۱۳۰۰مشاهدات
رمز الخبر: ۳۲۳۶۶
تأريخ النشر: 31 May 2016
شبکة تابناک الاخبارية: كانت ولا تزال الأزمات السياسية هي المُسيطرة على المشهد العراقي، فبعد مرور أكثر من ثلاثة عشر عاماً على سقوط الصنم.. بقيت المشاكل معقدة، بل وتتجه إلى تعقيدات أكبر خصوصاً بعد إقتحام المعتصمين للمنطقة الخضراء_مقر الحكومة العراقية_ وما تبعها من تبادل إتهامات بين الكيانات السياسية.

العراق الديمقراطي ووجوده أصلاً في منطقة ملغمة بالدكتاتوريات جعلهُ عرضة للفتن ومنها المذهبية، وهذا ماحدث فعلاً في عام ٢٠٠٧ ويتخوف من تكراره الآن، على ما ذكر وغيره حاور مراسل موقع شفقنا السيدة أحلام الحسيني النائب في البرلمان العراقي عن كتلة المواطن وكانَ لقاءنا في الشأن السياسي.

وتحدثت السيدة الحسيني حول فشل الأحزاب والتيارات السياسية الشيعية في إحداث إنسجام فيما بينها بخصوص الأزمة الراهنة، وقالت: حقيقةً؛ لابُدَ أن نؤكد إن هناك فجوة حالية بينَ مكونات العملية السياسية ومن ضمنها التحالف الوطني بقواه المتعددة، نحنُ في المجلس الأعلى الإسلامي العراقي حاولنا ونُحاول مأسسة التحالف الوطني وإنتاج مؤسسة حقيقية بإستطاعتها تقديم الخِدمة للمواطن العِراقي، لكن بعض الظروف حالت دون ذلك.

وأضافت: علينا أن نعترف إن مشكلة اليوم نَبعت من داخل التحالف الوطني، وعلينا أن نواجه هذا الأمر بشجاعة، ونسعى جميعاً لإعادة تشكيل فريق قوي منسجم قادر على مواجهة التحديات، خصوصاً الأمنية والإقتصادية والسياسية.

وحول حدوث شق في التحالف الوطني، قالت النائبة الحسيني: علينا أن نؤكد قضية مُهمة؛ إن الظرف السياسي الراهن فسح المجال أمام التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن العراقي، إن العملية السياسية في العراق عملية فتية، تحاول بعض الدول الاقليمية قتل هذه التجربة، لإن تجربتنا مميزة بديمقراطيتها، على العكس من حكومات بعض الدول التي تصل لحدود الدكتاتورية خصوصاً في الدول العربية، نحن نعتقد إن أي أختلاف بوجهات النظر يمكن السيطرة عليه حتى لا يتحول إلو خِلاف إذا ما وجدنا طريقاً للحوار والجلوس على طاولة المفاوضات وبالتالي سنفوت على أعداء العراق فرصة الإستفادة من خلافاتنا.

وتحدثت هذه النائبة العراقية حول مجموعة داعش وموقعها في المُعادلة السياسية الحالية، وقالت: لا أعتقد إن لداعش وجود في العملية السياسية والسبب إن العراقيين عرفوا أصدقاءهم من أعداءهم خصوصاً وإن داعش أستهدف جميع مكونات الشعب العراقي، قَتلَ السُني والشيعي والكردي والإيزيدي والمسيحي والتركماني، داعش عدو للإنسانية وقد أكد ذلك مراراً وتكراراً، لذلك أصبح العراقيون يعرفون جيداً إن لا مكان لداعش في كل جوانب الحياة العراقية، والنَصر عليهم قادم بأذنه تعالى.

وحول الدعم الدولي لإذكاء الفتنة في العراق أثر دخول المعتصمين للخضراء، قالت النائبة أحلام الحسيني: في كل دول العالم توجد مشاكل سياسية، في أوربا وأمريكا وأستراليا توجد مشاكل سياسية، مثل ما يحدث في العراق وفي تركيا حالياً أيضاً توجد مشكلة سياسية كبيرة ونأخذها كمثال مهم بإعتبارها جارة للعراق، إلا إن مشاكلها حُلت سلمياً مع العلم أنه تغيير كامل لأركان الدولة، فقد تغير رئيس الوزراء والحزب الحاكم وقد يتغير الوزراء، أقول إن الفتنة موجودة لكننا كشعب عراقي مر بتجارب كثيرة اخرها في ٢٠٠٧ قد تجاوز حالة التأثر بمثل هذه الفتن لأنه عرف جيداً إن وحدته هي نقطة قوته الأهم.

وعن إقتراب لحظة تقسيم العراق، خصوصاً وإن بعض المسؤولين الأكراد صرحوا بذلك أو ألمحوا له؛ قالت النائبة الحسيني: التظاهر حق مكفول دستورياً، ونحنُ نُشجع الناس على المطالبة بحقوقهم ونشجع أيضاً على تطبيق الدستور لكن؛ يجب أن يؤطر هذا التظاهر، أي أن يكون بموافقات رسمية وبعيداً عن مراكز الدولة الحساسة، لإننا نمر بظروفٍ حرجة، يجب أن نقوي هيبة الدولة بدل إضعافها. أما موضوع تقسيم العراق فهو قضية مستبعدة تماماً لأن العراقيون أدركوا أن قوتهم في وحدتهم. نحن في كتلة المواطن ندعوا إلى توسيع صلاحيات الحكومات المحلية كما جاء في الدستور، وبذلك سيتم معالجة أهم المشاكل التي يعاني منها المواطن.

أما تحدثت النائبة أحلام الحسيني كذلك لمراسل شفقنا حول الإنتصارات في الفلوجة وقالت: واقعاً؛ معركة الفلوجة معركة مهمة يشارك فيها كل أبناء الشعب العراقي فعلياً ودعماً معنوياً وهي معركة وحدت العراقيين كما تعودنا دائماً في المواقف الحرجة نكون سداً منيعاً أمام الأخطار، نحنُ ندعوا من خلالكم كل القيادات السياسية إلى إستثمار هذه الوحدة ضد الإرهاب والإنتصار القادم بأذن الله لا محال، ليساهموا بإستقرار العملية السياسية وما يتبعها من جوانب اقتصادية وأمنية.

وحول عودة مرجعية النجف للحديث بعد أن قررت ملازمة الصمت تعبيراً عن غضبها من الواقع الحكومي المتردي، قالت النائبة الحسيني: المرجعية لم تغب يوماً واحداً عن الشعب العراقي، هي دائماً معه تشاركه همومه وطموحاته في وطنٍ مزدهر، وكما هو معروف إن دورها توجيهي إرشادي لكنها لم تجد أذاناً صاغية ما جعلها تلتزم الصمت تعبيراً عن غضبها، نناشد السياسيين في كل العراق أن يلتزموا بتوجيهات المرجعية الدينية العليا والإستفادة من إشاراتها وحلولها وعندها سنجد أننا في الطريق الصحيح لبناء عراق قوي متماسك ومزدهر.

وتحدثت النائبة أحلام الحسيني لمراسل شفقنا حول الحلول للخروج من الأزمة السياسية المُستمرة تقريباً منذ عام ٢٠٠٣، وقالت: نعتقد إن الحل يكمن في تشكيل كتلة برلمانية عابرة للمكونات، يكون فيها الطرف القوي مشكلاً للحكومة وهي أيضاً تؤسس لوجود معارضة حقيقية تؤشر على الأخطاء وتقدم البرامج اللازمة للخروج برؤى أكبر لحل مشاكل العراق حلاً جذرياً.
رایکم