۲۲۸۲مشاهدات
رمز الخبر: ۳۶۰۱۰
تأريخ النشر: 24 August 2017
شبکة تابناک الاخبارية - شفقنا: بعد الرفض الدولي وخاصة رفض الدول الخمس الكبرى روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا، لمحاولات امريكا المتكررة إثارة الشكوك حول التزام ايران بالاتفاق النووي ، بدأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب خطة جديدة تتمثل بممارسة الضغوط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لدفعها الى تسييس تقاريرها التي اكدت جميعها على التزام ايران الكامل بالاتفاق النووي.

حربة ترامب الجديدة لمواجهة الاجماع الدولي الرافض لمساعيه من اجل التشكيك بالتزام ايران بالاتفاق النووي ، تمثلت بارساله مندوبة امريكا في الأمم المتحدة نيكي هيلي الى فيينا ولقاء مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو ومسؤولين اخرين في الوكالة ، من اجل ان "تعرف منهم ما إذا كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتزم تفتيش مواقع عسكرية إيرانية للتأكد من التزام طهران بالاتفاق النووي” ، على حد تعبير كيلي.

يبدو ان الهدف من زيارة هيلي لفيينا هو "مطّ” عمليات التفتيش بشان البرنامج النووي الايراني لتشمل المنشات العسكرية الايرانية ، وهو هدف تعرف امريكا قبل غيرها انه لا يمكن تحقيقه باي شكل من الاشكال ، فهو يتناقض مع روح ومضمون الاتفاق النووي ، كما يعتبر خطا احمر بالنسبة لايران التي لم ولن تسمح لا لامريكا ولا غيرها من التجسس على منشاتها وصناعتها العسكرية التي تعتبر قوة الردع التي حالت دون ارتكاب امريكا لاي عمل عسكري احمق ضدها ، كما اجبرت ادارة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما على التفاوض معها بشان برنامجها النووي ، بعد ان اعترف اوياما وفي اكثر من مرة انه كان يفضل تفكيك البرنامج النووي الايراني باكملة لو كان بامكانه ذلك.

وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قال في رسالة بعثها الى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو حول زيارة هيلي الى فيينا : "انه حتى قبل تنفيذ الزيارة ، فان كيفية التخطيط لها  والدعاية حولها والمؤشر الذي تبعثه ، لها تداعيات سلبية ملحوظة على التنفيذ الناجح للاتفاق النووي” ، رافضا الضغوط الامريكية على الوكالة الدولية ، داعيا الاخيرة الى التمسك بحياديتها ومهنيتها.

الغريب ان هيلي التي تتقاسم الرعونة مع ترامب ، ردت على ظريف بالقول انه: "من اللافت جدا لي ان ايران قلقة من زيارتي الى فيينا. لو كان حسابهم نظيفا فلا ينبغي ان يقلقوا من اسئلتي للوكالة الدولية للطاقة الذرية” ، بينما فات هيلي ان القوى الخمس الكبرى هي القلقة وليس ايران من تصرفات وسلوكيات ادارة ترامب التي تتآكل ويتساقط رجالها يوميا ، بسبب الفوضى وعدم وضوح الرؤية لدى هذه الادارة ورئيسها الذي الغى الاتفاق مع كوبا وخرج من اتفافية باريس للمناخ وهدد كوريا الشمالية بالسلاح النووي ، واخيرا دفاعه المخزي عن الجماعات العنصرية في امريكا.

حساب ايران نظيف بشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبشهادة الدول الخمس الكبرى التي وقعت على الاتفاق ، وبشهادة ادارة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما ، وليس هناك ادنى قلق لدى ايران بهذا الشان ، التي بامكانها ان تخرج من الاتفاق خلال ساعات ، في حال انتهكته امريكا ، وان تعود الى وضع ما قبل الاتفاق النووي وتخصب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة خلال خمسة ايام لا اكثر.

تقول هيلي انها تريد ان تطرح على مسؤولي الوكالة اسئلة بشأن ايران والتزامها بالاتفاق النووي ومن هذه الاسئلة سؤال: "هل لديهم سلطة فحص المواقع العسكرية الآن؟ ، هل لديهم سلطة فحص أي مواقع مريبة الآن؟” ، بينما العالم اجمع رأى كيف رئيسها ترامب جن جنونه عندما اخطرت وزراة الخارجية الامريكية ، بموجب القانون الأمريكي ، الكونجرس بالتزام إيران بالاتفاق النووي ، وهو اخطار يتكرر كل 90 يوما ، فهدد وتوعد ان ادارته ستعلن عدم التزام إيران بالاتفاق في الموعد النهائي التالي في أكتوبر تشرين الأول !! ، الامر الذي يفسر الهدف من زيارة كيلي الى فيينا ومن اسئلتها التي لا ترتبط من قريب او بعيد بالاتفاق النووي ومدى التزام ايران به.

حلفاء امريكا الغربيين هم اكثر الجهات قلقا من سياسة ترامب المتخبطة ، فهم على دراية تامة من ان ترامب يرفض الاتفاق من الاساس ولا علاقة لهذا الرفض بالتزام او عدم التزام ايران ، فموقفه يعكس رغبة اللوبي الصهيوني في  امريكا ، والا فان الاتفاق النووي يعتبر من اكبر انجازات الدبلوماسية الدولية بشهادة كبار مسؤولي الدول الموقعة عليه ومن ضمنهم المسرولين الامريكيين ، وقبل يوم واحد من وصول هيلي الى فيينا قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن الأمين العام يرى أن الاتفاق النووي الإيراني "أحد أهم الإنجازات الدبلوماسية في بحثنا عن السلام والاستقرار”.

الضغط على امانو باستخدام هيلي هو حربة ترامب الجديدة ، على امل ان يتم "دس” بعض السموم في التقرير الدوري لامانو حول الاتفاق النووي ، وهي حربة تبدو صدئة من الان ، فالاتفاق النووي هو الخيار الدولي الوحيد امام القوى الكبرى للتعامل مع البرنامج النووي الايراني السلمي ، وهو خيار فرض نفسه على جميع تلك القوى وفي مقدمتها امريكا ، لذلك ليس بمقدور ترامب ولا غيره ان يعيد الاوضاع الى ما قبل الاتفاق النووي ، فالبدائل الاخرى للاتفاق ، دون استثناء ، لن تكون في صالح امريكا ، وأهون تلك البدائل عزلة امريكا وابتعاد حلفائها عنها.
رایکم
آخرالاخبار