شبکة تابناک الاخبارية: قطعاً.. لا يريد أي جندي عربي أن يحارب دولة عربية آخرى، فإن لم تكن المدارس هي من علمتنا على الأخوّة مع العرب، فعلت أمهاتنا ذلك، فما بالكم إن كان الجندي يحارب دولة عربية لأجل دولة عربية آخرى، ليكتشف في آخر المطاف إن لا ناقة له في هذه الحرب ولا جمل.
منذ تشكيل السعودية ما يسمى ب "التحالف العربي" وأفراد من الجيش السوداني يقاتلون في اليمن، هم لا يعرفون لماذا يقاتلون شعباً يفترض إنه صديق لهم، لكن الرئيس السوداني عمر البشير يعرف ذلك جيداً، فهو رئيس الدولة الذي يمثّل دور الذكي فيها.
يجد البشير في دعمه العدوان السعودي على اليمن أبواب حل لجميع مشاكله، فهو الدكتاتور الممنوع من السفر وعليه عدة شكاوى في المحكمة الدولية، تتهمه بجرائم حرب وأخرى عنصرية، ثم يجد في الخزينة السعودية وشقيقتها الأماراتية فرصة لا تعوض لأستثمارها، وأخيراً وأهمها إن هذا التحالف قد يبقيه فترة أطول في كرسي الرئاسة.
بين ليلة وضحاها، ترفع الولايات المتحدة الأمريكية عقوباتها على السودان، ويجلس البشير مسترخياً مرةً أخرى، فهو لم يعطي إلا الخضوع للقرار السياسي السعودي كضريبة لهذا الأتفاق، غير مهتم بضحايا الشعب اليمني وأهلهم الذين لا يمكن أن ينسوا من أطعمهم القتل والتخريب، وغير مبالٍ بجنوده الذين يسقطون بالعشرات في معركة لا شهادة لهم فيها.
عقود من الزمن ونقمة البشير تطارد الحلم السوداني، الدكتتاورية على أصولها تجسدت في هذا النظام المتهالك الباحث عن فرصة، فهل يجد الرأي العام الشعبي بسحب الجنود فرصة هو الآخر لأثبات وجوده؟، أم تنتصر أرادة الدكتتاور في تثبيت دعائم ملكهِ بأستخدام الدم السوداني والعربي!