۱۰۳۳۷مشاهدات
رمز الخبر: ۳۴۳۱۵
تأريخ النشر: 18 January 2017
شبکة تابناک الاخبارية: رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس " عماد خميس " في حوار مع مجلة مرايا الدولية:

يؤمن المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء السوري أنّ الدولة السورية قوية ولديها ما يكفي من المقومات و الإمكانيات و الموارد التي تمكنها من العبور إلى مرحلة إعادة الإعمار و البناء بثبات و قوة و على أرض صلبة رغم كل ما خلفته الحرب الإرهابية التي تتعرض لها بلاده منذ نحو ست سنوات .

ومنذ توليه الحكومة يركز المهندس خميس على التعامل بحنكة مع منعكسات الحرب ويحاول معالجتها بالمواجهة عبر تنشيط العملية الإنتاجية في ساحاتها الرئيسية الزراعية و الصناعية و الحرفية .. بالتوازي مع معالجة الملفات الخدمية بما يضمن المحافظة عليها وتوصيلها إلى مختلف فئات الشعب السوري في كافة المناطق . وفي كل ذلك تتصدر مهمة دعم صمود الجيش و القوات المساحة قائمة أولويات عمل الحكومة بالتوازي مع رعاية ذوي الشهداء و الجرحى ..

يعمل يوميا لساعات طويلة و يؤمن أنّ العمل الجماعي يقصر الطرق نحو تحقيق الانجازات .. باختصار يقود المهندس خميس العمل كخلية نحل تكاد لا تتوقف من أجل صون انجازات الجيش و تأمين متطلبات الشعب السوري و النهوض بالاقتصاد السوري وهو ما بدأت نتائجه بالظهور فعلا ..

مجلة مرايا الدولية أجرت حوارا خاصا مع دولة رئيس مجلس الوزراء السوري بمكتبه في مبنى الحكومة السورية وكان لنا في زحمة نشاطاته هذا الحوار :

السؤال الاول : بداية نرحب بكم سيادة رئيس نجلس الوزراء... ننطلق من البيان الوزاري الذي يعد قسما أمام الشعب السوري حيث ورد فيه :" إن مشروع الإرهاب في سورية يشهد انتكاسات واحدة تلو الأخرى على أيدي أبطال الجيش العربي السوري وبفضل تلاحم أبناء الشعب السوري في موازاة تصميم قواتنا المسلحة على استئصال الإرهاب من كل شبر في ارض الوطن فإن سورية حريصة على بذل كل جهد لإنجاح كل حوار سوري سوري وتوسيع افقه وصولا لتوافق وطني حول كل القضايا ". بعد مضي ست سنوات على الحرب الإرهابية في سورية هل بدأ زمن الانتصارات لاسيما بعد تحرير حلب ؟ وكيف يسهم الحوار السوري السوري في إرساء السلام الوطني ؟

