۱۳۴۶مشاهدات
رمز الخبر: ۳۲۱۱۰
تأريخ النشر: 08 May 2016
شبکة تابناک الاخبارية: تحدثت الدكتورة غدير جمال، الاستاذة الجامعية والباحثة المهتمة بشؤون الطفل والأسرة المسلمة في حوار خاص مع مراسل موقع شفقنا حول مصادر أصول التربية وقالت: باعتقادي أن أهم مصدر من مصادر أصول التربية يوجد في وصايا أهل بيت العصمة صلوات الله وسلامه عليهم، حيث أن وصاياهم تعد موسوعة عالمية علمية متكاملة تصلح لكل زمان ومكان وأضع خط تحت كلمة "صلاحها لكل زمان ومكان" كونهم سلام اللهﷻ عليهم يمثلون القرآن الناطق.

وأضافت: وكلنا نعرف بأن القرآن صالح لكل زمان ومكان وهم ذلك القرآن ولكنه ناطقا.. ولديهم وصايا ومنهجية تربوية تعين الزوجين على تعلم أصول التربية حتى قبل أن يحصلوا على أطفال. ولا يسعنا المجال هنا لسرد بعض الأمثلة العملية لتلك الوصايا التربوية الثمينة التي تعتبر اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات حيث أن ببناء الأسرة تبنى المجتمعات وتقوم أسس الحضارات.

وتحدثت الدكتورة غدير جمال حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الثقافة السليمة لتربية الأبناء وقالت: وسائل التكنلوجيا الإلكترونية بما فيها من برامج التواصل الاجتماعي كالواتساب والتليغرام وفيسبووك وغيرها تعتبر سيف ذو حدين.. وفي حديثنا عن تنمية الحس التربوي لدى الآباء أجد أنه يتعين علينا استغلال مثل هذه البرامج لنشر الوعي والثقافة التربوية بين الآباء  وهذا أمر مفروغ منه.. كون هذه الوسائل والبرامج من أكثر الأمور ملاصقة لحياة الفرد المعاصر بل تجتاح يومنا بلا حارس ولا رقيب!

وأضافت: من يستطيع اليوم إيقاف استعمال هذه البرامج الالكترونية أو الابتعاد عنها ليوم.. أصبحت هذه البرامج تشكل حيزا كبيرا في حياة الفرد بكل ما تحتويه من أفكار قد تكون إعلاما مضادا تابعا لتيار الحرب الناعمة.. لذا تواجد النصائح العلمية في هذه البرامج وبقوة هو مطلب عصري بلا شك.. لنوفر البديل الثقافي المناسب الذي يملأ الفراغ الفكري والتشتت.

إستمرت الدكتورة غدير في حديثها وقالت: الحقيقة يوجد فارق زمني بين جيل الآباء وجيل الأبناء ولكن تبدل العادات والتقاليد والأعراف لا يتم عادة في الفترة الزمنية القصيرة التي تفصل بين جيل الآباء وجيل الاولاد، والتي تتراوح في المعدل بين 20-50 سنة وبالتالي فكون الآباء تنقصهم الخبرة أو الدراية باستعمال تكنلوجيا الشبكة العنكبوتية مثلا او برامج التواصل الأجتماعي، وإن وجد هنالك فارق بين الآباء والأبناء في ذلك فإنه يعود إلى تقصير الآباء في التعرف على علوم التكنلوجيا الرقمية التي لا يستغني عنها فرد في هذا الزمان.. وبالتالي من واجب الأبوين تعلم كل ما يتعلق بالتكنلوجيا الرقمية قبل الأبناء وخصوصا فيما يتعلق بطرق الأمان والرقابة على برامج الانترنت المنتشرة في ايدي الابناء، بل يجب أن يتابع الأباء أبنائهم باستمرار ولا يحبذ أبدا إعطاء الحرية او السماح للأبناء باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي إلا للحاجة أوالضرورة! وهذا ما يحدث في العالم الغربي الذي أنتج مثل تلك التكنلوجيا، فنجد في مجتمعاتهم لا تتوفر مثل تلك البرامج الإلكترونية للشباب بسهولة بل لا يتم السماح للشباب باستعمالها إلا بعد بناء المستقبل المهني والتعليمي للابناء.

وحول الإختلاف الموجود بين المدارس الحكومیة والأهلية قالت: لا شك بأن المؤسسة التعليمية "المدرسة" لها دور كبير في تربية وتعليم الطفل ولكن لا يوجد تصنيف عالمي يؤكد على أفضلية المؤسسات الأهلية على المؤسسات الحكومية، بل لو تتبعنا المجتمعات المسلمة في مختلف أنحاء العالم لوجدنا بأن هنالك إيجابيات وسلبيات قد تكاد تكون متساوية بين المؤسسات الأهلية والحكومية بما يجعلهما في دفة واحدة.

وأضافت: كثيرا ما تدخل المؤسسات الأهلية تحت تأثير المكسب التجاري البحت وتضيع القيمة التعليمية والأهداف بينما المؤسسات الحكومية بصورة عامة تعتبر أكثر أمانا خصوصا في المجتمعات الغربية كونها بعيدة عن المكتسبات التجارية! إذن الموضوع نسبي ويختلف نسبيا وليس جذريا بين دولة وأخرى ولكن بصورة عامة مستقبل الابناء التعليمي لا يعتمد بشكل جذري على المؤسسة التعليمية!

وأضافت الدكتورة غدير جمال: نيوتن أصبح ألمع عالم فيزياء في عصره وقد كان متغيبا كثيرا عن الدراسة وفاشلا دراسيا! بل كثيرآ ما سمعنا عن علماء أفذاذ تخرجوا من مدارس حكومية وكانوا ينتمون لعائلات مدقعة بالفقر، المال لا يبني العقول ولا يصنع العلماء بل العزيمة والإرادة وبيت أسري مترابط ملؤه الحب والحنان والرعاية والتكامل العاطفي هو الذي يصنع الأبطال والأفذاذ.

وإختتمت الدكتورة غدير كلامها وقالت: ويؤسفني ما نجده اليوم من إلقاء اللوم على المؤسسة التعليمية تارة وعلى الدولة تارة أخرى حينما يفشل أبناؤنا دراسيا ونغفل عن قائمة طويلة من الأسباب المتعلقة باسلوب التعامل في داخل الأسرة مما قد يهدم أفراد أو يبني شخصيات فذه لها مستقبل زاهر في النهوض بالمجتمعات.

يذكر أن الدكتورة غدير جمال، استاذة جامعية وباحثة مهتمة بشؤون الطفل والأسرة المسلمة في الكويت وعضوة في مجموعة من الجمعيات الدولية المختصة بشؤون الأسرة والطفل، ولها عدد من الأنشطة على صعيد العمل الثقافي.

النهاية

رایکم
آخرالاخبار