۱۱۶۴مشاهدات
وكما ذكرنا ان الامارات تضع كل ثقلها في الجنوب الا انها لم تنسى مصالحها أيضا في الشمال اليمني، وذلك عبر دعم الابن الأكبر للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، الذي تصنع منه حصان طروادة في الشمال لتقتحم أسوار اليمن وتثبت نفوذها وتضمن مصالحها أيضا هناك في مقابل المصالح السعودية.
رمز الخبر: ۳۷۶۰۲
تأريخ النشر: 05 February 2018

شبکة تابناک الاخبارية: انقشع غبار المعارك في مدينة “عدن” اليمنية يوم أمس بسيطرة ميليشيا ” المجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم اماراتياً على المدينة بأكملها، لتنكشف معه مواقف أكثر وضوحاً ربما تكون فاتحةً لمرحلة سياسية جديدة، تعيد الخطط الإماراتية مجدداً الى الواجهة اليمنية وخاصة الجنوبية. وفي خضم الأحداث الدائرة في عدن، تطمح أبو ظبي إلى حجز موقع لها في الخارطة السياسية اليمنية مستقبلاً، ضمن صيغة مقترحة تعمل عليها برضىً سعودي او بعدمه، سيكون أبرز الخاسرين منها قوات “الشرعية” وحزب “الإصلاح الإخواني” المدعوم سعودياً، وبذلك تكون الامارات قد قطعت يد السعودية من الجنوب.

المشروع الاماراتي مقابل السعودي؟!

هي أيام قليلة استطاعت فيها الامارات ردّ الصفعات المتتالية من الجانب السعودي لها في مدينة عدن بعد محاولة اقصائها من المشهد العدني واليمني بشكل عام. واستطاعت من خلال ميليشياتها في الجنوب ودعمها بشكل مباشر لأعضاء “المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يحمل في اجنداته شعارات دولة الجنوب الافتراضية، ويحملون لواء “الاستقلال” عن الدولة التي كانوا موظفين في دوائرها قبل أشهر فقط، من رد اعتبارها على حساب “حليفتها” السعودية.

ثورة بن زايد في عدن لم تأت من عبث حسب محللين، ويردون معارك الجنوب الى التصرفات السعودية الأحادية الجانب في جنوب اليمن، وذلك من خلال اتخاذ المملكة مجموعة من الإجراءات استفزت الامارات ومنها:

اولا– إيداع مليارَي دولار في البنك المركزي اليمني في عدن.

ثانيا– بعد إيداع السعودية للأموال في البنك المركزي، قام محمد آل جابر، سفير السعودية في اليمن، بزيارة مستعجلة الى عدن، قام خلالها بتفقّد ميناء عدن الذي تستشعر الإمارات إزاءه حساسية عالية، قائلا ان السعودية لديها خطة لليمن لافتاً إلى أننا نطور ميناء عدن وميناء المكلا لتطوير الاقتصاد وتوفير فرص عمل، معللاً عدم اهتمام بلاده في السابق بالمحافظات الجنوبية بانشغالها بالوضع السعودي الداخلي.

ثالثاً– قامت القوات السعودية البحرية في الأسبوعين الماضيين بإنزالات كبيرة لعشرات العربات المسلحة والجنود في محافظة المهرة، وسيطرت من خلالها على مواقع استراتيجية هناك فيها، بعدما كانت المحافظة حتى الأمس القريب موضع ترقب واهتمام من الجانب الإماراتي لحاجته إليها في الضغط على سلطنة عمان.

وامام هذه الوقائع، يرى محللون ان ما حصل في الأسبوع الماضي في مدينة عدن وما سيحصل في المستقبل القريب في اليمن ككل يرتبط ارتباطاً وثيقاً برؤية محمد بن زايد لمستقبل دولته الاقتصادي وطموحاته التجارية في المنطقة. وفي رأيه ان هذه الطموحات لن تتحقق من دون جنوب اليمن الذي سيؤمن له موقعاً مهماً لتنفيذ مشاريعه ومخططاته لابقاء بلاده في موقع الريادة الاقتصادية والتجارية في المنطقة وفي العالم ككل وذلك إذا ما استفاد جنوب اليمن من موقعه الحيوي، بسواحله وموانئه وجزره ومضيقه، وكذلك في ثروته الطبيعية (نفطه وغازه).

ومن هذا المنطلق، يرى بن زايد جنوب اليمن ككنز غير قابل للنفاد، بل انه بموقعه الاستراتيجي كان ولا يزال مطمع القوى العظمى في العالم، مع الإشارة إلى أن بريطانيا العظمى تنعمت بخيرات هذا البلد وموقعه لأكثر من 120 سنة. ومع وجود هذه الدوافع والإمكانات المتاحة قام بن زايد باشعال جنوب اليمن من جديد في وجه السعودية وانقلب عليها، وليس عن عبث قام بدعم ميليشيا ” الانتقالي الجنوبي ” الذي يرفع لواء الاستقلال عن اليمن .

وكما ذكرنا ان الامارات تضع كل ثقلها في الجنوب الا انها لم تنسى مصالحها أيضا في الشمال اليمني، وذلك عبر دعم الابن الأكبر للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، الذي تصنع منه حصان طروادة في الشمال لتقتحم أسوار اليمن وتثبت نفوذها وتضمن مصالحها أيضا هناك في مقابل المصالح السعودية.

اما في المقابل، يعيش محمد بن سلمان كابوس خسارة اليمن (من ضمنه الجنوب) من بين يديه، فتاريخياً، عملت السعودية وحكامها طوال العقود الماضية على فدرالية اليمن وابقائه تحت وصايتها وهيمنتها وذلك عبر إذلال وإفقار وتجهيل الشعب اليمني، حتى وصل بهم الامر الى شن حرب كبرى وتجويع الملايين من اليمنيين وذلك بعد خروجهم وتمردهم على الوصاية والهيمنة السعودية وسيرهم باتجاه تحصيل سيادته وقراره المستقل.

الخلاصة، ان السعودية تحاول جاهدة فدرالية اليمن من جديد وذلك عبر تقسيمه الى اقليمين تابعين لها مباشرة، وهذا ما يمكن استشفافه من التصريح الأخير للسياسي السعودي، أنور عشقي، المقرب بأجهزة القرار داخل المملكة والذي اقترح فيه تشكيل حكومة شمالية بزعامة أحمد علي صالح، وأخرى جنوبية برئاسة عيدروس الزبيدي، ضمن دولة فدرالية من إقليمين بقيادة الرئيس المنهية صلاحياته عبد ربه منصور هادي مضيفاً أن الحراك الجنوبي يرفض حكومة بن دغر، ولكنه لا يرفض حكم هادي، ولذلك فإن حلاً من هذا النوع يمكنه أن يسهم في إحلال السلام مرحلياً. الا ان هذه الفرضية السعودية تستضم بالمصالح الإماراتية التي تطمح الى جعل الجنوب بسواحله ومنابعه الطبيعية مقاطعة إماراتية تخضع بشكل مباشر لأوامر محمد بن زياد، ويبقى السؤال: أيهم سينتصر في نهاية المطاف اطماع بن زايد في خيرات اليمن ام عناد بن سلمان؟! سؤال سيكشفه القادم من الأيام.

رایکم