۷۷۵مشاهدات
كما تمتلك قوات حرس الثورة صواريخ أرض - بحر من طرازات مختلفة كصاروخ نور وقادر وقدير ونصر وغيرها، إضافةً إلى امتلاكها صاروخ باليستي من طراز (خليج فارس) مما جعلها قوة لا منافس لها في الخليج الفارسي.
رمز الخبر: ۳۲۲۲۹
تأريخ النشر: 17 May 2016
شبکة تابناک الاخبارية: خفايا المهامّ التي قامت بها قوات النخبة البحرية للحرس الثوري في التصدي للقراصنة بمناطق نفوذهم على لسان العميد الشهيد محمد ناظري.

بعد عشر سنوات على تأسيس قوات النخبة التابعة للقوات الخاصة في حرس الثورة الإسلامية شيع حراس الحدود البحرية جثمان القائد الشهيد محمد ناظري الذي يعد أحد الأمراء الخبراء المخضرمين وقبل الثورة الإسلامية كان عضواً في القوات الخاصة لقوات الإنزال في الجيش الإيراني وشيئاً فشيئاً تدرج في الخدمة العسكرية حتّى امتلك خبرة واسعة. وبعد انتصار الثورة الإسلامية واصل هذه المسيرة إلى أن أصبح مدرباً للقوات الخاصة في حرس الثورة وقد شارك في الحرب المفروضة على ايران وهو صاحب الرقم القياسي في القفز المظلي، فضلاً عن أنّه قام بتأسيس فرقة خاصّة تليق بسمعة قوات الحرس الثوري.

لقد كان العميد ناظري رجلاً ثورياً ومتديناً وموالياً لوطنه غاية الولاء لدرجة أنّه كان واحداً من الذين اقترحوا إلصاق العلم الإيراني على ثياب حرس الثورة كما أنّه لم يتوان عن السعي لتوفير أحدث الأجهزة والمعدات العسكرية وغير العسكرية والمعروف عنه قوله: "علينا استخدام معدات الأعداء ضدّهم" لذلك كان يعتبر الانتصار على العدو فناً منوطاً بالعلم والتدريب والمعدات الحديثة ناهيك عن أنّه كان يؤكد ضرورة تعلم كل مقاتل لغتين أجنبيتين على أقل تقدير ولا سيما العربية والإنجليزية معتبراً أن تعلمهما قد يكون مؤثراً أكثر من أي سلاح آخر.

ما هي حقيقة قوة S.N.S.F ؟

في عام 2009م تقرر الفصل بين مهام قوات الجيش وحرس الثورة الإسلامية، لذلك أوكلت حراسة جزيرة هرمز والخليج الفارسي إلى القوات البحرية التابعة لحرس الثورة الذين لهم خبرة واسعة اكتسبوها إبان الحرب المفروضة، حيث يعتمدون بشكل أساسي على الزوراق والطرادات السريعة التي لها القابلية على حمل صواريخ كروز المضادة للسفن.

كما تمتلك قوات حرس الثورة صواريخ أرض - بحر من طرازات مختلفة كصاروخ نور وقادر وقدير ونصر وغيرها، إضافةً إلى امتلاكها صاروخ باليستي من طراز (خليج فارس) مما جعلها قوة لا منافس لها في الخليج الفارسي.

إنّ قوات حرس الثورة قد بسطت نفوذها وسطوتها على مياه الخليج الفارسي بشكل ملحوظ لدرجة أن السفن البحرية للقوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا لا يمكنها الدخول في هذه المنطقة ولا حتى الخروج منها إلا بتخويلٍ من قوات الحرس الثوري، كما أنّها مكلفة بالإجابة عن جميع الأسئلة التي تطرح على ملاحيها باللغة الفارسية.