توشك الحرب على سوريا أن تكمل عامها السادس مخلفة وراءها أضراراً وخسائر جساماً بات من الصعب حصرها وعدّها لاسيما وأن هذه الأضرار والخسائر لم تكن مقتصرة على الجانب المادي فحسب بل تجاوزت ذلك فداحة وألما , الأرواح التي خسرناها والإصابات والتشوهات النفسية والجسدية التي لحقت بالكثيرين من أبناء الوطن لكن الجميع يعلم أن تلك التضحيات لم تذهب سدى فالدولة التي أرادوا منذ اليوم الأول إسقاط مؤسساتها وتفتيتها وتدميرها بقيت صامدة وقوية ومتماسكة ، والشعب الذي سعوا إلى بث الفرقة والفتنة بين أبنائه حافظ على مبادئه وقيمه ورسالته الإنسانية , والجيش الذي راهنوا على تشتته وتفككه بقي أمينا على عهده يصنع الانتصار تلو الانتصار ويُفشل المؤامرة تلو المؤامرة , والقيادة الحكيمة ظلت ثابتة على مبادئها. من هنا فإن الانتصارات التي تحققها اليوم قواتنا المسلحة على امتداد جبهات معركة وطننا ضد الإرهاب تضيف تحصينا جديدا لمشروع الحل السياسي الذي نادت به سورية منذ اللحظات الأولى للأزمة وسعت إليه بكل إخلاص وتفان ، في حين عارضته دول وحكومات وجبهات إقليميه ودولية عملت وتعمل على تغذية الإرهاب ودعمه بالمال والمسلحين تحقيقا لأهداف ومصالح ضيقة تفرضها الدول الغربية, ولطالما حذرت سورية من استخدام سلاح الإرهاب مناشدة العالم أجمع مواجهة كل أشكال الإرهاب ووقف أنشطة داعميه ومموليه خدمة للبشرية جمعاء . إلا أن السياسة العدوانية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وأدواتها وكما فعلت في السابق وكانت ولا تزال تتحالف مع الإرهاب حيثما ترى ذلك مفيدا لمصالحها وتضربه عندما تعتقد أنه أصبح عبئا عليها . وهاهو العدوان الخارجي والإرهاب الذي تتعرض له كل من سورية والعراق واليمن وليبيا ينتشر ويتمدد اليوم ليطال بآثاره وتبعاته قلب مدن الغرب وحلفائها الإقليمين والعرب لذلك فإنه بقدر ما ستزيد انتصارات حلب وغيرها من قوة محور المقاومة وصلابته في مشروعه الرامي إلى دحر الإرهاب بكل أنماطه وتجلياته , بقدر ما ستلهب تلك الانتصارات جنون محور الإرهاب المعادي محاولا التعويض على جبهات جديدة . لكني أستطيع أن أؤكد هنا أن جيشنا الباسل والقوات الرديفة والحليفة ستكون له بالمرصاد ومن خلفها شعبنا لتلقينه خسارة جديدة ستكون كالعادة أقسى من سابقاتها . والقيادة السورية كان قرارها واضحا بالحوار السوري السوري المبني على السيادة ومرعاة المصالح الوطنية وبما يقود إلى إرساء السلام الوطني , وتكريسه بأياد سورية مخلصة وفية . ومن هنا وكما يلاحظ الجميع ترعى الدولة المصالحات الوطنية في الكثير من المناطق وبسبب هذه المصالحات انتهت أعمال العنف وعادت هذه المناطق إلى حضن الوطن بل وبدأت ورشات العمل والإصلاح بإعادة البنى التحتية إليها . و هنا لابد من الإشارة إلى التعاون والتنسيق الذي تجريه القيادة السورية مع الدول الصديقة من أجل تهيئة الظروف السياسية المناسبة لخلق حوار وطني بين السوريين من شأنه إيجاد حل لأزمة بلادهم وإعادة الأمن والاستقرار بعيدا عن أي تدخل أو إملاءات خارجية وهذا ما دعا وسعى إليه السيد الرئيس بشار الأسد منذ اليوم الأول للأزمة معتبرا أن السوريين قادرين بأنفسهم على العبور إلى بر الأمان دون إملاء من أحد.

السؤال الثاني : منذ اليوم الأول لتوليكم إدارة الحكومة السورية والجميع يلاحظ أن البلاد تحولت إلى ورشة عمل حقيقية .. لمواجهة تحديات الحرب خاصة ما يتعلق في عيشة المواطن الذي يعاني من ويلات الإرهاب والحصار ولرسم خطط عمل ورؤى إستراتيجية تخص الاقتصاد بما يزيد قدرته على المواجهة و استيعاب مهمة إعادة البناء . ما هو برنامج عملكم وكيف تمضون في تطبيقه ؟

في ضوء هذا الواقع، بآلامه الناجمة عن زيادة الأعمال الإرهابية، وبإشراقاته المتأتية من إنجازات قواتنا المسلحة العظيمة، عملت الحكومة خلال الفترة الماضية، وكما جاء في بيانها الوزاري، على محورين، الأول يتعلق بالأولويات العاجلة والتي يتصدرها توفير الدعم الكامل لقواتنا المسلحة في مواجهتها للإرهاب، ثم العمل على إعادة تدوير عجلة الإنتاج في القطاعات الاقتصادية الرئيسية، والسعي لتأمين احتياجات المواطنين والتخفيف قدر الإمكان من انعكاسات الحرب على حياتهم اليومية.

