۸۵۳مشاهدات
رمز الخبر: ۳۳۸۰۸
تأريخ النشر: 08 December 2016
شبکة تابناک الاخبارية: حمل ويحمل أئمة أهل بيت النبوة والرسالة والعصمة الربانية مشعل الهداية للبشرية مواصلين نهج جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، رافعين راية المحبة والمودة والعدل والمساواة ونبذ الظلم والفرعنة والجبروت والطغيان، فتحملوا ما تحملوا من مشاق وصعوبات كبيرة لا يطيقها الانسان طوال رحلة الرسالة المحمدية الأصيلة دون هوان .

قدموا الغالي والنفيس وضحوا ليس بأرواحهم فحسب بل حتى بأصغر أبنائهم والذي لم يبلغ سوى الستة أشهر من عمره في فاجعة عاشوراء سنة 61 بنينوى، لمقارعة الانحراف والتزوير والتزييف الذي أرسى بنو أمية الطلقاء أسسه منذ  رزية الخميس وحتى يومنا هذا بنهجهم التكفيري الدموي، فدمروا بلاد المسلمين واستباحوا مقدساتهم ونواميسهم وفجروا مساجدهم ودور العبادة دون إكتراث وجعلوا من مساجدهم "مسجد ضرار" لحرف الأمة عن حقيقة الاسلام ورسالته السمحاء، وبطشوا بالبشرية وفعلوا مأراده اليهود ألد أعداء الأمة الاسلامية "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا" - سورة المائدة الآية 82، انتقاماً لسلطانهم المندثر ولقتلاهم في خيبر والخندق والأحزاب وغيرها على يد النبي الأكرم (ص) وسيف العدالة السماوية أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام .

أجتمعت مصالح أبناء الطلقاء وذوات الرايات من جهة ومصالح يهود بني قريضة والقنيقاع وبني نظير من جهة اخرى منذ قبل فتح مكة المكرمة وحتى يومنا هذا فكانت وحدة الرؤى والهدف والمشاريع والكلمة قائمة منذ قبل أن يغمض نبي الرحمة والمودة عينيه ويلتحق بالرفيق الأعلى، بمخططات شيطانية إجرامية دموية لتسيل وديان ودماء الأبرياء من أئمة الهدى وأبنائهم وأنصارهم ومحبيهم وشيعتهم طيلة القرون الماضية دون توقف، كل زمن بذريعته وسلاحه الفتاك بين نحر وقتل وسبي، وزج في غياهب السجون المظلمة، ودس سم، وبناء في الجدران، وتفجير وتفخيخ، وحروب تكفيرية حصيلتها ملايين الشهداء والمصابين والجرحى من كبير وصغير ورضع وشيوخ ورجال ونساء في بلاد الرافدين والشام وأرض سبأ والبحرين ونيجيريا وافغانستان وباكستان والهند وغيرها من بلاد المسلمين .

التآمر ذاته لا تختلف أهدافه وصوره وأشكال إجرامه سوى الحلة الدينية التي يلبسوها أحفاد أمية وشيعتهم ومحبيهم والدين الاسلامي براء منهم كل براء، فخدموا فكرة الاسلاموفوبيا الصهيونية وشككوا في معتقدات وأسس وأصول الدين الاسلامي الحنيف، وسعوا جاهدين لحرف البوصلة عن مسارها الصحيح والسليم، لتكون مسيرة مواجة طغيانهم وأكاذيبهم وألاعيبهم وتحريفهم أكثر صعوبة على أئمة المسلمين من ابناء الرسول الأكرم (ص) أولئك الذين أصطفاهم الله سبحانه وتعالى دون غيرهم من أبناء البشر لحمل مشعل هداية البشرية جمعاء " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُم" - سورة الأحزاب الاية 33 .

أفتوا بشق صفوف الأمة، وقننوا النفاق ونشروه، وشرعنوا الفتنة وأسسوا للفرق والمذاهب الاسلامية، ودفعوا بعضها للتناحر مع البعض الآخر بالتكفير، وزرعوا الشكوك والريبة في أصحاب النفوس الضعيفة تجاه آل الرسول وحقهم في قيادة وهداية الأمة والقرآن الكريم ينص بصراحة لذلك "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ"؛ محققين رغبة أحبار يهود خيبر عندما أقسموا بأن لن يسمحوا بأن تقوم القائمة لأمة محمد (ص)؛ فكان لابد لأئمة أهل البيت (ع) التصدي لكل هذا الإنحراف والتزوير والطغيان والفرعنة، وأن ينادوا بالأمة ويدفعوهم نحو العمل بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه (ص)، وهو ما سلكه الأولياء والصلحاء وشيعتهم من المسلمين حتى يومنا هذا، فزجوا في سجون طواغيت الحجاز والبحرين وغيرها من بلاد المسلمين ثم الحكم عليهم بقطع رؤسهم كما عانى ولاة أمرهم سلام الله عليهم .

الامام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام الذي نعيش اليوم الثامن من ربيع الاول ذكرى استشهاده الاليمة والمفجعة، عاش ذات المعاناة التي عاشها آباؤه الميامين في سبيل إرشاد الامة ومكافحة الظلم والانحراف والعمل على ابقاء الرسالة المحمدية قائمة ما بقي الدهر، بل وتحمل أكثر من غيره من الأئمة الهداة (ع) في حمله لعبء قيادة المسلمين وإعداد الأمة لعصر الغيبة وإمامة الامام المهدي الموعود عجل الله تعالى فرجه الشريف في وقت قصير جداً لا تتجاوز ست سنين (254-260 للهجرة) وظروف بالغة الخطورة والقمع الدموي الذي ينتهجه الحكام الطغاة آنذاك، تنفيذاً لقوله تعالى " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" – سورة النور الآية 55 .

الأمر هذا لم يروق لحكام بني العباس الطغاة كما هو الحال لفراعنة عصرنا من أحفادهم، فتم محاصرة واعتقال الامام الحسن العسكري(ع) على عهد المتوكل، واعتقل مرات عدة في عهد من جاء بعده، من المستعين الى المعتز الى المهتدي الى المعتمد؛ للحسد الكبير الذي كان يكنه العباسيون لآل الرسول (ص) خاصة الامام أبي محمد (ع) لما يتمتع به من شعبية هائلة واحترام بالغ من جميع الأوساط. حتى أجمع الرأي عند الطاغية المعتمد العباسي على الفتك بالامام أبا محمد الحسن (ع)، واغتياله بدسه سماً قاتلاً له.

وجيء بالجثمان الطاهر تحت هالة من التكبير والتعظيم الى مقره الأخير فدفن في داره الى جانب أبيه الامام علي الهادي (عليه السلام) في سامراء وهو ابن ثمان وعشرين سنة وقد واروا معه صفحة مشرقة من صفحات الرسالة الاسلامية وواروا فلذة كبد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

رایکم
آخرالاخبار