۲۲۲۵مشاهدات
رمز الخبر: ۳۵۲۶۸
تأريخ النشر: 03 June 2017
شبکة تابناک الاخبارية: وسط الهجوم العنيف الذي تتعرض لهُ الطائفة الشيعية في كلِ أنحاء العالم؛ حيث يستهدفها الأرهاب بدرجة أولى، وتتعرض لمؤامرات كبرى تقودها دول مؤثِّرة في المنطقة، يتواجد ما يزيد عن سبعمائة ألف مواطن من اتباع أهل البيت (عليهم السلام) في مصر، ويعود ذلكَ لأسبابٍ عِدة وأهمها؛ وجود أربعة مراقد مهمة لأهل البيت هناك، وايضاً التأريخ الذي يدعم وجودهم زمن الحكم الفاطمي.

لم يكن هذا التواجد بمنأى عن تخرصات الأحتقان الطائفي، فمصر ومعَ أنها بقيت طويلاً تناقش وجود المذهب الجعفري، أثبتت عبر الأزهر الشريف [المؤسسة الدينية المهمة في مصر]، أثبتت أحقية الأعتقاد بالمذهب الجعفري وأعترفت بهِ رسمياً، على عكس كثير من الدول الأسلامية الأخرى، ومعَ ذلك ولأن مصر ساحة للصراع حولَ السيطرة الدينية، بقيّ اتباع اهل البيت يتعرضون دائماً لمضايقات السلطة والمتشددين.

هذه نقطة مفصلية ومهمة؛ ففي كل الدول التي تتضطهد الوجود الشيعي، ترى الحكومات تتفق معَ التيارات المتشددة، ويتجلّى هذا بصورة عظيمة ابان حكم الأخوان المسلمين لمصر، وما عقبها مما سميت لاحقاً بأحداث الزاوية، والتي سجلّت استشهاد الشيخ حسن شحاتة على أيدي متطرفين، وأمام أنظار القوات الأمنية.

على الرغم من كل ذلك؛ حافظ المواطنين الشيعة على وطنيتهم الخالصة، فلم ينجرّوا لحروب داخلية ابداً، ولم تحتقن سريرتهم، بل كان ولا يزال يمثل وجودهم حالة نوعيّة ممتازة، تتفوق على وجود الأقليّات في أي مكان آخر في العالم، وهذا ما يذهب بنا إلى أشكالية الحكم في تلك الدول ومنها مصر.

إن الحكم المتشدد في قبالة الحكم المدني؛ يعتبر حالة أستثنائية في مصر، فحتى مع لحاظ الحكم العسكري الذي أستمر منذ خمسينيات القرن الماضي، وتقطّع لفترات قليلة في عهدي مرسي والحكومة الأنتقالية، كانَ العسكّر أشد وطئاً على الشيعة من الحكم الأخواني على قصر مدته، ما يعطينا صورة واضحة على محاولة أضعاف اتباع أهل البيت مقابل تقوية النفوذين المتشدد أو العسكري.

مثلَ هذا الوضع تتشارك به اغلب الطوائف من الأقليات في الدول الأسلامية، ويبدو واضحاً إن مشكلة الأصول لم تعد هي المشكلة، بقدر ما يعتبر الأختلاف الديني أو المذهبي أساس لها.

يعيش الشيعة في مصر ليضربون مثالاً في المواطنة؛ يبتعدون عن المشكلة والمحورية، على طول الأستهداف الدائم، معتمدين في ذلك على نقاء أنتمائهم لمدرسة أهل البيت، و وعي الشعب المصري وأدراكه، ما يمنح المراقبين أمكانية منحهم كامل حقوقهم، في مستقبلٍ قريب.
رایکم