أما المحور الثاني فيتعلق بالعمل على وضع استراتيجيات وطنية في مختلف المجالات، من شأنها مساعدة الدولة والمجتمع على تجاوز آثار الحرب وأضرارها الفادحة، والسير قدماً نحو إعادة إعمار وبناء سورية المتجددة والقوية، الواحدة الموحدة، صاحبة السيادة والقرار الوطني المستقل وهذا العمل الحكومي ما هو إلا استكمال وانعكاس لانجازات وانتصارات الجيش. وإذا ما أردت التطرق إلى بعض العناوين المتعلقة بالعمل الحكومي أستطيع أن أقول أنه تم البدء بإعداد آلية لتطوير هيكلية قطاع مجلس الوزراء كمؤسسة وإعداد نظام داخلي جديد وقد صدر فعلا وهو يتناسب والظروف الحالية ومتطلبات العمل للفترة المستقبلية. وتم العمل بإضافة تعويضات للقوات المسلحة تحت مسمى "تعويض مهمات لعملهم” . كما تعمل الحكومة على تطوير آلية العمل بما يخص ملف الشهداء والجرحى بهدف وصول مستلزمات ومخصصات ذويهم دون أي عناء .

الملف الآخر الضاغط الذي تعمل عليه الحكومة هو الملف الاقتصادي لتأمين المتطلبات الأساسية اليومية لأبناء الوطن ومستلزمات صمود الدولة بكل مكوناتها العسكرية والشعبية والخطة الأساسية هي تطوير وتدعيم العملية الإنتاجية والإقلاع فيها بما يناسب الظروف والتحدي. والعمل يتم هنا على شقين أولهما الإجراءات الإدارية التي تقوم بها كل وزارة ضمن اختصاصها والثاني هو عمل نوعي ضمن هذه الوزارات . و أستطيع هنا التحدث عن الإجراءات الإدارية في وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية الخاصة بتشجيع التصدير وتسهيل الاستيراد بما يخدم العملية الإنتاجية واستيراد المستلزمات اليومية الغذائية والتموينية التي تعزز استمرار وصمود الدولة. فكانت هناك خطوات كبيرة في مجال تسهيل عملية التصدير بالتنسيق مع وزارتي النقل والتجارة الداخلية وحماية المستهلك حيث جرى تخفيض ما يقارب 75 بالمائة من تكاليف إجراءات الموانئ وتخفيض أسعار الحاويات وإجراءات إدارية أخرى و هناك مجموعات عمل تشرف على عملية التصدير بما يعزز التبادل التجاري مع الخارج.

بدورها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التي تشرف على أذرع الدولة في التدخل الايجابي أخذت على عاتقها التعامل مع مصادر المواد التموينية ومستلزماتها بشكل مباشر من خلال عقود مباشرة مع المنتجين المحليين للتخفيف من الأعباء الإضافية للمواد التي تكون منقولة عبر الوسطاء وستقوم خارجيا بالتعاون مع مؤسسة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد بالاستيراد لمصلحتها مباشرة .

أيضاً أستطيع الحديث عن الانتهاء من الدراسات اللازمة للمشاريع التنموية المتعلقة بعملها وتتضمن 11 مشروعا تنمويا في الريف تم تخصيص موازنتها وتتعلق بالمنتجات الغذائية والمؤسسة الاستهلاكية وتوضيب الخضار وكل ما هو مرتبط بعملها بشكل كامل.

وفي ما يخص القطاع الزراعي ترى الدولة أن الزراعة من أهم الروافع للقطاع الاقتصادي وهي الداعم الأساسي الذي أثبت قوته على مدى عشرات السنين حيث توصيف واقع القطاع الزراعي والانعكاسات التي تأثر بها خلال الفترة الماضية والتحديات التي عاناها من مفرزات الإرهاب وتم أولويات وآلية عمل لتشجيع الزراعة وتأمين كل متطلبات إعادة الإنتاج الزراعي بكل المكونات. وانطلاقاً من ذلك زادت قيمة الموازنة المخصصة للقطاعين الزراعي والصناعي بشكل يدعم الاستثمار الأمثل للزراعة على مستوى جميع المناطق وكيفية الاستفادة من الإمكانات الزراعية لبعض المناطق التي أعاد ويعيد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار.

السؤال الثالث : استكمالا لحديثك دولة الرئيس ماذا عن خططكم و استراتجية عملكم في ما يخص قطاعات الصناعة و المالية و القطاعات الخدمية و نحن نعلم أنّ سورية كانت في طليعة الدول الداعمة لمواطنيها في مجال الخدمات كالصحة .

أولا دعني أقول لك أنّ العنوان الرئيس لعمل الحكومة هو تفعيل العملية الانتاجية و دفعها باتجاه العمل من جديد .. وكما في الزراعة أيضاً في القطاع الصناعي تم وضع رؤية لإعادة تشغيل المنشآت الصناعية العامة والتواصل مع أصحاب المنشآت الخاصة التي تضررت بفعل الإرهاب وتقديم ميزات ودعم مادي وتسهيلات إجرائية مالية وإدارية لإعادة تشغيلها.

