۲۹۹۷مشاهدات
رمز الخبر: ۳۷۸۹۲
تأريخ النشر: 11 March 2018

شبکة تابناک الاخبارية: ليس خافياً على المعنيين بشؤون المرأة والمتأملين بواقعها في الغرب المتشدق بمساواتها مع الرجل والدفاع عن حقوقها وحرياتها، من أنها تعاني الويلات في ظل الحضارة الغربية المعاصرة حيث تستغل استغلالا سيئاً من خلال الإغراء بها في وسائل الدعاية والإعلان وتبتز بشكل بشع في المجتمعات الغربية - وفق دراسة (سلاح المرأة لإغراء الرجل) للباحث الفرنسي "نيكولا غوجوين" بجامعة بروتاني الجنوبية.

فبناء على نظرية المساواة المزعومة في العالم الغربي طالبوا بأن تعمل المرأة كما يعمل الرجل فهي تعمل في المناجم وصناعة المواد الثقيلة وتنظيف الشوارع وقيادة الشاحنات وحمل السلاح وحراسة الأمن وغيرها من الأعمال التي لا تليق إلا بالرجال وهذا من ظلم المرأة والتي سببت لها آثار عظيمة على أنوثتها وعفافها وصحتها الجسدية والنفسية، ناهيك عن استخدامها البشع في الافلام والذي تجاوز كل الحدود السماوية والإنسانية بعرضها الصارخ لمفاتنها، وكذا الأمر في الدعايات المروجة للبضائع خاصة الاستهلاكية منها أو كبائعة في المحال التجارية مستخدمة مفاتنها وجمالها لجذب الزبائن والتأثير عليهم والتلطف معهم حتى يدخل المحل.

هذا وغيره من الأمور كالعنف الأسري التي تتعرض له المرأة في الغرب ما لا يصدق ولايطاق حسب إحصائيات اليونيسف والعفو الدولية، دفع بالكثير للدعوة للمطالبة بإعادة النظر في حقوق المرأة الغربية ومن بينهم الرئيسة السابقة للبرلمان الاتحادي الألماني "ريتا زسموت" والتي طالبت خلال اجتماع بحضور ممثلات من الأحزاب والمنظمات الغربية الناشطة في هذا المجال، إلى ضرورة إيصال صوت المرأة إلى داخل الدولة والمجتمع الغربي وطالبت بسن قوانين تحمي المرأة من العداء عليها وعلى كرامتها بشتى الطرق، كما طالبت وسائل الإعلام أن تمارس رقابة ذاتية أقوى على برامجها التي تعرض للمرأة بشكل يمتهنها.

الإحصائيات والتقارير الصادرة عن منظمات وجمعيات رسمية بالإضافة إلى ما يتوفر على قواعد المعلومات المتخصصة على شبكة الإنترنت بخصوص النسيج الاجتماعي الغربي لتؤكد أن أوضاع المرأة ليست بالصورة الزاهية التي يراها البعض من الحصول على حقوق أو حرية أكثر مما يجب، رغم تشدق أصحاب القرار السياسي الغربي بأن ثقافاتهم ترى أن كل من الرجل والمرأة متساويان في التعامل الاجتماعي، فيما الإحصاءات الدقيقة تشير إلى تعرض المرأة الغربية لظلم ضمن نطاق الأسرة وكذا المجتمع والسلطة الحاكمة وأصحاب المال والصناعة والتجارة حيث يرون فيها وسيلة ناجحة في تسويق البضائع والسلع وعاملة زهيدة الأجرة لا يمكن الاستغناء عنها؛ وأن حقوقها في أن تكون سلعة للبيع وماكينة للربح، وحريتها هي إفسادها وإبعادها عن دورها الأساس في الأمومة وتربية الأجيال الصاعدة.

أن لكرامة المرأة أهمية كبرى لا يمكن بدون صونها التخيل مدى ما سيحدث من تغيرات سلبية جمة في المجتمع، والمسألة هنا تتجاوز حالة الإرشاد لتلامس قيم الفرد والعائلة، لذا فإن الإساءة للمرأة، أو محاولة تتفيه وضعها وإبراز وطأة الإغراء فيها بصورة بهيمية أو استثمارية، ضمن إعلانات تجارية سلبية، تنال من رفعة أخلاقياتها، وتخدش حياءها وتجعل المرأة تنظر إلى المجتمع وكأنه يتعمد إهانتها والإساءة إليها- من كتاب (القيود السياسية والأخلاقية) للباحثة البريطانية الشهيرة "ماري وولستونكرافت".

* باحث وخبير في الشؤون الدولية

رایکم
آخرالاخبار