۴۱۵مشاهدات
مُضيفًا نقلاً عن المصادر عينها، أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران استأجرت من الحكومة السورية مطارًا عسكريًا يقع في وسط سوريّة لتضع فيه طائرات مقاتلة، كما لفتت المصادر الأمنيّة في تل أبيب إلى أنّ إيران تقوم بإجراء مفاوضاتٍ مع النظام بهدف إقامة قاعدة برية يرابط فيها مقاتلون شيعة، على حدّ تعبيرها.
رمز الخبر: ۳۵۶۹۵
تأريخ النشر: 15 July 2017
شبکة تابناک الاخبارية: تل أبيب تُحذّر: إيران تقترب وتُقيم قاعدة عسكريّة بريّة واستأجرت مطارًا عسكريًا بوسط سوريّة للطائرات المُقاتلة والحلّ السياسيّ لا يمُرّ عبر إسرائيل

نشرت الیوم صحیفة "رای الیوم”  الناصرة-"رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

المُعادلة باتت واضحةً بالنسبة لصنّاع القرار في تل أبيب: على الرغم من جهودها الحثيثة لمنع ما تُطلق عليه التمدّد الشيعي في الشرق الأوسط بقيادة إيران، فإنّها فشلت فشلاً مُدوّيًا في منعه، على الرغم من الدعم الأمريكيّ المُطلق والـ”تفاهمات” مع موسكو، والدعم من قوى الاعتدال العربيّ، وفق المُعجم الصهيونيّ. والآن مع اقتراب تثبيت إيران لقوّتها العسكريّة في سوريّة، باتت إسرائيل في حالةٍ من الهلع والفزع، خصوصًا وأنّ العدّو الرئيسيّ لها، حزب الله، هو حليف إستراتيجيّ لطهران، وهما يعملان سويّةً، بحسب المصادر الرفيعة في تل أبيب، على فتح جبهةٍ جديدةٍ من الجزء المُحرّر في الجولان، الأمر الذي يُعتبر من أسوأ السيناريوهات بالنسبة لدولة الاحتلال، التي لم تنسَ حتى اليوم أنّه في أيّار (مايو) من العام 2000، تمكّن حزب الله بعملياته النوعيّة ضدّ الجيش الإسرائيليّ في الجنوب المُحتّل، من طرد الغزاة، لا بلْ هربهم بقرارٍ من رئيس الوزراء آنذاك، إيهود باراك. الانسحاب الإسرائيليّ من جنوب لبنان في العام 2000 كان وما زال علامةً فارقةً بالنسبة لدولة الاحتلال، وأكّد لكلّ مَنْ في رأسه عينان، على أنّ الجيش الذي لا يُقهر، يُقهر في الميدان، كما أنّ هرب الجيش الإسرائيليّ أثبت للقاصي والداني أنّ المجتمع الإسرائيليّ غيرُ مؤهلٍ على استيعاب هذه التغييرات، ولا يقدر على تحمّل الضربات المُوجعة التي تلقها جيشه في جنوب لبنان من قبل منظمة حاربت بعقيدةٍ قتاليّةٍ حرب عصاباتٍ أربكت الجيش الإسرائيليّ.
 
وعلى ما يبدو، فهم وزير الأمن الإسرائيليّ أفيغدور ليبرمان، أنّ قواعد اللعبة والاشتباك قد تغيرّت، وهو الذي هدّدّ في الماضي بقصف سدّ أسوان في مصر، وباتت تصريحاته أقّل حدّةً، لعلمه التّام أنّه لا مكان لإسرائيل في الترتيبات الأمنيّة التي توصّلت إليها واشنطن وموسكو بالنسبة للجنوب السوريّ، كما أنّ ليبرمان بات على قناعةٍ تامّةٍ بأنّ الحلّ السياسيّ في سوريّة، طبعًا إذا خرج إلى حيّز التنفيذ لن يمرّ عن طريق تل أبيب، ولا بمحاذاتها.
 