وفي القطاع المالي هناك رؤيتان أساسيتان لتحسين واقع الإدارة للقائمين على المصالح الضريبية من خلال عدة إجراءات قامت بها الوزارة من شأنها تعزيز دخلها الضريبي بشفافية ومراجعة آلية العمل الخاصة بقطاع التأمين وتطوير موارده ولا سيما بعد ما مر به من ظروف صعبة نتيجة الأزمة وسيكون هناك دعم كبير لقطاع التأمين الصحي . وفي ما يتعلق بقطاع الصحة الحكومة تعمل على تأمين استمرارية تأمين الأدوية وأستطيع القول أن القطاع الصحي ما زال من أفضل القطاعات رغم الحرب التي شنت عليه ويمارس عمله بشكل دائم.

السؤال الرابع: ما هي الإستراتيجية والرؤية التي انطلقت من خلالها حكومتكم في أحلك الظروف التي تمر بها سورية بسبب الحرب ولاسيما مواجهة الفساد .

كما قلت لك أعلاه .... الحكومة أعلنت وعبر بيانها الحكومي على مجموعة من الرؤى التي ستعمل وفقها من أجل مواجهة ظروف الحرب وانعكاساتها على كافة التطبيقات .. عملت الحكومة خلال الفترة الماضية وكما جاء في بيانها الوزاري على محورين الأول يتعلق بالأولويات العاجلة والتي يتصدرها توفير الدعم الكامل للقوات المسلحة في مواجهة الإرهاب إضافة إلى العمل على إعادة تدوير عجلة الإنتاج في القطاعات الاقتصادية الرئيسية والسعي لتأمين احتياجات المواطنين والتخفيف قدر الإمكان من انعكاسات الحرب على حياتهم اليومية. والمحور الثاني من عمل الحكومة يتعلق بالعمل على وضع استراتيجيات وطنية في مختلف المجالات من شأنها مساعدة الدولة والمجتمع على تجاوز آثار الحرب وأضرارها الفادحة والسير قدما نحو إعادة اعمار وبناء سورية المتجددة والقوية الواحدة الموحدة صاحبة السيادة والقرار الوطني المستقل.

و أما الفساد فهو موجود في كل دول العالم وبشكل نسبي .. باختصار لو كان واقع الفساد في سورية كما يحكى عليه لما استطاعت أن تنتصر ومع ذلك نحن مستمرون في محاربة الفساد على الصعيد المادي والإداري .

السؤال الخامس : من أهداف الحرب الإرهابية على سوريا تدمير بنيتها الاقتصادية : سعر صرف الليرة ، الكهرباء ، الاتصالات ، القطاع النفطي وغيرها من القطاعات ... كيف تخططّ الحكومة لمواجهة كل تلك التحديات مع العلم أن الإعلام والرأي العام يسجّل لحكومتكم نجاحات كبيرة ومهمة في هذا الإطار إلا أن المواطن مثلا لا زال يعاني من الكهرباء مثلا.

الاستهداف الاقتصادي للبلاد لم ينفصل يوماً طيلة السنوات الست الماضية عن الاستهداف العسكري، لا بل كان هناك تنسيق تام بينهما، فتم استهداف المنشآت الإنتاجية والثروات والموارد الوطنية بالتزامن مع العقوبات الاقتصادية الخارجية، ورغم ما تسببت به تلك الأعمال الإرهابية من خسائر مادية ومعاناة المواطنين، إلا أن الدولة حاولت عبر الاعتماد على موارد البلاد الذاتية ودعم الحلفاء وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية التخفيف من حدة تلك الخسائر، والعمل على استعادة الاقتصاد السوري لعافيته تدريجياً، فتم إصلاح وترميم آلاف المنشآت الإنتاجية والمرافق الخدمية وإعادتها للعمل والإنتاج، وإطلاق مشاريع وخطط طموحة غايتها تعزيز صمود البلاد وإفشال مخططات المتآمرين الرامية إلى ضرب ركائز القوة الاقتصادية للتأثير على مجريات سير المعارك وإضعاف ثقة المواطن بدولته وحتمية نصرها على الإرهاب. دون شك نواجه مشاكل عديدة والمواطن يعاني، لكن عزيمة العمل والصمود مستمرة بوتيرة عالية وهي كفيلة بحل تلك المشاكل تباعاً، والتخفيف من معاناة المواطنين وتأمين احتياجاتهم المعيشية والإنسانية.

