۱۱۶۹مشاهدات
محمد صادق الحسيني
رمز الخبر: ۳۵۹۰
تأريخ النشر: 09 March 2011
شبکة تابناک الأخبارية: مرة اخرى يخطئ الغرب ومن ورائه بعض اليسار 'الديني' التائه او المضلل او بعضه الآخر المرتبط حول ايران عندما يفكر ان بامكانه ان يحول الانظار عما يجري من حراك ثوري شعبي في الاقطار العربية المختلفة نحو ايران!

وقديما قيل 'من جرب المجرب كان عقله مخرب ' فقد طنطنوا كثيرا وجمعوا جمعهم وشدوا هممهم ووجهوا النداءات من خلال عشرات المواقع الاليكترونية والاذاعات الناطقة بالفارسية والعبرية وبعض الناطقة بالعربية ايضا وللاسف الشديد، من اجل ان تقوم القيامة في ايران!

ولكن مرة اخرى خذلهم الشارع الايراني ولم ينزل الى حيث ارادوا، فثبت من جديد انهم لا يتقنون قراءة مجتمعاتنا.

لم اكن اريد الكتابة عن الداخل الايراني الآن لان الوضع العربي الثوري مشتعلا بما يوحي بقرب القيامة هناك حيث المنازلة المرتقبة التي بات يرتعد منها العدو حتى قبل وصول صواريخ حزب الله اليه، اذ كانت 'طوابير' من العصافير المهاجرة وحدها كافية لتهز كيانه وتنزل جمهوره الى الملاجئ مرعوبين، فكيف اذا جد الجد وحانت ساعة المواجهة؟!

ومع ذلك ساكتب لاقول ان احمدي نجاد هذا الذي ترغبون في هزه ربح المعركة السياسية والدعائية والنفسية بالاساس قبل ان تبدأوها ضده واتحدى ان يثبت احد خلاف ذلك!

فقبل سنوات عديدة تعود الى معركته الرئاسية الاولى اي قبل نحو ست سنوات نزل الرجل الى الميدان وحسه الداخلي يحدثه عن ثمة 'شيطنة' ما تحضر له ولبلاده فكان شعار حملته الانتخابية : لقد جاءكم رجل من جنس الناس!

ويومها زاحمه او نافسه على كرسي الرئاسة اربعة محافظين واصلاحيين اثنين وكسب المعركة باكتساح، لا لشيء الا لانه كان يعرف انه عندما ينزل الى الشارع والميدان مع جمهور الجيلين الثالث والرابع من الثورة المطالبين باسقاط الامتيازات عن كبار القوم من الرعيل الاول ممن تكلست اجسادهم او ترهلت افكارهم واستكانت انفسهم الى الحياة السلطوية والدنيوية فاذ به يربح معركة يوم 'الغضب' الشارعية ضد كل ما هو طويل العمر في مدار التمتع في امتيازات السلطة وثقيل الاطالة على كرسي الحكم وبامتياز وهكذا كانت دورة الغضب الاولى، ولم يتعلم الكبار الدرس!

واما قبل سنتين من الآن اي في دورة المنافسة الثانية على الرئاسة، فقد قيل له 'ان الناس هذه المرة قد جمعوا لك فاخشاهم ولا تناصبهم الخصام جملة واحدة'!

لكنه مع ذلك قرر ان يعلن' جمعة الرحيل ' فاذا به يهاجم الاحزاب والاسماء جميعا الكبار منهم والصغار ويصوب على زعيمهم وركنهم الركين في سلم الطبقة السياسية التقليدية ولم ينج منه يسار اويمين ولا اصلاحيون اومحافظون والا وقد اصابه او صب عليه كل ما يملك من حجج وبراهين فاشعل النار في خيمهم جميعا، وافلح مرة اخرى ولكن هذه المرة ليس في تخسيرهم في معركة صناديق الاقتراع فحسب بل وفي اخراجهم من اللعبة تماما حتى صاروا يسمون عند جمهور العامة واصحاب البصائر من كبار القوم برموز الفتنة وهكذا تم كسب معركة النزول الى الشارع لامد طويل!

