۳۶۹۹مشاهدات
رمز الخبر: ۳۲۴۲۵
تأريخ النشر: 06 June 2016
شبکة تابناک الاخبارية: كلما أزدادت الأزمات تعقيداً؛ كلما أنبرى رجالٌ شُرفاء يَضعون النُقاط على الحُروف، يجتهدون مِن أجل تحقيق مكاسب وطنية للشعب إيماناً منهم وحرصاً على العملية السياسية.

أنهم يؤشرون على الأخطاء ولا يكتفون بذلك، بل يجدون الحلول ويطرحونها في سماء التوافق الوطني، فقط لإنهم يدركون جيداً خطورة الوضع الأمني القائم متمثلاً بالإرهاب والفساد والعجز الحكومي عن تقديم خدمة حقيقية للمواطن العراقي.

من هولاء الشُرفاء؛ كان لمراسل موقع شفقنا حديثٌ شيق معَ جناب الدكتور عبد الهادي الحكيم عضو البرلمان العراقي وتحدث حول فشل الأحزاب والتيارات السياسية الشيعية في إحداث إنسجام فيما بينها بخصوص الأزمة الراهنة وقال: للأحزاب والكتل السياسية الشيعية استراتجيات وآليات مختلفة عن بعضها في إدارة الملف السياسي تشريعيا وتنفيذيا، وليس هذا بجديد عليها، ومن يرقب مسيرة هذه الكتل والتيارات والأحزاب قبل الأزمة الراهنة  وأثناءها وبعدها يلحظ ذلك.
 
وأضاف الحکيم: ولعل عدم حصول انسجام سياسي في هذه الأزمة هو امتداد لاختلاف المواقف والرؤى السياسية السابقة، وإن طفحت الاختلافات الآن على السطح أكثر مما سبق. ومع ذلك كله فلا زالت خيمة التحالف الوطني الجامعة للأحزاب والتيارات السياسية الشيعية قائمة، وإن تهرأت واحتاجت الى إعادة نظر وإصلاح جدي وجذري من خلال تحويل التحالف الوطني الى مؤسسة بكل ما للمؤسسة الحديثة البناء من معنى. وهو ما نحتاج اليه في الوقت الحاضر أكثر مما سبق، وقد دعونا اليه مرارا دون جدوى.

وقال عبد الهادي الحكيم: إن وضعنا الشيعي السياسي يحتاج الى إعادة هيكلة جديدة تجعل مباديء ومصالح ناخبينا والعراقيين جميعا هو الهدف الأول والمحرك الفاعل لتحركاتنا بعيدا عن مصالح الكتل الضيقة والأفراد والأحزاب والتيارات وهو ما لم يحصل للآن مع الأسف. وقد قدمت أكثر من ورقة عمل الى قادة الكتل السياسية بهذا الشأن دون أن تحرك عندهم ساكنا رغم قناعتهم بها كما قالوا.

وأما حول عواقب الخِلاف الموجود في البيت الشيعي قال الحکيم لمراسل شفقنا: أرجو أن تكون من عواقب هذا الخلاف الذي طفا على السطح أخيرا إدراك كتلنا السياسية واحزابنا أن من مقومات وجودها وتحقيقها لأهدافها هو لم الشمل وإعادة ترتيب الصفوف وتحديد الأولويات ووضع البرامج لمعالجتها من خلال مأسسة التحالف الوطني وفق ما تقدم.

وتحدث الحکيم عن داعش وقال: داعش عدو للقيم والمباديء الإسلامية والإنسانية جمعاء، ولذلك جاءت الفتوى المباركة من المرجعية العليا في النجف الأشرف بالجهاد الكفائي،  وواجب جميع العراقيين بل وجميع محبي الخير والعدل والسلام والأمن في دول العالم كافة بذل ما يستطيعون لإنهاء هذا الفكر الظلامي وأدواته التنفيذية السوداء، وخاصة شيعة العراق كونهم المستهدف الأول لجرائم إرهاب داعش، وعلى شعوب وحكومات المنطقة والعالم أن لا يتركوا لداعش وأخواتها أي فرصة لربح ما على أي صعيد، ومهما كان، لأن سرطان إذا ما استفحل سيصيب الجميع عاجلا أو آجلا.
 
وحول الدعم الدولي لإذكاء الفتنة في العراق خصوصاً بعد إنكسار داعش في المعارك الأخيرة، قال الدکتور الحکيم: كان العراق ولا يزال محل استقطاب عالمي وأقليمي كبير، ولا شك أن العملية الديمقراطية في العراق أرعبت دول المنطقة التسلطية الدكتاتورية ودقت جرس الإنذار لها من خطر داهم وشيك إذا ما نجحت تجربة العراق الجديد، لذلك شحذت كل أسلحتها كي تفشل هذه التجربة الديمقراطية الوليدة، وما نشاهده الآن من عدم استقرار أمني وسياسي في هذا البلد الجريح هو نتيجة لتأثير خارجي بأدوات داخلية هدفه إعادة العراق الى المربع الأول، مربع ما قبل سقوط النظام البائد سنة 2003 م.

وتحدث الحکيم لمراسل شفقنا حول موضوع تقسيم العراق وقال: كنا ولا زلنا نسمع من هذا الطرف العراقي أو ذاك المطالبة بالتقسيم أو الكونفدرالية أما ماشابه غير أن العراق الديمقراطي الواحد يسع الجميع ويحقق مصالح الجميع إذا ما أحسنوا التصرف.

وحول الإنتصارات في الفلوجة والإستفادة من هذه الإنتصارات سياسياً قال الحکيم: لقد دعوت عبر أكثر من بيان وخارطة طريق الى أن توحدنا وتجمعنا هذه الانتصارات سياسيا كما وحدت وجمعت قوانا الأمنية ومتطوعينا الأبطال وحشدنا الشعبي وكافة الفصائل التي تقاتل اليوم في معركة الفلوجة على أرضية عسكرية صلبة واحدة، ولا زلت أسعى لذلك  عسى ولعل.
 
وتحدث الدكتور عبد الهادي الحكيم حول صمت مرجعية النجف وقال: لم تقرر مرجعية النجف العليا التزام الصمت بعد أن (بح صوتها) في مطالبة من بيدهم الأمر إصلاح الوضع المتردي، والتصدي بحزم للفساد، أيا كان ومهما كان مركز المسؤول الفاسد أو موقعه التراتبي بل قررت  المرجعية أن لا تسير على نهجها السابق بأن تطالب في كل جمعة بما تراه مقوما ومصلحا لإدارة شؤون الدولة وتحقيق مصالح المواطنين، مقتصرة هذه المرة على المطالبة بإصلاح ما تراه وقت الحاجة الملحة لذلك، وقد التزمت بهذا النهج الجديد فتناولت في بعض خطب الجمعة اللاحقة لقرارها أمورا طالبت المسؤولين بتنفيذها، وستسمع منها في الإيام القادمة مثل ذلك كلما جدت الحاجة الملحة لبيان رأي أو تقديم نصح أو إرشاد تستشعر ضرورته للعراق والعراقيين.
رایکم
آخرالاخبار