السؤال السادس : في أي حديث لرئيس مجلس الوزراء لابد من الحديث عن قطاع الكهرباء والطاقة بشكل عام وهو الذي عانى من ويلات الحرب سواء بالتخريب والتدمير المباشر من قبل الإرهابيين أو عبر الحصار الذي أصاب الشعب السوري في حياته اليومية ماذا عن هذا القطاع وكيف تتعامل حكومتكم معه ؟

بالفعل الحرب على قطاع الطاقة سواء كانت نفط أو كهرباء أو غاز كانت شرسة جدا وأصابت الشعب السوري كله الذي يدفع فاتورة هذه الحرب منذ بدئها ومع ذلك ورغم قطع خطوط الغاز ونقص الفيول نتيجة الحصار وتدمير وضرب محطات توليد الكهرباء ومراكز التحويل وخطوط النقل فمازلت الدولة السورية تعمل من أجل الحفاظ على قطاع الكهرباء عبر بناء المزيد من المحطات وإعادة إصلاح كل ما تم تخريبه .

بالتوازي وفي قطاع النفط .. تعمل وزارة النفط على تشغيل عدد من حقول آبار الغاز وساهمت في دعم منظومة محطات توليد الكهرباء من الغاز وهي تقوم بخطتين إستراتيجيتين تتعلق أولهما بتعزيز الإنتاج المحلي حيث بدأت بإصلاح بعض الآبار التي تعزز مستلزمات الطاقة من الموارد المحلية النفطية وثانيها استيراد الموارد النفطية من الدول الصديقة وتأمين انسيابيتها بشكل أفضل .

وأقول لك هنا أن القطاع النفطي سيشهد خلال الأشهر القريبة تحسنا في تأمين مستلزمات المواطنين من المحروقات والحاجة اليومية والاستمرار أيضا بتأمين متطلبات قطاع الكهرباء بالحدود التي نشاهدها حيث تم وضع العديد من محطات التحويل الكهربائية في الخدمة لتعزيز منظومة الكهرباء وأؤكد لك أن الكهرباء ستبقى مهما حاول عشاق الظلام فعله

السؤال السابع : لقد فرض الغرب وبعض الدول العربية عقوبات في البر والبحر والجو على سوريا ما فاقم الأزمة لدى المواطن في تأمين حاجاته . كيف صمدت سوريا ست سنوات من التدمير والخراب والحصار وانهيار سعر صرف الليرة ؟ وكيف واجهت سوريا هذه العقوبات الدولية ؟

لقد صمدنا لأننا دولة قوية ولأننا دولة مؤسسات فنحن طوال الحرب لم نستدن دولارا واحدا وكان لدينا من الموارد ما مكننا من مواجهة كل ما أصاب سورية خلال السنوات الستة من استهداف ممنهج للحجر والبشر و تدمير المعامل وسرقة ونهب وحرق المحاصيل الإستراتيجية وتهريبها إلى دول الجوار .. أيضا تدمير محطات توليد الكهرباء ومصانع الغاز و مؤخرا دمروا أكبر معمل للغاز في سورية .. ولم يجدوا مانعا من قطع المياه عن المدن بل وفجروا المضخات كما حدث في العاصمة دمشق . وسرقوا الآثار ودمروا مدن عمرها آلاف السنين ... لم يتركوا شيئا لم يفعلوه ومع ذلك بقيت الدولة السورية قوية تدير أمور المواطنين وتؤمن لهم الخدمات ولو في حدها الأدنى , وكما ترى هناك معامل عادت للعمل وهناك استثمارات وهناك إنتاج ونحن دولة تصدر .. ولا تستدين كل هذا حدث بسبب القيادة الحكيمة للسيد الرئيس أولا ولبناء الدولة القوية الذي تم على مدى عقود . ولأننا دولة قوية سنقوم بإعادة الاعمار وفق خطط و استراتيجيات تضمن سيادة الدولة ومصالحها على كافة المستويات .

