كانوا مضطرين لاعتماده من اجل ابعاد “شبح” الشخصية المتناقضة وغير المتزنة والنزقة عن رئيس دولة تزعم انها اكبر دولة في العالم ، ولولاها لاختلط الحابل بالنابل في العلاقات الدولية!.

يمكننا الدخول الى “عالم ترامب” من خلال موقفه من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 ، الذي يعتبر موقفا عدائيا الى حد العمى ، ولكن من دون ان يقدم مبررا منطقيا واحدا لموقفه هذا من اجل اقناع اقرب حلفائه الاوروبيين ، الذين كانوا ومازالوا يعتمدون على تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، كمعيار وحيد لمدى التزام ايران بالاتفاق ، وهي تقارير اكدت جميعها دون استثناء ، من سوء حظ ترامب طبعا ، التزام ايران الكامل بالاتفاق.

هناك من يعتقد ان سبب العداء الاعمى لترامب للاتفاق النووي ، يعود الى حقده المرضي على سلفه باراك اوباما ، الذي توصلت امريكا في عهده الى هذا الاتفاق ، فترامب ، ولاسباب شخصية وحتى عنصرية ، يسعى بكل ما اوتي من قوة لنسف تراث اوباما من التاريخ الامريكي ، الامر الذي يفسر عزله حتى صقور ادارته الذين رفضوا مماشاته في موقفه من الاتفاق النووي ، لعلمهم ان لا بديل منطقيا لهذا الاتفاق.

العالم بأجمعه لا يرى بديلا للاتفاق النووي ، الا ترامب ، ولكن لو تمعنا جيدا نرى انه حتى ترامب ليس لديه بديلا للاتفاق ، الا ان الاسباب التي ذكرناها هي التي تدفعه الى اطلاق التهديدات والمواقف الاستعراضية ضده ، الامر الذي جعل ماكرون وماي وميركل وكل زعماء اوروبا تنتابهم الحيرة في كيفية التعامل مع هذا المهووس.

يعتقد ترامب تحت ضغط “عقدة أوباما” ، ان بامكانه من خلال الضغط على الاوروبيين ، ان يحذف توقيع سلفه اوباما من على الاتفاق النووي ويضع مكانه توقيعه الهستيري ، بينما فاته ان العالم لا يمكنه ان يضع مصيره بيد رجل يتعامل مع الاتفاقيات والقضايا الدولية الحساسة ، بطريقة صبيانة تتقاذفها الاهواء الشخصية والنوازع المرضية.

ليس مستبعدا ان يخرج ترامب من الاتفاق النووي في 12 يناير القادم ، ولكن هذا الخروج سيتحول الى كابوس ينغص على ترامب حياته خلال ما تبقى له من اعوام في البيت الابيض ، والاسباب:

-موقف ايران الحازم والقاطع من تهديدات ترامب ، حيث اتفقت القيادة الايرانية على استئناف التخصيب بسرعة استثنائية وبمعدلات اعلى ، دون الاعتناء بعنتريات ترامب ولا بعنتريات صقور ادارته.

-العالم اجمع وفي مقدمته العالم الغربي سوف ينظر الى امريكا بانها دولة لا تحترم تعهداتها ، وتتعامل مع اخطر القضايا الدولية بسطحية وعدم مسؤولية.

-امريكا ستعزل نفسها عن العالم وحتى عن اقرب حلفائها.

-سيكون من الصعب على ترامب ان يُقنع كوريا الشمالية بانه جاد في تسوية برنامجها النووي عبر الوسائل السياسية ، فامريكا ترامب لم تحترم اتفاقا دوليا شاركت في صياغته على مدى عقد من الزمن وصادق عليه مجلس الامن الدولي.

-من الذي يضمن لكوريا الشمالية ، في حال فرضنا جدلا توصلها الى اتفاق مع ترامب ، ان تلتزم به الادارة الامريكية التي ستاتي بعد ادارة ترامب الى البيت الابيض.

-على ترامب ان يتحمل ارتقاع اسعار النفط التي ستشهد قفزة على وقع تهديداته وعنترياته لايران ، لمنعها من استخدام حقها في الطاقة النووية للاغراض السلمية.

*شفقنا

رایکم