۸۸۰مشاهدات
رمز الخبر: ۲۹۵۷۹
تأريخ النشر: 28 September 2015
شبکة تابناک الاخبارية: کتب الكاتب السعودي عبدالعزيز المكي في مقال له: لم تجف بعد دماء الحجاج ال108 الذين استشهدوا بسقوط رافعة البناء في الحرم المكي قبل أكثر من عشرة أيام، حتى تكررت هذه الفاجعة بمنى هذه المرة، وبصورة أكثر فضاعة.

فقد قتل نتيجة تدافع أمواج الحجاج بحسب الروايات غير الرسمية 1200 وجرح أكثر من 2000من الحجاج، وبحسب الرواية الرسمية للنظام السعودي، فقد قتل 717 حاجاً وجرح أكثر من 900 آخرين، وكلا الروايتين تؤشران إلى فداحة المصيبة التي ألمت بحجاج بيت الله الحرام، وإلى فجاعة الفاجعة المروعة.

وفور وقوع الحادثة، أعلنت بعض المصادر الخبرية، نقلاً عن شهود عيان، أن ما حصل كان نتيجة زحام شديد بسبب إقدام الأجهزة السعودية المنظمة لحركة حجاج بيت الله الحرام على إغلاق بعض الطرق التي يسلكونها، لكن السلطات السعودية سارعت إلى نفي هذه الرواية وحمّلت الحجاج مسؤولية ما حصل من مجزرة لهم، بسبب تدافعهم، وبسبب عدم التزامهم بالمقررات و بالنظام على حد مزاعم هذه السلطات .

 

ما حقيقة ما جرى

هل فعلاً حصلت الفاجعة بسبب عدم التزام الحجاج بمقررات الأجهزة الأمنية السعودية، وبعدم مراعاتهم للنظام؟ كما ادعى هذا الأخير وقبل إجراء إي تحقيق؟ لتكريس هذا التفسير، شكلت السلطات السعودية لجنة تحقيق توصلت إلى تأكيد هذه الرواية ونفت الروايات الأخرى التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام، ومنها ما يلي.

الروية التي ساقها المغرد السعودي مجتهد، وقال فيها أن الفاجعة وقعت عندما تأخر القطار الذي ينقل الحجاج من منى 4 ساعات، فاكتظ الطريق بالحجاج واشتد الزحام بشكل لا مثيل له ما أّدّى إلى التدافع وإلى حصول الحادثة، وهذه الرواية ضعيفة جداً، وهي لا تختلف عن رواية آل سعود، وغير دقيقة، بل سخيفة أيضاً، المراد منها تبرأة آل سعود من مسؤولية ما حصل في منى لحجاج بيت الله الحرام.

الرواية القائلة بأن السلطات السعودية أقدمت على سد بوابات الطريق الذي سلكه حجاج بيت الله الحرام بعد رجوعهم من العقبة لمرور مسؤول سعودي كبير مع موكبه، قيل انه ولي ولي العهد محمد بن سلمان، مما تسبب ذلك في تكدس الحجاج وزحامهم وتدافعهم، ما أدّى إلى حصول هذه الفاجعة المروعة، والإشارة أن النظام السعودي نفى ذلك، وأعلنت وزارة الداخلية السعودية بعد التحقيق مدعيةً أن الطرق الّتي يسلكها  كبار المسؤولين السعوديين، تقع  بعيدة عن الطرق  الّتى  يسلكها حجاج بيت الله الحرام، وذلك يعتبر إقراراً سعودياً غير مباشر بمرور موكب ولي ولي العهد محمد بن سلمان أو غيره، وللإشارة إلى أن الأفلام التي عرضتها شاشات التلفزه أوضحت بشكل لا لبس فيه مرور موكب هذا المسؤول السعودي الكبير في حين أن الأجهزة المشرفة على التنظيم وحمايات المسؤول كانت قد أغلقت الشارع حتى مرور الموكب، وبالتالي التسبب في هذا الزحام وفي الحادثة حيث بينت تلك الأفلام تجمع الحجاج بشكل مكثف وراء الحاجز، الذي فتحه المنظمون بعد مرور الموكب .

الرواية التي تقول أن حادثة منى، هي سيناريو مكرر لحادثة الرافعة، فحادثة الرافعة استهدفت بحسب الروايات المتواترة إخراج مجموعة بن لادن للمقاولات والبناء من المشهد، وإحلال مجموعة (نما) التي يملكها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وفعلاً التحقيقات السعودية انتهت إلى تحميل مجموعة بن لادن المسؤولية لعدم مراعاتها إجراءات الأمان والسلامة وبالتالي التسبب في سقوط الرافعة وقتل هذا العدد الكبير من حجاج بيت الله الحرام، ومعاقبة هذه المجموعة بحرمانها من العمل في أي من المشاريع العمرانية والبناء وشق الطرق وإقامة الجسور وما إليها، لتحل محلها بالطبع مجموعة محمد بن سلمان (نما) الصاعدة.

وسيناريو حادثة منى شبيه بالسيناريو الآنف، كما يقول عدد من المحللين، والذين يقولون، إن قتل الحجاج بعد التسبب في هذا الزحام، كان مقصوداً، لإخراج ولي العهد وزير الداخلية محمد بن نايف من حلبة السلطة وبالتالى تمهيد الطريق لصعود محمد بن سلمان إلى قمة السلطة بتولي ولاية العهد وحينها يتنازل والده سلمان لابنه عن منصب الملك، ليضمن تولي ابنه المقام بعده.