وفي ما يتعلق بالعقوبات الخارجية سواء من الولايات المتحدة أم الاتحاد الأوروبي فأنت تدرك أنها في ظاهرها كانت تطال أشخاصاً , أما في جوهرها فكانت تتناول الشعب السوري الذي تم حصاره في معيشته و صحته وتعليمه و لقمة عيشه ومع ذلك كنا دائما قادرين على التعامل مع هذه العقوبات وتجاوزها لمصلحة شعبنا ..... لم تكن الأمور سهلة لكن لم تكن مستحيلة فالعقوبات الاقتصادية أدت إلى تعميق معاناة شعبنا في تأمين احتياجاته الأساسية من الغذاء والدواء ووقود التدفئة خاصة وأن هذه العقوبات كانت تتزامن دائما مع تحرك المجموعات الإرهابية على الأرض ومهاجمتها للمعامل والمنشاّت الاقتصادية والخدمية ونهبها للمحاصيل الزراعية والمعامل وخطوط الإنتاج والثروات الطبيعية ومن ثم تهريبها إلى بعض دول الجوار وخاصة تركيا التي لا تزال الوجه الآخر للإرهاب الذي يمثل وجهه الأول بالنظام السعودي الوهابي القاتل للحياة.

.. ومن هذا المنبر الإعلامي – مرايا الدولية - أؤكد أنّنا سنستمر في خدمة المواطنين ولن نتنازل عن أداء هذا الدور فنحن دولة صمدت وما زالت لديها ما يكفي من مقومات الصمود ومن الموارد وسنثبت للجميع أننا قادرون على الصمود و على كافة الجبهات

السؤال الثامن : سؤال مشروع من سيبني سورية بعد انتهاء الحرب العسكرية ؟؟ وهل سورية قادرة ان تعود تلك الدولة المكتفية ذاتيا والمصدرة للعالم ؟؟

نحن سنبني سورية .. السوريون هم من سيبنون ويعمرون أولا بإمكانياتهم و بقدراتهم التي ما زالت .. قوية و أي استثمار يأتي من الخارج فهو سيكون مكملا وشريكا لكن نحن الأساس ..
و أريد أن أذكرك مرة أخرى أننا كدولة استطاعت الصمود كل هذه السنوات في وجه الإرهاب و التخريب والتدمير و الحصار القاسي و لم نستدن دولارا واحدا من الخارج و بإمكانياتنا ومواردنا التي أؤكد لك أنّها ما زالت جيدة .. بنفس الإمكانيات سنبني ونعمر بلدنا وقد بدأنا فعلا بالتهيئة للمرحلة القادمة التي نتطلع فيها لإعادة بناء ما هدمته الحرب ولتطوير بلدنا و تعميرها وكلنا ثقة أننا نستطيع فعل الكثير وبما سيذهل العالم لأننا دولة متنوعة جغرافيا و مناخيا و اقتصاديا و لدينا موارد متنوعة و حقيقية و هذا ما سيجعلنا قادرين على العودة دولة مكتفية و لديها القدرة على التصدير . .

و إن كنت ستسألني عن الدول التي يمكن أن تكون شريكا في عملية إعادة الاعمار . فبكل تأكيد الدول الصديقة التي وقفت إلى جانب سورية وقد بدأت الخطوات على هذا الصعيد و هناك جهات باتت مستعدة للدخول باستثمارات كبيرة ومهمة و لكن أيضا هناك سوريين في داخل وخارج البلد أصبحوا أيضا مستعدين للدخول باستثمارات مهمة و حقيقية ، و مهمة الحكومة الآن هي تهيئة ظروف جيدة للاستثمار تراعي فيها الظروف التي خلقتها الحرب , ولكن بكل تأكيد أستطيع أن أقول لك أنّ الاستثمار القادم إلى سورية سيكون وفق خارطة استثمارية نعدها بعناية فائقة للقطاعين العام و الخاص و تحت مظلة تشريعات وقوانين عصرية ستكون محفزة ومشجعة بكل تأكيد .

السؤال التاسع : المهندس عماد خميس أكثر رئيس حكومة يقيل مدراء عاميين في تاريخ سوريا وقد لاقت هذه الخطوة ارتياحاً لدى المواطن . لماذا هذه الإقالات كلها في وقت تشتعل البلاد في حرب ضروس ؟ وهل نجحتم بتجفيف منابع الفساد في الإدارات ؟

