۲۳۵مشاهدات
وصلت الولايات المتحدة الأميركية، وبعد عدة سنوات من تقديم مشروع الشرق الأوسط الكبير وإجراء العديد من الانتخابات على المستوى الإقليمي، إلى استنتاج مفاده أن تطبيق نموذج الديمقراطية الليبرالية الخاص بها، غير ممكن في الشرق الأوسط، وفي حال إجراء أي انتخابات في المنطقة، سوف تفوز فيها القوى والاتجاهات التي لا تتماشي مع الخطط والسياسات الأميركية الإقليمية.
رمز الخبر: ۳۲۱۶۱
تأريخ النشر: 11 May 2016
شبكة تابناك الإخبارية : بعد وصول المحافظين الجدد إلى البيت الأبيض، وفشل محادثات كامب ديفيد للسلام في عام 2000، تهمَّشت المحادثات بين الفلسطينيين والكيان الإسرائيلي إلى حد ما، وباتت مكافحة الإرهاب وداعميه تتصدَّر السياسات العالمية والإقليمية لأميركا (بعد 11 أيلول). وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ومن خلال صياغة خارطة الطريق في عام 2003، وتالياً تشكيل اللجنة الرباعية (الاتحاد الأوروبي، أميركا، روسيا والأمم المتحدة)، سعت إلي تتبُّع أرضيات وأسباب العنف، من خلال إنشاء المؤسسات السياسية والأمنية والتأكيد على ضرورة إجراء الإصلاحات الداخلية في السلطة الوطنية الفلسطينية، ودعوة الكيان الإسرائيلي لإنهاء الاستيطان في الأراضي المحتلة؛ ولكنها من الناحية العملية ومع صعود انتفاضة الأقصى وتقديم الدعم الشامل والعلني لسياسات الكيان الإسرائيلي القمعية، لم تفعل شيئاً للتوصل إلى تسوية بين الأطراف المتخاصمة.

إن هدف الولايات المتحدة من وراء تقديم مشروع الشرق الأوسط الكبير، وإحدى الأهداف الرئيسية للغزو الأميركي للعراق وسقوط نظام البعث، كان توفير الأمن للكيان الإسرائيلي في الشرق الأوسط. ولكن بعد فشل أميركا في تحقيق أهدافها في العراق، وما سعت لتطبيقها من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير، وكذلك التغييرات التي حدثت في المنطقة، وخاصةً بعد فوز حركة حماس في فلسطين، تحاول أميركا اليوم أن تقدم سياساتها الإقليمية الجديدة.

كما أن فشل الكيان الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المعلنة مسبقاً في حربي الـ 33 يوماً والـ 22 يوماً، استمرار وجود ودور حزب الله في البيئة السياسية اللبنانية، تعزيز مكانة حماس في غزة، الفشل الأميركي في العراق، تدهور الوضع في أفغانستان، تزايد وجهات النظر المعارضة للسياسات الأميركية في أوساط الرأي العام العالمي والشرق أوسطي، والأزمة الاقتصادية الراهنة، هي مجموعة من التطورات التي دفعت المسؤولين الأميركيين إلى الحذر في سياساتهم الشرق الأوسطية، وأدت إلى سعيهم لاتخاذ نهج جديد خلال رئاسة أوباما لترميم الإخفاقات التي حصلت في عهد بوش.

ومن هذا المنظور، فقد قررت أميركا وفقاً للظروف الإقليمية وتجربة إخفاقاتها في السنوات الثماني الماضية، اعتماد نهج جديد لتحقيق أهدافها الإستراتيجية طويلة الأجل، من بينها العدول عن السياسات الأحادية واتخاذ نهج تعاوني مع شركائها الإقليميين والدوليين. كما أن نقل الاهتمامات والسياسات الأمنية من العراق إلى أفغانستان وباكستان، سمة أخرى من سمات سياسة إدارة أوباما في المنطقة. وفيما يتعلق بالصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، فإن التأكيد على حل الدولتين، واللهجة الناعمة مع الدول الإسلامية، شكَّل أحدى العناصر الأخرى في السياسة الشرق الأوسطية للحكومة الأمييكية الجديدة.
رایکم
آخرالاخبار