۱۰۴۸مشاهدات
رمز الخبر: ۳۷۷۴۲
تأريخ النشر: 22 February 2018

شبکة تابناک الاخبارية: عندما احتلت فرنسا البلد العربي المسلم (الجزائر) لم تكتف بفرض سيطرتها العسكرية وهيمنتها السياسية عليه بل بذلت أقصى جهودها للتغلغل الثقافي في هذا البلد شأنه شأن الدول الأخرى التي احتلها الاستعمار الفرنسي كسوريا ولبنان وفيتنام ومصر وتونس.

ففي عام 1830 احتلت القوات الفرنسية الجزائر ومارست أقسى أعمال الظلم والاضطهاد والتعذيب والامتهان لكرامة الشعب العربي الجزائري منتهكة حرمة المساجد والمدارس وعبر فرض الأحكام العرفية وتأسيس المحاكم العسكرية في أنحاء الجزائر المحتلةفقد أقدمت على نصب المشانق وملء السجون والمعتقلات بالثوار والأحرار، نساء ورجالا.

واستمر استياء الجزائريين يتفاقم من تلك الممارسات التعسفية، وتصاعد نضال هذا الشعب حتى بلغ أوجه في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1954 م تاريخ انطلاق الثورة الكبرى.

وخلال سبع سنوات ونصف من الكفاح الدامي والنضال البطولي قدم الشعب الجزائري البطل (1.000.000) مليون شهيد على مذبح الحرية وأضعاف هذا العدد من السجناء والمعذبين والمهجرين والجرحى والمعاقين حتى عرفت الثورة الجزائرية بثورة المليون شهيد.

وتتبوا الثورة الجزائرية بقيادة الشيخ عبدالحميد بن باديس منزلة مرموقة ومكانة متميزة على الصعيد العالمي وتاريخ الثورات التحررية، كالثورة الامريكية لعام 1776م والثورة الفرنسية لعام 1789م والثورة الروسية لعام 1917م والثورة المصرية لعام 1952م والثورة الإسلامية الإيرانية لعام 1979م.

لقد تمكنت الثورة الجزائرية الكبرى من تحطيم سبعة حكومات فرنسية هي:(حكومة مونديس فرانس، وفي موللي، ثم بورجي مونوري، ثم أدگار فور، فحكومة فيليكس گايار، ومن ثم حكومة موللي الثانية، وفليملان، بل وتمكنت من تقويض أركان الجمهورية الفرنسية الرابعة)، وذاق الجيش الفرنسي المحتل الويلات إثر الويلات، ولحقت به الهزيمة تلو الهزيمة على يد أبطال الثورة.

ومن نتائج تلك الثورة إلحاق الخسائر الفادحة بالاقتصاد الفرنسي، والثورة الجزائرية جعلت حكومات باريس المتعاقبة تعاني من العزلة الدولية، بل ظهرت اتجاهات قوية داخل الشعب الفرنسي تطالب برحيل القوات المسلحة الفرنسية المحتلة من الجزائر إثر الأعداد الكبيرة للقتلى الفرنسيين العائدين لبلادهم بتوابيت الموت الزؤام على يد ثوار الجزائر.

وستبقى الثورة الجزائرية الكبرى منارا وانموذجا ومفخرة ليس للشعب الجزائري والعربي فحسب بل لكل الشعوب الطامحة للتحرر والانعتاق من ربقة الهيمنة الغربية والاستكبار العالمي. والفضل - كل الفضل - لدماء الشهداء الأبرار وعوائلهم.

*کاتب وخبير استراتيجي

رایکم