۱۰۶۳مشاهدات
رمز الخبر: ۳۷۴۷۶
تأريخ النشر: 23 January 2018

شبکة تابناک الاخبارية: لا يشكّل الإرهاب خطرا حقيقيا على مصر وحسب، وإنما في المنطقة بأسرها. وتعاني مصر كغيرها من دول المنطقة منذ سنوات من خطر الجماعات الإرهابية المنتشرة على أراضيها، وقد اختارت سيناء ملاذا لها نظرا لأهميّتها وصعوبة التحرّك فيها بالنسبة للقوات الأمنية والجيش المصري. وهنا نسأل لماذا سيناء؟ من وراء هذه الجماعات الإرهابية ومن يدعمها؟

سيناء هي المعركة الفاصلة والحاسمة، في الحرب على الجماعات الإرهابية ومموليها وداعميها، كونها هي الملاذ الأخير جغرافياً للجماعات الإرهابية في المنطقة، بعد أن فقدت مواقعها في أماكن أخرى نتيجة تغيّر المعادلات السياسية والتطورات الميدانية على الأرض.

وهنا نلاحظ، أنّ دولا إقليمية وعالمية، وبالرغم من التصريحات العلنية هنا وهناك، بالوقوف إلى جانب الدولة المصرية في حربها ضد الإرهاب، إلاّ أنه بعد البحث والتدقيق، يمكننا أن نكتشف أنّ هناك من هذه القوى من هو مستفيد، بل داعم أساسي لهذه الجماعات ولأدوارها في المنطقة.

من المؤكد أنّ لهذه الجماعات أهداف معلنة وغير معلنة، فهي تبحث عن ملاذ لها وأرض لتثبت وجودها من جديد، لكنها من حيث تعلم أو لا تعلم، تقدم خدمة مجانية لقوة لا تريد لدولة مثل مصر أن تكون قوية وثابتة وصاحبة قرار مستقل.

أعلنت بعض الدول الخليجية وعلى رأسها الإمارات والسعودية، عن دعمها للإنقلاب العسكري على حكومة الإخوان ووصول السيسي إلى السلطة، وتشير بعض الأوساط إلى أنّ الدعم لم يتوقف عند هذا الحد، بل إنه في مواقف كثيرة، تجاوز كل الأعراف والقوانين ليصبح لتلك الدول وبدون سابق إنذار الحق في التدخل اللامحدود في العمق المصري.

والمتابع لفكر وتوجهات الجماعات الإرهابية، يكتشف بأنها بالفعل لم تُزرع في الأرض المصرية صدفة، بل إنها تمركزت على الأراضي المصرية وفق مخطط لضرب الأمن والاستقرار المصري بكل المقاييس.

أما إسرائيل، فالمؤكد أنها المستفيد الأكبر من كل ما يحصل، فعندما بدأت الحرب على سوريا، لم تخف مساندتها ومساعدتها للجماعات الإرهابية تحت ذرائع واهية وغير مفهومة. سوى أنّ هذه الجماعات الإرهابية هم بالفعل وكلاء لإسرائيل ومن وراءها، لتخريب دول المنطقة والقضاء على مناعتها.

قد يكون استهداف المساجد والكنائس والتجمعات السكانية والأبرياء ناتج عن إفلاس هؤلاء الإرهابين، وفشل كل مخططاتهم واستراتيجياتهم للعمل في سيناء، وعدم قدرتهم على بناء قواعد لهم هناك، ولعل الهدف الإستراتيجي من وراء هذا التحول الخطير في أداء المجموعات الإرهابية في سيناء، هو تفريغ المنطقة الممتدة من رفح إلى عمق 50 كيلو متر شمالا وشرقا، وهو المخطط المركزي الصهيوني الذي يسعى لحل الصراع على حساب سيناء حيث لم يبقى أمام هذه المجموعات إلا سيناء، باعتبار أنّ هذه البقعة الإستراتيجية غير مأهولة بالسكان وشبه فارغة، ويستطيعون أن يؤسسوا فيها ما يحقق الأهداف الصهيونية على المدى البعيد.

ولعل ما حدث في مسجد الروضة واستهداف أهل الروضة، تلك القرية المصرية، يدلّ على أنّ هذه الجماعة جرى غسل أدمغتها مسبقا، وبالتالي استهدفت المسجد باعتبار أنّ من يصلّي فيه كفرة يتوجب قتلهم، وهذا ما تعمل من خلاله تلك الجماعات.

كشف عادل عفيفي العقيد السابق بالقوات المسلحة، عن مفاجأة خطيرة بشأن حادث الواحات الذى راح ضحيته 16 من رجال الشرطة، مشيرا أنّ الكيان الصهيوني، يقف وراء تمويل جميع العمليات الإرهابية التى تحدث فى مصر، مؤكداً أنّ تلك العمليات هي نتاج تكتيك وتنظيم دولي بامتياز.

وأضاف أنّ، إسرائيل عندما رأت سيطرة من القوات المسلحة المصرية على سيناء، بدأت فى البحث عن مسرح آخر للعمليات الإرهابية، وهو ما أكده حادث الواحات، مضيفاً أنه، على الدولة المصرية أن تكون أكثر يقظة وأن يكون هناك نظرة أبعد من اتهام جماعة الإخوان وحدها فى تلك العمليات، بل هناك أيادي خفية تقف وراء تلك العمليات الخسيسة، متسائلاً لماذا لم يوجّه الإرهاب نيرانه نحو إسرائيل؟ إلا إذا كانت هناك مصالح وعلاقات تربط هؤلاء الإرهابيين بالكيان الصهيوني.

اللافت أنّ الجماعات الإرهابية، التى تدَّعي كذبا وتضليلا أنها تنطلق من مرجعيات دينية لتحرير القدس، نكاد نقطع بصلتها الوثيقة بإسرائيل، مباشرة أو إختراقا.

إنّ ما يكشف هذه الجماعات الإرهابية، أنها توجّه سلاحها إلى الداخل المصرى، وليس إلى إسرائيل التى لا تبعد عنها سوى أمتارا قليلة. فمن يملك القيام بعمليات بهذا الحجم والكفاءة والقوة والجرأة، لماذا لا يفعلها مع قوات الاحتلال الصهيونية؟!

إنّ من يسمّون أنفسهم بأنصار بيت المقدس أو ولاية سيناء، يتماثلون مع داعش وإخواتها الذى يوجّهون رصاصهم إلى مواطنيهم من العرب والمسلمين فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وليس الى القوات الأمريكية أو الصهيونية.

باختصار نقول، إن كانت داعش والقاعدة من صناعة الاستخبارات الأمريكية والأوروبية، فإنّ أنصار بيت المقدس وولاية سيناء، من صناعة أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية بامتياز.

لكننا أيضا، ووفقا لكل هذه المعطيات، لا يمكن أن ننسى تورط دول خليجية بعينها، عملت منذ البداية على دعم الإرهاب بكل أشكاله في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ولا تزال لحد الآن تقوم بهذا الدور وإن كان بمسميات مختلفة. والأخطر من كل هذا وذاك، أنها باتت اليوم تعلن التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني، ولا تخفي رغبتها في إعلان العلاقات الرسمية والدبلوماسية مع الكيان الغاصب، بل وتعمل جاهدة على تحقيق ذلك، على حساب القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في القدس والمقدّسات.

رایکم
آخرالاخبار