۱۰۱۳مشاهدات
رمز الخبر: ۳۶۹۷
تأريخ النشر: 20 March 2011
شبکة تابناک الأخبارية: "ان عدم الايمان بالذات هو ما يجعل الناس يهابون التحديات, و لهذا انا مؤمن بذاتي", هذه مقولة لمحمد علي باشا حاكم مصر و المؤسس لسلالة حكمة مصر لفترة من الزمن ليست بالقليلة, امن بذاته و اراد التغيير و تمكن من ذلك, في حين غيره كانت لهم مؤهلات اكبر من مؤهلاته و لكن ينقصهم الايمان بالذات و الاصرار و العزيمة, و مثل هؤلاء كثيرون هذه الايام, و خوفهم هو الذي مكن بعض الانتهازيين فاقدي اي مؤهل سواء علمي او اخلاقي من التمكن والتطاول على الاخرين و الاستخفاف و الاستهانة بهم الى درجة الاهانة, و اعتبار انفسهم فوق اية مساءلة اخلاقية كانت ام قانونية.

هم اناس بلا اخلاق, لا واعز ديني او اخلاقي يردعهم و ذلك لسبب بسيط جدا, هو انهم فاقدين لهذا الواعز, فهم كالكلاب الضالة تنبح على الجميع ليلا و نهارا و لكنها تهرب عندما تظهر لها العصا, و كان احد اساتذتي اطال الله في عمره يقول" العصا لمن عصا و العصا من الجنة", فمثل هؤلاء ان لم يتم التصدي لهم فسوف يزداد تطاولهم و يصعب بعد ذلك التخلص منهم او اقصائهم, فهم لا يرتدعون و السبب في ذلك انهم اناس لا يفقهون شيئ و لا يستفهمون.

و هنا اتساءل لماذا هذه الرهبة و و الخوف من مواجهتهم, بل و الاطاحة بهم لكي يعلموا انهم لا يستطيعون فعل ما يريدون دون محاسبة و دون عقاب و ليكونواعبرة لمن ياتي بعدهم, و هنا اتوجه ايضا للمسؤولين عنهم و اطرح عليهم سؤال واحد و هو لماذا لا تتم مراقبة و محاسبة مثل هؤلاء ?ام انه توجد هناك مصالح مع مثل هؤلاء?!. فمهما تكون مثل هذه المصالح, فتاكدوا ان تصرفات مثل هذه الفئة من البشر الفاقدة لابسط صفات الانسانية ستؤدي في اخر الامر الى نهاية مثل هؤلاء المسؤولين المتغاظين و المتخاذلين و الذين يظنون ان الشعب لا يمكن ان يحاسبهم و انهم فوق القانون, انصحهم ان يقرؤا التاريخ مرات و مرات, فاستيقظوا قبل فوات الاوان, فالله وحده يقبل التوبة و يغفر لمن يشاء و متى يشاء سبحانه و تعالى, اما الشعوب فلا تغفر لمن اساء و يكون قد فات الاوان.

و هنا اتوجه للمسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية و في اجهزة و دوائر منظمة التحرير الفلسطينية و الى كافة القيادات في التنظيمات الفلسطينية و الى كافة الوطنيين و الى كافة افراد الشعب الفلسطيني الصامد بطلب للتصدي لما يحدث في سفاراتنا في الخارج من فساد و تسويف للحقائق و اعتماد الكذب و الاهمال و تحقير الاخرين و طلب الرشوة استراتيجية و اسلوب عمل, بل يظنون ان كذبهم هو وحي منزل لا يصح التشكيك به او حتى مراجعته, حتى ان الكثير من نشاطات الجالية ينسبونها اليهم دون ادنى وجه حق. و الحقيقة انه في علم النفس ورد مثل هذا الاعتقاد ووصفهم الاطباء بالمرضى المستعصي علاجهم, و نصحوا باستبعادهم و عزلهم عن بقية البشر لعظم الخلل في عقولهم, فهم يشكلون خطرا على الجنس البشري.

