۲۴۱۸مشاهدات
رمز الخبر: ۳۷۹۰۱
تأريخ النشر: 12 March 2018

شبکة تابناک الاخبارية: لقد أثبتت المرأة الإيرانية المسلمة جدارة فائقة طيلة مراحل عمر الثورة الإسلامية في إيران من خلال تحملها للمسؤولية الملقاة على عاتقها على الصعيد الإجتماعي والثقافي والسياسي، واستطاعت أن تحقق الكثير من الإنجازات المهمة التي عجزت عنها الكثير من نظيراتها في دول المنطقة والعالم.

فقد اضطلعت المرأة الإيرانية بدور مهم وأساسي في حركة النهضة الإسلامية المباركة منذ إنطلاقها، وواكبت مسيرتها، وقدمت لها دعماً كبيراً حتى تحقق النصر المنشود، فكان النصر نتيجة بطولات وتضحيات المرأة المسلمة. حتى إن مفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني الراحل (رضوان الله عليه) أشاد بدور المرأة في الثورة الإسلامية وخاطبها بالقول: "أنتن أيتها النساء الأبطال، كنتن وما زلتن في طليعة هذا النصر".

ولقد كانت المرأة الإيرانية المسلمة في الخندق الأول للمواجهة دوماً ولم تحصر نفسها في المواقع الخلفية أو تعزل نفسها في مواقع معينة بل اصرت على أن تكون في طليعة المسيرة تشحذ العزائم وتشد الهمم وتخلق الملاحم والبطولات إلى جناب أخيها وأبيها وزوجها وبنيها، حتى تحدث عنها الإمام الخميني "رضوان الله عليها" وقال: "لقد أثبتن أيتها النساء أنكن دائماً في الصفوف الأمامية، وأنكن سباقات على الرجال، وأن الرجال يستلهمون عزيمتهم منكن... إن رجال إيران استلهموا بطولاتهم من النساء وتعلموا منهن، كما استلهم رجال قم أيضاً عزيمتهم منكن أيتها النساء العزيزات واقتدوا بشجاعتكن".

بالطبع إن النشاط الذي قامت به المرأة الإيرانية في فترة الثورة الإسلامية وبعدها لم يتعارض مطلقا مع حجاب المرأة واحتشامها وإلتزامها الديني والأخلاقي، فقد كانت القيم والأخلاق حاضرة بتفاصيلها مع المرأة الإيرانية أينما حلت وأثناء حركتها وثورتها مما جعلها نموذجاً للمرأة المسلمة الواعية بملابسات الحياة والمدركة لتقلبات الزمن وأهمية المرحلة الراهنة وآفاق المستقبل.

ولقد قامت المرأة الإيرانية بعد الثورة الإسلامية بأدوار مهمة أيضاً على صعيد بناء المجتمع وإنشاء المؤسسات الإجتماعية والإقتصادية والمدنية وأدت رسالتها على أفضل وجه ممكن مما دفع الإمام الخميني رحمه الله إلى القول: "إن نساء إيران يمارسن اليوم نشاطاتهن في كل المجالات، سواء الثقافية أو الاقتصادية حيث تعمل شريحة كبيرة منهن في الزراعة وأخرى في الصناعة، وثالثة تمارس نشاطها في حقل الثقافة والأدب والفن، إن جميع هذه الجهود مشكورة عند الله تبارك وتعالى وهي في عنايته ورعايته إن شاء الله".

كما قامت المرأة الإيرانية بدور فاعل في رفع الحرمان عن الطبقات الفقيرة في المجتمع من خلال نشاطاتها في مؤسسات دعم المستضعفين التي تأسست بعد إنتصار الثورة الإسلامية، بل إن هذه المرأة حملت هم المستضعفين في أقصى نقاط البلاد فقامت بتقديم ما تملكه من المدخرات والأموال من أجل تحقيق بعض الرفاهية والسعادة لهم، وقد أشار الإمام الخميني رحمه الله إلى هذا المعنى في إحدى خطبه فقال: "فئات كثيرة ومختلفة من النساء جاءت لتقدم ما ادّخرته في حياتها إلى المستضعفين ليبنوا لهم بيوتا".

على صعيد آخر شكلت ساحة العلم والتعليم مجالاً لتمارس المرأة الإيرانية دورها الرسالي بشكل واسع فازدحمت المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية والمراكز الثقافية بالنساء اللاتي قدمن إليها من كل حدب وصوب من أجل أداء رسالتهن المقدسة.

وبهذا الشكل تحولت المرأة الإيرانية في ظل الثورة الإسلامية إلى نموذج يحتذي به الرجال قبل النساء وأسوة تقتدي بها المرأة في شتى أنحاء العالم.

رایکم