۱۰۹۱مشاهدات
عبد الله الدوسري
رمز الخبر: ۳۷۸۵۳
تأريخ النشر: 07 March 2018

شبکة تابناک الاخبارية: هناك تركيز إسلامي كبير على دور المرأة ومكانتها الإنسانية في الأسرة والمجتمع حيث يرى الإسلام إنه وفي حال تمكن المجتمع من تربية المرأة بشكل صحيح ومتناسب مع القيم والمبادئ الأخلاقية الرفيعة فإن هذه المرأة ستتمكن من تحقيق المعجزات داخل المجتمع، والعكس صحيح أيضاً فإن المرأة التي تبتعد عن القيم الأخلاقية والإنسانية الرفيعة يمكن أن تتحول إلى مصدر شقاء وإنحطاط المجتمع بأسره.

ومن هنا فإن الإسلام - وعلى عكس العصر الجاهلي - يسمح للمرأة بأن تبلغ المراتب العلمية والمعرفية الرفيعة وتصل إلى الكمالات المعنوية والأخلاقية بالتوازي مع الرجل ودون تمييز أو تفضيل، معتبراً إن هذا الأمر سيصب بالدرجة الأولى في صالح الأسرة التي تعتبر النواة الأولى للمجتمع والتي تتخرج منها الأجيال تلو الأخرى.

ويعتبر الإسلام إن دور المرأة في المجتمع ينبغي أن لا يتحول إلى حالة من الإصطفاف أو التنافس العدائي مع الرجل بل على العكس تماماً؛ ينبغي أن يصب في إطار التكامل والتفاعل والتحرك في نسق وتنظيم واحد بما يخدم الأسرة والمجتمع معاً.

ومن هنا فيشدد الإسلام على ضرورة إتقان المرأة لفن التعامل مع الرجل على اختلاف الأدوار التي تقوم بها في المجتمع وعليها أن تعرف كيف تتعامل مع الرجل كأب عندما تكون ابنته، ومع الرجل كزوج عندما تكون زوجته، ومع الرجل كابن عندما تكون أمه.

فلا يكفي أن تكون المرأة صالحة وصابرة وحليمة ومضحية وصاحبة خلق رفيع وحسن دون أن تعرف كيف تتعامل مع زوجها أو أبنائها خاصة وإن هذا الأمر هو علم مكتسب ويمكن أن تحصل عليه من الكتب والمجلات والمحاضرات الإجتماعية والأخلاقية والأسرية كما يمكن الحصول عليها من خلال التجارب التي اكتسبتها السيدات الأخريات داخل المجتمع.

إن الإسلام رفع مكانة المرأة وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه فالمرأة في الإسلام هي شقيقة الرجل ورفيقة دربه تكون إلى جنبه في الأفراح والأتراح وتشاركه في العسر واليسر.

فالمرأة المسلمة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية، وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها.

وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة.

وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها.

وإذا كانت أماً كان برُّها مقروناً بحق الله تعالى وعقوقها والإساءة إليها مقروناً بالشرك بالله، والفساد في الأرض.

وإذا كانت أختاً فهي التي أُمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها.

وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها؛ فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسَفَّه لها رأي.

ومن هنا.. فإنه وكلما راعت المجتمعات الإسلامية حقوق المرأة ووضعتها في المكانة التي تليق بها والتي وضعها الله تعالى فإن هذه المجتمعات تسامت وحققت ما لم تحققه المجتمعات الأخرى أي كانت.

رایکم