فكيف اذا كانوا يشغلون مناصب توجبهم الاتصال المباشر مع الناس فهذا و الله من نكت و عجائب اخر الزمان, فحاسبوهم قبل فوات الاوان و قبل ان تحاسبوا. و من الامثلة على مثل هؤلاء الفاسدين بعض الموظفين في سفارة فلسطين في ليبيا الشقيقة, فكلنا قراء في الصحف و على لسان الفلسطينين المقيمين هناك عن اهمال السفارة لهم و اغلاق الهاتف و عدم الرد على المكالمات, و لولا رحمة الله و المساعدة من السفارة الاردنية ممثلة في شخص سفيرها لساء حالهم, فشكرا لسعادة السفير الاردني. و مثال اخر ما حصل في السفارة الفلسطينية في المملكة المغربية الشقيقة و سرقة اموال المنح من الطلاب. و مثال اخر ما حدث و يحدث في السفارة الفلسطينية في الصين, فبعض الطلاب ضاع لفترة و ذلك لاهمال بعض العاملين في السفارة ترتيبات استقبال الطلاب الجدد , و البعض خسر منحته و السبب اهمال العاملين في السفارة و عدم المتابعة , هذا طبعا عدا عن صعوبة الاتصال بالسفارة او حتى مقابلة بعض المسؤولين هناك و السبب انشغالهم باعمالهم الخاصة و بتجارتهم طبعا , و المضحك هنا وجود سكرتيرة صينية تعرف من اللغة العربية كلمتان فقط هما "غير موجود" و هي اجابة عندها لكل سؤال , هذا عدا عن الرشوة و السهرات و غيرها و حدث و لا حرج.

فاين مساءلة هؤلاء , ام انهم فوق المساءلة , ام انهم لا عتب عليهم و لا على افعالهم و انتم عالمون باحوالهم , ففي هذه الدنيا لا يعاتب المجنون و المختل عقليا فهل هم كذلك ?! نحن طبعا نطلب من الله ان يرد عليهم عقولهم ان كانوا فقدوها و ان يهديهم ليس لشيء فقط لتتم محاسبتهم في الدنيا و الاخرة , فمن لا يستطيع اصلاح نفسه فكيف سيصلح حال الناس فهذا محال , و كيف يمثل مثل هؤلاء دولهم و هم لا يستطيعون تمثيل انفسهم بشكل لائق, و لا تتهموا هذا الزمال الذي نعيش فيه و تقولوا ان السبب هو الزمان , افلا تتذكرون قول الامام الشافعي رحمه الله , نعيب زماننا و العيب فينا و ما لزماننا عيب سوانا.

علما بان مثل هؤلاء هم المستفيدون من حالة الانقسام التي نعيشها الان, فمصالحهم تتماشى مع هذا الانقسام, مع العلم ان نقاط الالتقاء بين طرفي الخصام كثير و نقاط التنافر جد قليلة, فضعوا مصلحة الشعب و الوطن اولا و اتركوا المصالح الشخصية و الفئوية جانبا, و اتحدوا فالاتحاد قوة تقوي موقفكم و تسعدكم و ترهب عدوكم, و بذلك فقط تستطيعون تحقيق الاهداف الوطنية العليا, فلا فرق بين فلسطيني و اخر الا بمدى صدقه ووطنيتة و لكن ليس بالشعارات و انما بالعمل الجاد و الصادق لمصلحة هذا الشعب, و لا تجعلوا حربنا بيننا فنصبح اضحوكة للعالم.

و في النهاية ليصلح امر المغتربين من الفلسطينيين فاني اتوجه الى كل الشعب الفلسطيني و الى المغتربين منهم خاصة بضرورة العمل على اقصاء امثال هؤلاء الفاسدين و المنتفعين من حالة الانقسام التي نعيشها الان و منهم طبعا بعض العاملين في سفاراتنا في ارجاء العالم و التصدي لهم و محاسبتهم و فضحهم بكل الطرق و الوسائل ليكونوا عبرة لغيرهم و ليصلح امرالامة, فبغير المساءلة و المحاسبة لا يصلح امرها و لا يتم لها الرخاء و السعادة و التطور و الحرية, و اخيرا ادعوا الله يهدينا و يهديهم و يهدي الجميع او ان يرحمنا منهم ليسعد الجميع.
رایکم