ليس من المقدور بمكان بيان القدرات الهائلة التي تمتلكها قوات الحرس الثوري في هذا المقال المقتضب، ولكن نشير إلى بعضها على نحو الاختصار، فإضافة إلى ما ذكر تم تأسيس قوات خاصة باسم S.N.S.F  وهي اختصار لعبارة Sepah Navy Special Force حيث تتولى مهمة القيام بمهام خاصة ولا سيما في مواجهة القوات الأميركية وحلفائها في المنطقة وفي العالم بأسره ويقودها الزبدة من ضباط الحرس الثوري الذين لهم خبرات واسعة تضرب بجذورها إلى عهد ما قبل الثورة الإسلامية ومن ضمنهم العميد محمد ناظري الذي يعد أحد المؤسسين لهذه القوات الفريدة من نوعها في إيران والمنطقة بأسرها كما أنّه كان قائداً لها قبل التحاقه بالرفيق الأعلى ومن جملة ما قاله على هذا الصعيد: "عند تأسيس القوات البحرية الخاصة كنا نواجه أزمات عديدة في الخليج الفارسي بحيث كان على قواتنا الخاصة الفتية آنذاك أن تضحي بنفسها لأجل التصدي للأعداء في أية لحظة، وهذا هو معنى القوات الخاصة، أي أنّها تبذل الغالي والنفيس عند الضرورة وتجعل من غير الممكن ممكناً". في بادئ الأمر تمّ تأسيس هذه القوات بالاعتماد على مجموعة من قوات التعبئة التي أدت تدريباتها تحت إشراف العميد ناظري في جزيرة "فارور" التي كانت مقراً لها.

جزيرة "فارور" تحظى بأهمية استراتيجية كبيرة وهي عبارة عن سلاسل جبلية وسواحلها وعرة حيث تبلغ مساحتها 27 كم ومحيطها 30 كم ورغم أنّها كانت مقطونة سابقاً ولكن إثر الزلازل والأوبئة والجفاف هجرت شيئاً فشيئاً ومن ثمّ اعتبرت محمية طبيعية، وأهميتها الاستراتيجية تتجسد في وقوعها بين معبرين دوليين في شمالها وجنوبها. وقد وصف العميد ناظري أنّ أول خطوة لتأسيس قاعدة للقوات الخاصة في هذه الجزيرة النائية كانت في عام 2009م عندما دخلها مع ومئة ونيف من قوات التعبئة وثماني ضباط من القوات الخاصة وهو الذي أشرف على تدريبهم حينها حيث قال: "حينما نزلنا في الجزيرة لم يكن لدينا سوى عدد من السجاد والبطانيات وقناني المياه المعدنية".

مناخ هذه الجزيرة حار ورطب للغاية وليست فيها أية إمكانيات خدمية من قبيل المياه العذبة والكهرباء، ما أدى إلى تحميل القوات المقيمة هناك مشقة تضاف إلى مشاق التمارين العسكرية الصعبة. وقد أكد العميد أنّه بعد مضي ثمانية أشهر تمّ تزويدهم بمولدة كهرباء ولكن هذا الجهاز البسيط لم يسمن ولم يغن من جوع.

أما بالنسبة إلى شروط الانضمام إلى قوات S.N.S.F فقد قال العميد ناظري: "أول شرط هو القدرة، قالمنتسب لا يجب وأن يتمتع بطول فارع يبلغ مترين وليس من الضروري أن يكون عرض عضلاته كجذع النخلة! بل لا بد من أن يكون بدنه قادراً على أداء المهام الموكلة إليه، فالقدرة هي الشرط الأساس وبعدها التحمل في الظروف القاسية وعدم الشعور بالتعب".

فور تأسيس قوات النخبة التابعة للقوات الخاصة في حرس الثورة الإسلامية أُنيطت بها مهمة رغم عدم اكتمال هيكليتها التنظيمية وقابلياتها التسليحية، وهذه المهمة تختلف عن سائر المهام التي أوكلت للقوات البحرية سابقاً لكونها في خارج البلاد بهدف تحرير سفينتين إيرانيتين تحملان أعلام بلدين آخرين محاصرة من قبل قراصنة صوماليين سيطروا على مناطق بحرية شاسعة وبما فيها خليج عدن الذي أصبح ملاذاً آمناً لهم، لذلك صدر الأمر لقوات النخبة بأن تتصدى لمقرين تابعين للقراصنة أحدهما في بحر العرب والآخر في باب المندب وتحرّر السفينة الإيرانية وترافقها إلى المياه الآمنة.

