۳۷۸مشاهدات
و كانت إيران قد أعلنت في الأسبوع الماضي عن تحويل جنوب أراضيها الى منطقة عسكرية لانها تتوقع من ان تشن أمريكا الحرب من هذه المنطقة و ان مياه الخليج ستكون جبهة مفتوحة لمواجهات عسكرية لا يمكن التنبؤ بمساحتها او الأهداف التي ستطالها الصواريخ و الطائرات و السفن و الغواصات.
رمز الخبر: ۳۲۵
تأريخ النشر: 10 August 2010
شبکة تابناک الأخبارية: على ضوء تصريحات وزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلينتون فان واشنطن تعتقد من انها نجحت في تشديد العقوبات على إيران و استطاعت إجبار العديد من الشركات العالمية مثل شركة (شل) الفرنسية إخراج استثماراتها من قطاع النفط و الغاز من ايران و منعت وصول البنزين إليها و لم يبق لإيران اي جهة مصدرة لها من البنزين سوى فنزويلا بعدما امتنعت تركيا مؤخراً عن تنفيذ عقد بيع وقود السيارات لايران و تم فرص رقابة كذلك على وصول الشاحنات التي كانت تنقل البنزين من شمال العراق لإيران.

الرئيس الإيراني احمدي نجاد و رداً على هذه الإجراءات اكد من ان حكومته ترحب بالعقوبات الغربية و تعتبرها نعمة من الله و انها ستحول هذه العقوبات الى فرض جديدة لوصول إيران الى مراحل الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات.

و تقول تقارير إعلامية ان بعض دول العربية في المنطقة و بالأخص الإمارات بدأت تطبق السياسة الأمريكية بشأن فرض العقوبات الاقتصادية و التجارية على ايران حيث أقدمت الإمارات على إغلاق العشرات من الشركات الإيرانية الكبيرة في دبي و ميناء جبل علي و صادرت او جمدت أموال أشخاص كانوا يستوردون أجهزة متطورة من دول أخرى و يرسلوها الى إيران عبر الإمارات حيث لا تتمكن ايران من الحصول على هذه الأجهزة و المعدات بصورة مباشرة من تلك الدول بفعل العقوبات الأمريكية.

و تدعي واشنطن ايضاً من انها استطاعت فرض إجراءات مشددة على نشاط الحرس الثوري الإيراني و المصارف الحكومية الإيرانية و انها أفشلت تنفيذ مشاريع و عقود لبيع الغاز الإيراني لدول في المنطقة والعالم وهي (واشنطن) عازمة ايضاً على حرمان الحكومة الإيرانية من عائدات النفط التي تبلغ سنوياً ما بين 70 الى 80 مليار دولار من خلال إجبار الدول التي تشتري النفط من إيران لشرائه من دول أخرى او ربما منع تردد ناقلات النفط الإيرانية و العالمية من المرور عبر مضيق هرمز التي تقول أمريكا انها قادرة على إغلاقه من الجهة الجنوبية ، فيما تؤكد إيران ان التحكم بمضيق هرمز هو خاص بها وحدها وهي قادرة فتح او إغلاق هذا المضيق متى شاءت.

و أكدت طهران ايضاً من ان إغلاق مضيق هرمز سيحرم العالم من 40% من إنتاج النفط في العالم و سيرفع سعره الى اكثر من 200 دولار للبرميل الواحد.

و ضمن موضوع مضيق هرمز و مياه الخليج فان بعض التقارير الإعلامية من الطرفين المتخاصمين نشرت بشأن احتمال ان تكون هناك جهة او دولة في المنطقة هي التي سمحت لعناصر تنظيم القاعدة من الوصول الى ناقلة النفط اليابانية العملاقة و محاولة تفجيرها لزعزعة الامن في المنطقة، فيما ادعت تقارير اخرى عن نشر أمريكا و ايران لقوات او أجهزة و معدات على الساحلين الشمالي و الجنوبي للخليج لضرب السفن و ناقلات النفط و كذلك تدمير القطع البحرية العسكرية في حالة اندلاع اية مواجهة بين الطرفين مستقبلاً.

ايران بدورها أعلنت رسمياً انها ألحقت 4 غواصات حديثة بخدمة البحرية العسكرية وهذه الغواصات هي من نوع (غدير) و قادرة على إطلاق طوربيدات حديثة من نوع (مرصاد).

