۹۵۲مشاهدات
رمز الخبر: ۳۷۳۲۲
تأريخ النشر: 06 January 2018

شبکة تابناک الاخبارية: يبدو أن الرئيس الفرنسي عمانوئيل ماکرون قد اختار الموعد المناسب والتوقيت الصح كي يبادر هو بإجراء الاتصال الهاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني كأول زعيم غربي يقوم بذلك منذ اندلاع التظاهرات وأحداث العنف في طهران وعدد من المدن الإيرانية منذ أسبوع.

مايلفت النظر أن ماکرون أثنى على الدور الإيراني في القضاء على عصابات داعش الإرهابية والذي كان لفيلق القدس دور بارز فيه على صعيد الساحتين السورية والعراقية، مساندا للقوات المسلحة في البلدين الجارين. وعندما يثني زعيم أوروبي من حلفاء أميركا على هذاالانجاز فإن ذلك يعد اعترافا واضحا بقوة إيران ودور فيلق القدس في دحر الإرهاب واقتلاع جذور أشرس تنظيم إرهابي في الشرق الأوسط.

من ناحية اخرى فإن هذا الاعتراف يبرهن على أنه حتى الأوروبيين أنفسهم مافتئوا يذعنون بأن لطهران (وليس واشنطن ولا ذيولها الاقليميين) الدور البارز في القضاء على كابوس الإرهاب الداعشي وجرائمه ضد شعوب المنطقة وهو فضل لن تنساه بغداد ودمشق البتة.

فضلا عن هذا، فان الاعتراف الفرنسي ينطوي على مداليل أخرى من أهمها زيف وكذب الادعاء الأمريكي بكون فيلق القدس منظمة إرهابية، لأنها – والحق يقال – لم ترتكب عملا إرهابيا واحدا ضد أي من الشعوب الصديقة والشقيقة بل وقدمت جهدها الاستشاري ودعمها اللوجستي لكل من بغداد ودمشق وبيروت، في الوقت الذي لعبت فيه واشنطن وحلفائها من بعض الأنظمة الخليجية الدائرة في فلكها دور المؤسس والداعم والمسلح والممول لكل من طالبان والقاعدة وداعش.

ولاشك أن التعاون الاقتصادي بين باريس وطهران بدأ يأخذ أبعادا متنامية بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى في العام 2015، حيث تم التوقيع على اتفاق مع شركة ايرباص الفرنسية لشراء 100 طائرة ركاب حديثة من طراز A320 وA330 وA350 مع تعديل الصفقة وحذف 12 طائرة من طراز A380 ذات الطابقين، وبدأت باريس بالفعل بتسليم تلك الطائرات ابتداءا من العام المنصرم توا 2017 على أن تستكمل تسليمها خلال 10 سنوات ليبلغ مجموع ثمنها 10 مليارات دولار بينما يبلغ مجموع سعرها في الكاتولوجات 20 مليارا.

وتزامنا مع ذلك، عبر ماکرون عن التزام بلاده والاتحاد الأوروبي بالاتفاق النووي مع طهران حتى لو قامت الإدارة الأميركية الجديدة بتجميد الاتفاق من جانبها.

ولا شك أن الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي ماکرون إلى طهران ستكون ذات اهمية فائقة بعد أن تم تذويب الجليد بين الاليزيه وباستور في اللقاء الذي حصل عليه ماكرون من روحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بينما رفض الشيخ – بشموخ – طلبا من ترامب بلقائه رغم أنه هو صاحب الدار لكنه وقح معتوه غيرمرغوب في لقائه!

*كاتب وخبير استراتيجي

رایکم