ذلك ان المعركة هذه المرة كانت اشبه 'بالحرب الكونية على العونية ' كما يقول اخواننا اللبنانيون، اي ان الخارج والداخل كان قد حشد لاحمدي نجاد 'مشيطنا' اياه باعتباره الخطر الاكبر على الامن والاستقرار والسلام والسلم الاهلي ليس في ايران لوحدها بل وفي المنطقة والعالم فاذا به يحشد لهم كل التاريخ وكل الجغرافيا وكل الايديولوجيا وكل 'اساطير الاولين والآخرين'!

وبذالك يكون احمدي نجاد قد نجح ليس فقط في اختراق الجمع وتفتيت 'الحرب الكونية على النجادية' بل انه تمكن في جر اعتى والد اعداء ولاية الفقيه وعتاة المنظرين لمقولة نهاية الدين والايديولوجيا وخطر تمدد ولاية الفقيه ليس فقط من اهل الداخل بل ومن الخارج ايضا ليأتوا 'صاغرين' الى 'عرين الولاية' ليسلموا على ربانها ويقفوا امامه مشدوهين والاكثر 'خشوعا' من غيرهم في حضرة السيد القائد، اقصد وزراء الكتائب والقوات في حكومة سعد الحريري اثناء زيارتهم الرسمية لطهران في نهاية السنة المنصرمة!

طبعا كان ذلك بعد انتصاره الاهم في خوض جدال الحرب والسلام مع العدو الصهيوني على ابواب فلسطين المحتلة عندما تحداهم في بنت جبيل معلنا من هناك بان الجبهة المقاومة ودولة لبنان العظمى باتت ممتدة من سواحل الابيض المتوسط الى بحر قزوين وبحر مرمرة، اثناء زيارته التاريخية الى لبنان!

اما اليوم وبعد ان تمكنت فرقاطاته من عبور قناة السويس متوجهة الى البحر المتوسط، من سويس ميدان التحرير طبعا الى لاذقية الاسد، وهو يستعد لارسال وزير خارجيته الى مصر الحرة فيما يتوجه هو الى الرياض رغم انف جيفري فيلتمان فانه من الحماقة بمكان ان تفكر واشنطن في نقل المعركة من شوارع عرب الغضب ضد الاستبداد والتبعية والصهيونية وسيدتهم امريكا الى شوارع طهران التي تشهد اكثر ايامها حيوية ونشاطا واستعدادا في مواجهة المرجفين في المدينة من صغار اللاعبين ممن لفظهم الشعب الايراني يوم قال لهم انه قد اختار ذلك الرجل الذي يمشي في الاسواق ويأكل الطعام معهم على كبار القطط السمان من زمان!

اذن فان الثورة والغضب والرحيل الذي يطالب به بعض من استفاقوا متأخرا على 'حفلة طهران' انما قد حصل في الواقع على مرحلتين مرة قبل ست سنوات ومرة قبل سنتين عندما كانت 'الجماعة' نياما!

اعرف ان البعض سيشتعل غضبا وحنقا وهو يقرأني الآن ظنا منه انني اكتب هذا دفاعا عن شخص احمدي نجاد او ارضاء لهذا او ذاك او انه قد يفكر انني من السذاجة بمكان بحيث انني صدقت او اروج لمقولة ان ايران 'جنة' العاشقين! مخطئ هو الآخر من يفكر بهذا او مجرد ان يخطر بباله مثل هذا الاعتقاد.

فالامر ابعد من ذلك بكثير وربان السفينة يفكر في ما وراء البحار الدافئة منها المليئة باللؤلؤ جنوبا الى المتوسطة في ميادين جولانها الى الحمراء من كثافة مرجانها، وبالتالي فان حكومة نجاد المتنازع عليها ليست سوى مسافر في قطار يقترب نزولها في محطتها الاخيرة، فيما القطار يسرع الخطى نحو حيفا ويافا والجليل وما بعد الجليل، والربان لا يكل ولا يمل، لاسيما بعد اشتعال الثورة العربية الكبرى من المحيط الى المحيط!

انها اللحظة التاريخية الاكثر جمالية في ابداع الشعوب وعبقرية الامم، وطهران وربانها يعرفان تماما اولويات المعركة في كل مرحلة ولذلك كانوا قد بكروا في 'كتابة فروضهم' قبل حلول موسم الطوفان حتى يتسنى لهم قطاف ثمار السنوات السمان القادمة بعد انتهاء السنوات العجاف، ولولا ذلك لما عبروا القناة ومصر الجديدة ترتل الترحيب بهم: ادخلوها بسلام آمنين!
رایکم
آخرالاخبار