صحيفة (كومرسنت) الروسيّة أجرت مقابلةً مع ليبرمان، الذي استُقدم إلى فلسطين في أواخر السبعينيات من القرن الماضي من مولدافيا. وزير الأمن الإسرائيليّ حذّر في سياق حديثه من الوجود الإيرانيّ في سوريّة، وقال في معرض ردّه على سؤالٍ إنّ إقامة القواعد الجويّة والبحريّة ومحاولة تثبيت 5 آلاف شيعي على الأراضي السورية بشكلٍ دائمٍ ليست مقبولةً من ناحية تل أبيب، لافتًا إلى أنّها ستؤدّي إلى نتائج خطيرةٍ. وتابع قائلاً: إيران تجعل سوريّة، وليس فقط جنوب غرب الدولة، قاعدة متقدّمة ضد إسرائيل. مُشدّدًا على أنّ تل أبيب لن تُسلّم بذلك.
 
وتابع أنّ إسرائيل تُصّر على ألّا يبقى أيّ وجودٍ إيرانيٍّ على الأراضي السوريّة، وأنّ تل أبيب لن تتنازل عن هذا الشرط في أيّ تسويةٍ قد يتّم التوصّل إليها. علاوةً على ذلك، أشار إلى أنّ حزب الله يُحاول بدوره إقامة قاعدة متقدمة له في سوريّة لتهديد إسرائيل، وكشف النقاب عن لقاءٍ سيجمع مندوبين إسرائيليين بآخرين أمريكيين وروس في النمسا في الأسابيع القلية القادمة للاطلاع منهم على اتفاقات وقف النار في سوريّة التي تمّ التوصّل إليها بين أمريكا وروسيا، واختتم قائلاً: إذا أرضت الاتفاقات إسرائيل فإنّها ستقوم بالترحيب فيها، بهدف تهدئة الوضع، على حدّ تعبيره. في السياق عينه، كشف مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، أليكس فيشمان، وهو صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، كشف النقاب، نقلاً عن مصادره الأمنيّة الرفيعة، عن أنّ إيران تقدّمت خطوةً أخرى ومقلقة في تثبيت الوجود في سوريّة وفي الاقتراب من حدود إسرائيل.
 
مُضيفًا نقلاً عن المصادر عينها، أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران استأجرت من الحكومة السورية مطارًا عسكريًا يقع في وسط سوريّة لتضع فيه طائرات مقاتلة، كما لفتت المصادر الأمنيّة في تل أبيب إلى أنّ إيران تقوم بإجراء مفاوضاتٍ مع النظام بهدف إقامة قاعدة برية يرابط فيها مقاتلون شيعة، على حدّ تعبيرها.
 
وما زالت تصريحات نتنياهو، خلال زيارته لموسكو نهاية الأسبوع الفائت، بشأن توجّه إيران لإقامة قاعدةٍ بحريّةٍ في سوريّة، تتصدّر عناوين الإعلام العبريّ، وبطبيعة الحال مراكز الأبحاث الإستراتيجيّة في تل أبيب، فقد اعتبرت تقارير صحافيّة، اعتمدت على مصادر أمنيّة إسرائيليّة رفيعة، أنّ الإيرانيين باشروا برسم الحقائق على الأرض لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب في سوريّة، مُحذّرةً من أنّ ذلك يُثير مخاوف تل أبيب، وقد يدفعها إلى وضع خطوطٍ حمراء جديدةٍ في الساحة السوريّة.
 
ولا غضاضة في هذه العُجالة من التذكير بأنّ شعار الشهيد د. وديع حدّاد، من مؤسسي الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، كان: وراء العدّو في كلّ مكانٍ، ويبدو أنّ قادة إسرائيل تبّنوا هذا الشعار في سياستهم ضدّ إيران، التي أكّد التقدير الإستراتيجيّ للدولة العبريّة لعام 2017 على أنّها كانت وما زالت، ووفق كلّ المؤشّرات، ستبقى العدّو الثاني لتل أبيب، وبناءً على ذلك، فإنّ كلّ تحركٍ لطهران يُثير القيادة السياسيّة والأمنيّة في إسرائيل، وكَمْ بالحري أنّ هذا التحرّك يجري في سوريّة، على بعد كيلومترات من العمق الإسرائيليّ.

النهایة
رایکم