۲۸۷۱مشاهدات
رمز الخبر: ۳۶۰۷۴
تأريخ النشر: 30 August 2017
شبکة تابناک الاخبارية: يبدو ان سلطات ميانمار اصبحت بحاجة لتبرير عمليات القتل الجماعي التي تمارسها ضد مسلمي الروهينغا في ولاية راخين في شمال ميانمار، وتشريدهم من ديارهم، بعد ان اثارت الفظائع التي ترتكبها منذ سنين ضد المسلمين، حفيظة الراي العام العالمي الذي بدا يهتم بقضية الروهينغا المظلومين.

منذ ايام لجأت السلطات في ميانمار الى ذريعة مفادها ان "مقاتلين” من الروهينغا هاجموا عددا من مراكز الشرطة، لتشن كعادتها هجمات ضد المسلمين الروهينغا العزل فقتلت في ساعات أكثر من 100 شخص وهجرت نحو ثلاثة آلاف منهم عن قراهم ودفعتهم للهروب نحو الحدود مع بنغلادش.

الملفت ان الجيش البنغالي لم يمنع المسلمين الهاربين من بطش الجيش وقوات الامن الميانمارية من دخول الاراضي البنغالية واغلبهم من الاطفال والنساء فحسب، بل قام باعتقال العشرت منهم وارغمهم على العودة إلى ميانمار ليواجهوا الموت.

حكومة بنغلادش امرت ايضا المسؤولين في منطقة "كوكس بازار” المتاخمة لميانمار، والتي تضم عددا من مخيمات اللاجئين، بعدم السماح بعبور الروهينغا للحدود، انطلاقا من ولاية راخين، التي تعتبر أفقر منطقة في ميانمار وهي موطن لأكثر من مليون من الروهينغا.

تعتبر موجة الهروب الجماعي للروهينغا في راخين هذه الايام هي الأبرز منذ أحداث أكتوبر/ تشرين الأول 2016، عندما شنت قوات الجيش والامن في ميانمار حملة عسكرية ضدهم اسفرت عن مقتل وتشريد الالاف من الروهينغا وارتكاب اعمال اغتصاب وتعذيب وحشية ضدهم، واجبارهم على الهجرة الى بنغلادش.

سلطات ميانمار تتعامل مع المسلمين الروهينغا معاملة الاجانب وترفض منحهم الجنسية رغم انهم من سكنة المنطقة الاصليين، الامر الذي يجعل الروهينغا من اكثر الاقليات اضطهادا في العالم، وهذا الاضطهاد لا ينحصر للاسف في معاملة السلطات الميانمارية لهم بالحديد والنار، بل تجاهل المسلمين لقضيتهم ساهم في تكثيف هذا الاضطهاد، فرغم كل الكوارث التي نزلت وتنزل بالمسلمين الروهينغا، الا ان مأساتهم لم تثر كثيرا الحكومات ولا حتى الاحزاب والنخب السياسية في البلدان الاسلامية، فقد تركهم الجميع ليواجهوا مصيرهم لوحدهم.

للاسف يبدو ان مشاعر الحكومات الاسلامية قد تلبدت ولم تعد تشعر باي احساس ازاء ما يجري من فظائع ضد المسلمين الروهينغا، وهذا السكوت المخزي هو وصمة عار ستلاحق والى الابد اغلب الحكومات الاسلامية التي لاذت بالصمت وخذلت المسلمين في ميانمار.

الفظائع التي ارتكبتها السلطات في ميانمار حركت في المقابل مشاعر غير المسلمين فهذا بابا الفاتيكان فرنسيس، اعلن يوم الأحد الماضي 27 أغسطس/آب، عن تضامنه مع أقلية الروهينغا المسلمة وطالب باحترام حقوقها، وقال أمام الآلاف الذين احتشدوا في ساحة القديس بطرس: إن "أخباراً حزينة قد وصلت حول اضطهاد الأقلية الدينية لأخواننا الروهينغا".

وأضاف البابا "أرغب في أن أعبر لهم عن كامل تعاطفي معهم. وجميعاً نطلب من الرب أن ينقذهم ويلهم ذوي الإرادة الحسنة من الرجال والنساء لمساعدتهم على ضمان احترام حقوقهم".

هذا الموقف الواضح للبابا من قضية المسلمين الروهينغا لم يكن الاول فقد ندد البابا في شباط/فبراير الماضي، بمعاملة الروهينغا "الذين يتعرضون للتعذيب والقتل بسبب تقاليدهم وإيمانهم” وتحدث عن "شعب طيب ومسالم يعاني منذ سنوات".

كان من الاولى ان تتخذ الحكومات الاسلامية الموقف الذي اتخذه البابا، وان تتجاوز هذا الموقف الى اتخاذ اجراءات عملية للضغط تجاريا واقتصاديا وحتى سياسيا على السلطات في ميانمار، لاسيما ان العديد من الدول الاسلامية هي دول غنية وتربطها علاقات تجارية مع ميانمار، من اجل وقف اضطهاد المسلمين في ميانمار ، ومثل هذه الاجراءات تعتبر اضعف الايمان، حتى لا تكون هذه الحكومات في زمرة من ذكرهم النبي الاكرم صل الله عليه واله وسلم في الحديث الشريف: ”مَنْ سَمِعَ رَجُلاً یُنادِی یا لَلْمُسْلِمِینَ فَلَمْ یُجِبْهُ فَلَیْسَ بِمُسْلِم".

رایکم
آخرالاخبار