بكل تأكيد ليست العبرة في عدد المدراء والمسؤولين الذين تمت إقالتهم وإنما في أن يكون ذلك خطوات على طريق تصحيح الإدارات أولاً عبر الاعتماد على قادة إدارة من أصحاب الخبرة و الكفاءة في مواقع العمل العامة . والتمكن بشكل جدي وحقيقي من تقويض الفساد بكل أشكاله بمن فيهم الداعمين له ..... ولذلك نعم استطيع أن أقول لك أن الفساد ساهم في إعفاء العديد من المدراء لكن بالمقابل إرادة التغيير والتطوير هي التي كانت وراء إعفاء آخرين كثر . نحن في مرحلة صعبة نوشك أن نخرج من حرب وصفت بأنها الأقذر في العالم ونستعد للدخول في مرحلة إعادة الاعمار وهذه تحتاج إلى إدارات ذات سوية عالية وتتمتع بالقدرة والعمل والانجاز وهذه هي الرسالة الأساسية من التغييرات التي قمنا بها أو التي سنقوم بها مع إصرارنا على مكافحة الفساد والمحاسبة

السؤال العاشر : بعد انتهاء الحرب العسكرية لاشك أن التحديات ستكون أكبر وأكثر دقة لاسيما مع وجود أعداد هائلة من أسر الشهداء والجرحى ، والبيوت المدمرة والنازحين والمفقودين وكل تلك المآسي . كيف ستولي الحكومة الاهتمام بكل هذه التحديات التي تمثّل هوية الوطن وثقة المواطن بدولته ؟

دعني أقول لك أنّه إذا كان هناك محوران في عمل الحكومة فبكل تأكيد أحدهما سيكون العمل لدعم صمود الجيش العربي السوري ورعاية ذوي الشهداء والجرحى من كافة الجوانب بما يُحسن من معيشتهم على كافة الأصعدة فرعاية هؤلاء هو دين في رقبة الجميع فكيف إذا كانت الحكومة .

الاهتمام بملف ذوي الشهداء والجرحى يمشي بوتيرة عالية فحديثا قمنا بتثبيت كافة الموظفين والعاملين من ذوي الشهداء بموجب عقود سنوية بالتوازي مع الاستمرار بعملية التوظيف والتشغيل والتمكين والرعاية , وستصدر قريبا تشريعات متطورة في هذا الإطار بما يكفل حقوق ذوي الشهداء والجرحى وحتى المفقودين هذا إلى جانب الاهتمام بالنواحي التعليمية لذوي الشهداء و الجرحى وتخصيص جزء من مقاعد الجامعات لمنح خاصة بذوي الشهداء هذا عدا عن الرعاية الاجتماعية والصحية لهم , وهناك قوانين وتشريعات خاصة بالجرحى نعمل عليها وستكون بالمستوى الذي يليق بهم وبتضحياتهم .

في ما يتعلق بالنازحين نعمل على تطوير مراكز الإيواء وتخديمها وتأهيل المناطق المحررة وتطوير عمل الجمعيات بما يفضي في النهاية استيعاب مفرزات الحرب.

السؤال الحادي العاشر : دولة الرئيس المهندس عماد خميس بعد هذه الانتصارات العسكرية ؟.. ماذا ترجون من مؤتمر أستانا في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المترابطة مع الإرهاب ؟

منذ بداية الأزمة دعت سورية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة عبر حوار سوري سوري، مع إصرارها على المضي قدما وحتى النهاية في محاربة الإرهاب والتطرف، وكل من يستهدف مؤسسات الدولة السورية ويحاول النيل من وحدتها واستقلالها. ومن هذا المنطلق فقد تجاوبت مع كل المبادرات والجهود الإقليمية والدولية التي طرحت، رغم قناعتها أن معظمها كان يهدف إلى دعم المجموعات المسلحة ومنحها الوقت الكافي للتسلح وتنظيم صفوفها. واليوم فإن توجه سورية إلى أستانا يندرج في إطار الرغبة الصادقة للحكومة السورية بإيجاد حل سياسي يحقن دماء السوريين ويوحد جهودهم ضد الإرهاب، وبغض النظر عن توقعاتنا لمصير هذه المفاوضات ومدى جديتها، إلا أن الحكومة السورية لن تترك فرصة إلا وستحاول استغلالها لإيجاد حل سياسي للأزمة.

