۲۷۹مشاهدات
رمز الخبر: ۳۲۲۴۶
تأريخ النشر: 18 May 2016
شبکة تابناک الاخبارية - شفقنا : لَم تكن خطوات المرجعية الدينية العُليا في النَجف متأثرة بالحدث، قدر ما كانت مؤثرة فيه، فهي بخطواتها الرَصينة وتأريخها القويم، أصبحت سِراجاً يُضيء عُتمة الرؤية الغَربية للإسلام، ووقفت سداً مَنيعاً بوجه كل المحاولين تشويه صورته، فالإسلام دين الشَريعة السَمحاء، لا دين القتل والتَخريب.

وسط تَنظير غربي مُخيف للتخويف من الإسلام، وأفعال يتبناها بَعض مدعي الفَتوى والجِهاد، تأتي دائماً فتاوى مَرجعية النَجف بلسماً لِجراح المُسلمين، الذين تفاعلوا على مَرِّ التأريخ هُم والديانات الأخرى، معَ منطقية مَرجعية النَجف، وحكمتها، ونَطقها بالحَق بَعيداً عَن ثورات الغَضب والردود العَكسية، مُستندة بذلك؛ إلى قيم أهل البيت (عليهم السلام).

وجدت مرجعية النَجف بما يَحدث في دول العالم ما ينذر بالخَطر، فالإنشقاقات المُجتمعية واضحة، وحالة من المُنازعات والمناكفات بدأت تَظهر على السطح، والمشكلة؛ إن الطرف الخاسِر فيها "ظلماً وجورا" هم المُسلمين، فماكنات إعلامية صهيونية بالغت في عملها، لتصوير المسلمين بصورة الإرهابيين، ساعدهم في ذلك؛ إنتشار غير مرغوبٌ فيه، لدُعاة الوهابية في كل دول العالم، بحركة تهدف للنيل من الإسلام المُحمدي ذو القيم العالية.

سَفير الإطمئنان والسلام كانَ لها؛ سماحة حجة الإسلام والمُسلمين السيد جواد الشهرستاني بدأ جولة تأريخية، أبتدأها من لبنان، وقد لا تنتهي بعودته من جورجيا، فالمَسيرة طويلة والسيد حَملَ هَم المُسلمين.

رافضاً كُل ما يُفرق الديانات والمذاهب في المجتمعات المُسالمة، بدأ بِطرح رؤية السيد السيستاني (دام ظله الوارف)، التي تلقفها السُنة مُرحبين، والدروز فَرحين، والمسيح مُتفائلين، فَصوت الحكمة غَلبَ صوت الرَصاص، والمَعدن النَفيس يَطغي على البارود، هذه هي رؤية المَنطق التي توارثتها المَرجعية الدينية، وصَدرها السيد السيستاني كثقافة يجب أن يتداولها مريدوا السلام ومحبي الإنسانية.

تَقارب المُكونات وإدامة زخم الحوار؛ والتفكير بالإسلام ديناً ومنهجاً ومَشروعاً، وعكس هذه المُفردات لمواجهة من يشوه دين السماء، كلها ملفات حملها السيد جواد الشهرستاني لدول العالم، فألتقى سياسيي ورجال دين في لبنان، وأفتتح مَسجداً في جورجيا، وفي كِلا الدولتين كانَ تأريخ الحكمة حاضِراً.

لَقد بَنت مرجعية النَجف لنفسها كياناً مُستقلاً؛ أتسم بضرورة إظهار دين الإسلام على أنه ديناً عالمياً، وإن علت الإتهامات، وإن زورَّ المُفسدون الحقائق، بَل وإن نَفذ بعض حُكام دول الإسلام أجندات صهيونية ماكرة، فيبقى حُرص المَرجعية هو السباق لإنهاء الخِلاف، فهذا دين الإسلام الحقيقي، وذاكَ الذي أردتموه أنتم!

إن الإستقبال الكبير للسيد الشهرستاني، الذي وجده في لبنان وجورجيا، يُثبت للعالم أجمع إن الإسلام بشخصياته الحقيقية دينٌ مَقبول، خصوصاً مع دراسة كل مواقف مرجعية النجف الدينية، ومعرفة وقوفها طويلاً مع المظلومين والفقراء والإنسان بكل تفصيلاته، ورفضها القاطع لحالات التَفريق والتمزيق، التي يدعوا لها البعض من تجار الفَتوى.

النهاية

رایکم