بعد اتخاذ الاجراءات اللازمة تقرر ارسال مجموعة للتداول مع القراصنة ودفع ما طلبوه من المال لهم حيث تنقسم هذه المجموعة إلى قسمين ترافقهما قوات النخبة لحمايتهما من القراصنة ولكي يتم التصدي لهم فيما لو أخذوا النقود ولم يخلوا سبيل السفينتين ولم يطلقوا سراح الرهائن.

قال العميد ناظري: "لقد واجهنا مشاكل عديدة في هذه المهمة بحيث لم يرق للقراصنة أن نقترب من سواحل الصومال وطلبوا منا أن نتفاوض معهم على مسافة 70 ميلاً بعيداً عن السواحل الصومالية لكننا لم نوافق على طلبهم وقلنا لهم بأنّنا لا ندفع المبلغ الذي طلبتموه إلا بعد أن نشاهد السفية ونكون على مسافة 3 إلى 5 أميال عنها. وبالطبع قصدنا من ذلك شن هجوم عليهم فيما لو ارتكبوا خدعة، لذلك صنعنا كميناً لهم ونجحنا في ذلك واستطعنا أن نقتنص رئيس القراصنة ومترجمه والمنسق التابع لهم من مسافة خمسة أمتار وفي اللحظة نفسها انطلقت مجموعة من غواصينا نحو السفينة المخطوفة لكننا لم نقدم على أي إجراء عسكري واسع تنفيذاً لأمر الممثلية الدبلوماسية الإيرانية كي لا يتعرض الرهائن لخطر.

بعد ذلك وفي طريق عودتنا تعرضنا لبعض القراصنة لكننا تصدينا لهم ببسالة ودمرناهم على بكرة أبيهم".

بعد ستة أشهر تمّ تحرير السفينة الإيرانية الثانية التي كانت مخطوفة لذلك بدأ المسؤولون بالتفكير في حلّ للتخلص من هذه المعضلة وعدم الاضطرار لدفع أتاوات للقراصنة وعلى هذا الأساس تقرر إيجاد محطة في باب المندب واستقرار زورق آخر في خليج عدن قرب دولة عمان لحماية السفن الإيرانية التي تمرّ من هناك وبالفعل فقد نُفذت هذه الخطة بنجاح بفضل القوات الخاصة التابعة لحرس الثورة وقد وصف الجنرال ناظري هذه الجهود بالقول: "لقد بقينا 120 يوماً في المياه المتلاطمة في بحر العرب وكانت الظروف قاسية للغاية لا يمكن لأحد تصورها وهذا الأمر مدعاة للفخر والاعتزاز إذ لا يمكن لأحد تحمل ذلك سوى قواتنا الباسلة".

إنّ الهدف الأساس لقوات النخبة التابعة لحرس الثورة في الخليج الفارسي ومضيق هرمز هو الحفاظ على الأمن والاستقرار ومواجهة أي استفزاز أو عمل غير قانوني، ومثال ذلك هو اعتقال عشرة جنود أميركان من قوات المارينز في العام الماضي بعد دخولهم في المياه الداخلية الإيرانية، حيث تسجل هذه العملية كنقطة فخر لقوات حرس الثورة. وقد أكد العميد ناظري أنّ القوات البحرية للحرس الثوري في الجمهورية الإسلامية لها الريادة في المنطقة وهي التي تملك عصا السبق على صعيد التقنية الحديثة والقيام بمهام مستحيلة على غيرها. ومن جملة ما قاله: "الأميركان والإنكليز لم يأتوا إلى الخليج الفارسي كي يدربوا قواتنا الخاصة، نحن الذين قمنا بذلك، لأن الشعب الإيراني هو شعب لا نظير له وهو مبدع في كل صعيد وكل ما لدينا هو حصيلة الفكر الإيراني الخلاق".
رایکم