و أكدت تقارير إعلامية نقلاً عن قادة عسكريين ان هذه الغواصات غير قابلة للرصد وهي معدة لمهام تدمير ناقلات الطائرات العملاقة و إيصال الغواصين الى أعماق المياه للقيام بمهام زرع الألغام تحت السفن الحربية التابعة للعدو، و ان الحرس الثوري الإيراني قد قام مؤخراً بإلصاق شعاره المعروف على إحدى المدمرات البحرية الأمريكية في مياه الخليج لإيصال رسالة للقوات الأمريكية من ان قوات الحرس قادرة إلصاق الغام مدمرة بدلاً من هذه الشعارات.

و كانت إيران قد أعلنت في الأسبوع الماضي عن تحويل أراضيها في الجنوب الى منطقة عسكرية لانها تتوقع من ان تشن أمريكا الحرب من هذه المنطقة و ان مياه الخليج ستكون جبهة مفتوحة لمواجهات عسكرية لا يمكن التنبؤ بمساحتها او الأهداف التي ستطالها الصواريخ و الطائرات و السفن و الغواصات.

و وفقاً لتقارير عسكرية فان إيران قد استطاعت بالفعل إنتاج منظومة الصواريخ المتطورة المعروفة باسم (اس 300) وهي الصواريخ التي كانت روسيا قد وعدت إيران بإرسالها قبل عدة اشهر للدفاع عن مواقع إيران النووية حيث ان هذه الصواريخ  قادرة على إصابة العديد من الأهداف الجوية (صواريخ و طائرات) في آن واحد و إسقاطها، الا ان روسيا و بسبب الضغوط الأمريكية و الإسرائيلية رفضت تسليم إيران منظومة (اس 300) و أكدت وكالة فارس الإيرانية المقربة من الحرس الثوري ان إيران أنتجت و نصبت منظومة صواريخ مشابه بل اكثر تطوراً من (اس 300) في الواقع الاستراتيجية، الا ان هذه الوكالة و لاسباب غير معروفة أزالت هذا الخبر بعد ساعة واحدة من نشره، في وقت زعم فيه خبراء عسكريون روس من ان ليس هناك اي دولة في العالم قادرة على إنتاج منظومة (اس 300) سوى روسيا التي كانت قد باعت دولاً صديقة لها هذا النوع من الصواريخ و انه ربما ـ حسب قول هؤلاء الخبراء الروس ـ ان روسيا البيضاء او دولة أخرى باعت لإيران أربع منظومات منها دون موافقة و علم روسيا.

التجارب السابقة علمتنا من ان إيران و من اجل الحفاظ على نظامها و أهدافها استطاعت المضي قدماً في التقنية النووية وانها تمكنت من غزو الفضاء و تقول انها أضحت في مصاف الدول التي تمتلك القدرة النووية والعسكرية و لها إمكانيات هائلة في إنتاج السفن الحربية و الغواصات و الصواريخ البعيدة المدى و إنها تمكنت من استنساخ طائرات اف 4 و 5 و غيرها من الطائرات الأمريكية و الروسية و اسمها بأسماء متعددة مثل "صاعقة" و "آذرخش".

بالمقابل تعد أمريكا نفسها لخوض الحرب على إيران او فرض المزيد من العقوبات عليها لتطبيق القرار الذي أصدرته أمريكا في مجلس الأمن و الداعي لتفتيش السفن و الطائرات الإيرانية و تطبيق رقابة صارمة على وارداتها و صادراتها و قطعاً ان مثل هذا الإجراء سيواجه برد إيران الشديد خاصة وان بعض التقارير تحدثت عن احتمال مرافقة سفن حربية إيرانية لسفنها التجارية كما تفعل إيران الآن لتأمين عبورها من مضيق باب المندب و الساحل الصومالي، و اذا ما نفذت أمريكا تهديدها بتفتيش السفن الإيرانية فان المواجهة بين الطرفين ستقع حتماً و ان هذه الحرب قطعاً لن تتحدد بإيران بل ستتوسع لتشمل كل الدول التي فيها قواعد و قوات أمريكية.

الجميع في المنطقة ينتظرون بترقب من الذي سيفتعل الحرب و من يكون البادئ بها و من هي الجهة المنتفعة او المتضررة منها، وهل ان هذه الحرب ستكون مدمرة و واسعة و ستغير خريطة المنطقة، و هل المواجهة ستكون بالقدر و ألإمكانيات التي اعد لها الطرفان ام إنها ستكون حرباً تتحدد فقط بضرب المواقع العسكرية و تدمير البنى التحتية و إغراق السفن الحربية ، ام إن الطرفين سيقتنعان قبل الحرب المتوقعة او بعد الضربة المحدودة الأولى بضرورة إنهاء الأزمة الراهنة من خلال القبول بطاولة الحوار المباشر او المثول لقرارات مجلس الأمن الدولي؟!.
بقلم: خليل الفائزي
رایکم