۱۰۳۹مشاهدات
يبدو ان العالم على موعد مع المزيد من المواقف المضحكة لاعضاء ادارة ترامب ، حول القضايا الدولية الخطيرة ، فصحيح ان ترامب صاحب اكبر مواقف سخيفة من بين اعضاء ادارته ، الا ان وزراءه وبينهم تيلرسون لا يقلون عن ترامب سخفا وسفها ..إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِعاً – فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ.
رمز الخبر: ۳۶۶۱۲
تأريخ النشر: 23 October 2017
شبکة تابناک الاخبارية - شفقنا : في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السعودي يوم الاحد 22 تشرين الاول / اكتوبر في الرياض ، قال وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون :”يجب أن تعود الفصائل الإيرانية الموجودة في العراق إلى ديارها مع اقتراب الحرب على داعش من نهايتها.

وكالة رويترز للانباء نقلت عن مسؤول أمريكي كبير قوله أن تيلرسون كان يقصد ب”الفصائل الايرانية” قوات الحشد الشعبي والمستشارين الايرانيين ، الذين كان لهم الدور الابرز في تحرير العراق لاراضيه التي سيطرت عليها "داعش” ، وقدموا الالاف من الشهداء والجرحى خلال الاعوام الثلاثة الماضية.

يبدو ان المسؤولين الامريكيين يتصورون ان القوة العسكرية التي تمتلكها بلادهم تخولهم ان يقولوا حتى اكثر الكلام سخفا وحمقا ، من دون ادنى تفكير بما سيقوله الاخرون عن تفاهاتهم ، فهذا رئيسهم الشيخ المتصابي ترامب ، يسبح عكس التيار الدولي الذي اكد بأعلى صوته التزام ايران بالاتفاق النووي ، يخرج على الناس ودون ادنى خجل او حياء ، ويقول انه لا يؤيد التزام ايران بالاتفاق ، هكذا وبكل بساطة ، لانه يرى ان القوة العسكرية المجردة لتي يمتلكها هي التي تحول الباطل حقا والسفه والحمق حكمة ودراية.

اليوم يخرج علينا وزير خارجية ترامب بمقولة لا تخرج الا من سفيه او مجنون ، فهو يطالب العراقيين ان يتركوا بلادهم الى حيث يريد تيلرسون ، لانهم من وجهة نظر تيلرسون ايرانيون ، ولا ندري كيف تحول مئات الالاف من الشباب العراقي الذي لبوا نداء المرجعية ، عندما اطلقت فتاواها التاريخية للتصدي ل”داعش” التي سيطرت على ثلث العراق بدعم من امريكا والدول الحليفة لامريكا ، باعتراف الامريكيين انفسهم.

كيف يمكن لشخص يحترم عقله ان يدلي بهذا التصريح الغبي ؟ ، اليس هذا الخطاب الامريكي هو نفس خطاب المقبور صدام والجماعات التكفيرية وفي مقدمتها "داعش” ، وخطاب الدول التي كانت تمول وتدعم وتسلح التكفيريين في العراق ، وهو خطاب  يعتبر اتباع اهل البيت عليهم السلام في العراق ايرانيين وصفويين وروافض؟.

قد يتفهم الانسان دعوة تيلرسون للمستشارين الايرانيين الذي قصموا الى جانب الحشد الشعبي والجيش العراقي ظهر "داعش” ، الى مغادرة العراق ، رغم انها دعوة متعجرفة ومتغطرسة واستعلائية وعدائية ، لان هؤلاء المستشارين لم يدخلوا العراق كالامريكيين بالقوة ، بل بدعوة رسمية من الحكومة العراقية ، والحكومة العراقية هي الجهة الوحيدة التي يمكنها ان تطلب مواصلة التعاون مع المستشارين الايرانيين ام لا ، ولكن ان يطلب من الحشد الشعبي الذي يمثل الشعب العراق مغادرة العراق فهذا امر من الصعب فهمه.

الغريب ان تيلرسون يعترف ضمنيا ان الحشد الشعبي والمستشارين العسكريين الايرانيين ساهموا مساهمة رئيسية في القضاء على "داعش” ، وهو  يطلب منهم مغادرة العراق!!، لان مهمتهم قد انتهت بانتهاء "داعش” ، الا اننا لا ندري متى تنتهي مهمة الامريكيين الذين جلبوا الخراب والدمار والقاعدة و”داعش” الى العراق؟.

صحيح ان ما قاله تيلرسون فيه الكثير من الغباء والعجرفة ، الا ان ما قاله يكشف ايضا حجم الحقد الذي تكنه امريكا على الجهات التي شاركت في هزيمة صنيعتها "داعش” في العراق ، وفي مقدمتها الحشد الشعبي وايران ، وان الادارة الامريكية باتت على دراية تامة من ان مخططاتها في العراق ستصل جميعها الى طريق مسدود مع وجود الحشد الشعبي والتعاون الوثيق بين الحكومتين العراقية والايرانية.

يبدو ان العالم على موعد مع المزيد من المواقف المضحكة لاعضاء ادارة ترامب ، حول القضايا الدولية الخطيرة ، فصحيح ان ترامب صاحب اكبر مواقف سخيفة من بين اعضاء ادارته ، الا ان وزراءه وبينهم تيلرسون لا يقلون عن ترامب سخفا وسفها ..إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِعاً – فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ.
رایکم