۳۵۱مشاهدات
رمز الخبر: ۳۱۷۰۱
تأريخ النشر: 02 April 2016
شبکة تابناک الاخبارية: دَخلَ السيد مقتدى الصَدر المِنطقة الخَضراء مُعتصِماً، النتائج التي سيَخرجُ بِها تَبقى مجهولة، لِجهلنا بالخارطة الموضوعة للإصلاح الحكومي، فالسيد العِبادي لا يزال يلفُ حول نَفسِه، يَتشبثُ بِصغائِر الأمور ويَترك كَبائِرها، وحتى التَغيير الوزاري الذي يسعى إليه، بدون إيضاح الفائدة المرجوة مِنه، بَقيَ حَبيس الحوارات غير الجادة، والطاولات المَكسورة سَلفاً..

بهذه العبارة بدأ الکاتب العراقي زيدون النبهاني مقالته حول المستجدات السياسية العراقية جاء فيها: مِثلَ السيد العِبادي و تَشبثهِ باللاضروري، باتَ مطلب السيد الصَدر الأهم؛ هو التغيير الوزاري، على عَكس ما طالبت بِهِ مرجعية النَجف، وأهل العَقلِ والحِكمة، فجميعهم وضعوا خارطة طَريق وأعلنوها؛ لتلقى تَجاوباً شعبياً كبيراً، وهو ما جَعلَ فريق رئيس الوزراء يدركون خَطر الموقف، ويحاولون جاهدين الإلتفاف على مطالب المرجعية، التي قد تُمثل بداية النِهاية للفساد في العِراق.

خارطة الإصلاحات كانت واضِحة؛ الأعمى فقط مَن لا يرى الغاية مِنها، فقد أبتدأها السيد السيستاني بِضرورة إصلاح القَضاء، ثُم مُحاسبة الفاسِدين، وإرجاع الأموال المُهربة بالسِحتِ الحَرام، لِينطلق بَعيداً بالمطالبة بإصلاح النِظام السياسي، وإنهاء ظاهِرة المناصِب بالوكالة، معَ الإلتفات التام للملف الأمني، وبناء القوات الأمنية.

هَذه الخارطة وإن أظهرت إعتِصاماً شَعبياً يُفخر بِهِ؛ إلا إن محتواها غاب عن مَطالبِهم، بَل إنهم صَدقوا (بالونة الإختبار) التي أطلقتها الحُكومة، وظلّوا يطالبون بما تُريد أهواء السيد العبادي!

النَظرة مِن بعيد تأخذنا لعِدة أحتمالات؛ أهونها شرٌ كَبير، وأعظمها قَد يؤدي بالعملية السياسية حديثة العهد إلى الزوال، وهنا؛ قَد يَنجح أعداء العِراق بخلق فوضى لها أول وليس لها آخِر:

الإحتمال الأول: أن يَنجح السيد العِبادي بالتغيير الوزاري الذي يبغيه، فيتم تبديل كُل الوزراء المنتمين للكُتل السياسية المؤيدة لحكومته، بشخصيات (غير معروفة ولا تمتلك قاعدة جماهيرية)، ما يجعلها حكومة مَهزوزة، تقضي العامين القادمين بالدفاع إعلامياً عن جَدارتها، تاركةً الطريق الحقيقي لإثبات الجَدارة.

الأحتمال الثاني: أن يرضخ السيد العبادي لقرار الكُتل، ويطلب منهم ترشيح بدلاء، مثلما أشترط التحالف الكُردستاني وتحالف القوى الوطنية، وهذا الخِيار يُثبت جَلياً، إن أصل التغيير الوزاري ما هوَ إلا مُناورة لإلهاء الرأي العام.

الإحتمال الثالث: أن يبقى الوضع على ما هو عَليه، فيتحول الإعتصام تَدريجياً إلى عِصيان مدني، بِفعل التَصريحات اللا مسؤولة للطرفين (الحزب الحاكم والمُتظاهرين)، وهذا ما قَد يُمهِد لما لا يُحمد عُقباه.

إنَ كُلٍ منَ الإحتمالات أعلاه؛ لا يدخل من قَريبٍ أو بعيد بخانة الإصلاحات المنطقية، التي ينتظرها الشعب كما تنتظرها المرجعية، والخيمة الخَضراء إذا لم تَنجح بإنهاء فَساد المِنطقة الخَضراء، فهي لَم تُحقق الهَدف المُراد مِن وجودها، وهذا الأمر (بمقدمات ما تَشهده المطالبات) لن يتحقق، ولن يرى النور، وسوف تُرفع الخيمة فيما تَبقى المِنطقة الخضراء تتخبط سياسياً وحكومياً..

خُلاصة ( اللون الأخضر) الذي طغى على المَشهد؛ إذا لم يلتفت أحد الأطراف إلى الإصلاح الحقيقي، فإنه سيبقى صِراعاً لا يُقدم و سيؤخِر، أما الإصلاح فخارطتهُ معروفة، ومؤسسيه داعمين بِقوة لإنجاحِه، وهناكَ من القادة السياسيين مَن وضعَ نِقاط التنفيذ على مَشروع الإصلاح، الأفضل أن يتمسكَ كِلا الطرفين بِهم..

النهاية
رایکم
آخرالاخبار