السؤال الثاني عشر : كيف تثمنون دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التعاون مع حكومتكم؟ وهل من مشاريع تقررون تنفيذها مع إيران في إطار هذا التعاون؟ هل أوفت إيران بصدق تحالفها مع سوريا عسكريا واقتصاديا وخدماتياً ؟

أثبتت الأحداث والأزمات التي مرت بها المنطقة خلال العقود الماضية أن العلاقات بين سورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية هي علاقات إستراتيجية وراسخة، وهي علاقات حافظت على استقرار المنطقة لسنوات طويلة، وشكلت سداً حال دون استفراد القوى الاستعمارية الغربية بمستقبل شعوب المنطقة والتحكم بمصيرها وخياراتها. وخلال الأزمة التي تمر بها سورية منذ نحو ست سنوات ترسخت أكثر هذه العلاقات، على خلاف ما كان يعتقده البعض ويسعى إليه.
الجميع يعلم أن إيران دولة صديقة و على مدى عقود طويلة كانت حليفا استراتيجيا لسورية وهو ما أثبتته خلال الحرب عبر وقوفها بقوة و صلابة مع سورية في حربها على الإرهاب فدعمت وقدمت الكثير وعلى كافة المستويات السياسية و العسكرية و الاقتصادية .. قد لا تتسع اللغة للتعبير عن شكرنا للجمهورية الإيرانية الصديقة و لكن إيران ستظل شريكا لسورية في حربها على الإرهاب و السعي لسيادة السلام و العدل في المنطقة و العالم

و على الصعيد التعاون الثنائي فإيران دولة تجمعنا معها الكثير من اتفاقيات التعاون وهناك الكثير من الاستثمارات الإيرانية المهمة في قطاعات مهمة وإستراتيجية و أعتقد أنّ مرحلة إعادة الإعمار ستشهد المزيد من التعاون الثنائي في قطاعات الطاقة و الاتصالات و الصناعة و غيرها .

السؤال الثالث عشر : روسيا الحليفة الإستراتيجية لسوريا منذ أيام الرئيس المرحوم حافظ الأسد : كيف تقرأون الدور الروسي في منع سقوط سوريا في يد المخطط الإرهابي الدولي ؟ وهل تلعب روسيا في عملية كسر الحصار المفروض على سوريا جراء العقوبات الدولية؟.

الموقف الروسي من الأزمة السورية وما تتعرض له من إرهاب مدعوم إقليمياً ودولياً، يعكس حرص القيادة الروسية على احترام القانون الدولي وسيادة الدول واستقلالها من جهة، والرغبة الجادة بمحاربة الإرهاب ومنع انتشاره من جهة ثانية، وهذا على عكس ما تقوم به بعض الدول من دعمها المباشر، والعلني أحياناً، للإرهاب بكل السبل والأشكال والإمكانيات، وفي الوقت نفسه تدعي محاربتها للإرهاب، إنما هذا لا يحدث إلا على شاشات التلفزيون وفي المؤتمرات الصحفية، بدليل أن تحالف ما يسمى واشنطن فشل بشكل ذريع في تحقيق نتائج حاسمة في حربه المزعومة على الإرهاب، بينما لم تكد تمضي فترة وجيزة على دخول القوات الجوية الروسية على خط مكافحة الإرهاب ودعم وحدات الجيش العربي السوري والحلفاء، حتى بدا واضحا على الأرض أن هناك متغيرات حقيقية حدثت. والدعم الروسي لم يتوقف عند الجانب العسكري، فالقيادة الروسية سعت إلى محاولة تحريك العملية السياسية، وتواصلت مع مختلف مكونات الطيف السياسي السوري، وقدمت مبادرات عديدة، إلا أن الطرف المقابل كان دائماً يضع العراقيل ويسعى إلى إفشال هذه الجهود.

السؤال الرابع عشر: عندما كلّفكم السيد الرئيس بتشكيل الحكومة في مثل هذا التوقيت لاشك أنه يدل على ثقته الكبيرة بكم هل المهندس عماد خميس الذي يعمل حتى آخر الليل في مكتبه يجد نفسه قادراً على إحداث فرق كبير في المنجزات الحكومية وكفكفة آلام المواطن؟

ثقة السيد الرئيس تعني لي الكثير .... تعني لي التفاني في العمل وبذل كل ما أستطيع من أجل عكس هذه الثقة على أرض الواقع بما يخدم بلدنا وشعبنا وبما ينهض بالاقتصاد السوري حتى يتمكن من نفض غبار الحرب عن كاهله كي ينطلق من جديد أقوى وأصلب . أتمنى أن أكون على قدر هذه الثقة وأنا أعمل مع زملائي كي ننجز المهام المطلوبة منا وكي نزرع الأفضل الآن حتى يكون الحصاد غدا جيدا ومثمرا . وطالما أنني في هذا الموقع لن أتوانى عن بذل الغالي والرخيص من أجل رفعة وطني سورية ومن اجل صون انجازات الجيش وتضحياته ومن اجل رد الجميل بأفضل ما يكون للشهداء والجرحى .
رایکم
آخرالاخبار