ذلك لان محمد بن نايف ووزارته هما المسؤولان المباشران عن حماية حجاج بيت الله الحرام وإدارة وتنظيم موسم الحج، وأي تقصير أو إخفاق في هذا الجانب يتحمل مسؤوليتة بن نايف نفسه، وبالتالي يكون ذلك مبرراً لسلمان ولابنه لإخراج بن نايف أو قص أجنحته تمهيداً لطرده من مناصبه.

المحللون يقولون إن هذا التحليل يستند إلى معطيات كثيرة منها ما تردد في بعض الصحف الأمريكية والبريطانية، وحتى بعض الصحف العربية حول وجود صراع صامت بين بن سلمان وبن نايف، لدرجة أن بعض الصحفيين الغربيين توقع أن محمد بن سلمان سوف  يزيح محمد بن نايف من أمامه قريباً، ومنها ما كشفه "مجتهد" المغرد السعودي الذي دأب على نقل وكشف المستور داخل عائلة آل سعود، فكان قد أشار إلى الصراع بين الرجلين، والى تربص محمد بن سلمان ببن نايف.

يضاف إلى ذلك بروز محمد بن سلمان بشكل لافت في الحركة السياسية والدبلوماسية للنظام السعودي مقابل انزواء بن نايف وهو الأمر الذي دفع بعض المحللين إلى الإشارة إلى دور محمد بن سلمان في تحجيم بن نايف.

وعلى خلفية هذا التحليل، أنا لا استبعد إقدام بن سلمان ومقربيه على استخدام آلة موت خفية، مثل الغاز السام أو ما شابه ذلك، سيما وأن أكثر من شاهد عيان من الحجاج ممن ظلوا على قيد الحياة أشار إلى وجود طائرة هيليكوبتر تحوّم فوق رؤوس الحجاج وما يعزز هذا الاعتقاد هو مشاهد موت الحجاج بهذه الشاكلة، وهذه الأعداد المخيفة، فصحيح أن الحرارة المرتفعة والإرهاق والزحام كل ذلك يؤدي إلى الإعياء وفقدان الوعي وحتى الموت ولكن ليس إلى الحد الذي شاهدناه وتابعنا فصوله في هذه الكارثة .

وفي كل الأحوال، فإن هذه الفاجعة، والفواجع التي سبقتها في هذا الموسم أو في المواسم السابقة، تؤشر بما لا يقبل الشك،بل تؤكد أن النظام السعودي غير كفوء في إدارة شؤون الحرمين الشريفين، وغير جدير بهذه المهمة المقدسة نظراً لإخفاقاته المتكررة في كل المواسم تقريباً وفشله في تنظيم وإدارة جموع حجاج بيت الله الحرام، أثناء أداء مراسم الفريضة، وهذا ما أكده أكثر من مسؤول إسلامي في الدول الإسلامية ولم يقتصر على الايرانيين فقط حتى يوجه باتجاه الصراع السياسي...

هذا أولاً و ثانياً أثبتت الحوادث المتكررة في مواسم الحج أن النظام السعودي لا يهتم بحياة وأمن زوار بيت الله الحرام وضيوف الله سبحانه وتعالى، ولا يكترث لأمنهم رغم مزاعمه وادعاءاته بالسهر عليهم، والدليل انه في الفاجعة الأخيرة حمّلهم المسؤولية.

واعتبرهم جهلاء وغير منظمين أو منضبطين، ما شكل اهانة واضحة لهؤلاء الحجاج الذين قضوا بسبب قصور هذه الطغمة المتسلطة والمتحكمة بشؤون البلاد والعباد. وثالثاً أن النظام السعودي الذي يكفر علماءه ودعاته الوهابيون بعض طوائف المسلمين ويحرضون على قتلهم، كما جاء في خطبة خطيب مكة المكرمة السعودي في يوم عرفه، وغيرها من الخطب السابقة واللاحقة لهؤلاء (العلماء) والدعاة ... إنّ مثل هذا النظام غير جدير بإدارة الحرمين الشريفين اللذين يؤمهما كل شرائح و طوائف المسلمين.

ما البديل؟

البديل هو التحرك الجدي و الفاعل من قبل الدول العالم الإسلامي، ومن قبل علماء ومفكري الأمة الإسلامية لتشكيل لجنة تحقيق تكشف الأسباب الحقيقية لتقصير النظام السعودي، ومن ثم تقديم المسؤولين المقصرين إلى محكمة إسلامية تشكل لهذا الغرض، أو تقديم ملفات الاتهام إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة هؤلاء المقصرين والاقتصاص منهم، هذا من جانب، ومن جانب آخر تشكيل هيئة أو لجنة إسلامية من كل الدول الإسلامية تتولى إدارة الحرمين  الشريفين أثناء مواسم أداء فريضة الحج، لأن بقاء الإدارة بيد النظام السعودي حليف الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، بالقدر الذي تسبب في وقوع هذه الكوارث في مواسم الحج، فأنه سلب الأمن والأمان، وبات الحجاج يتوجسون خيفة مما قد ينتظرهم في موسم الحج من أخطار وحوادث مميتة ..

وهذا من شأنه أن يهدد فريضة الحج مستقبلاً بسبب تردد المسلمين عن أداء تلك الفريضة المهمة في حياتهم ، سيما وأن حلفاء آل سعود الأميركيان والصهاينة يتوقون إلى القضاء على هذه الفريضة تزامناً مع ما يقومون به حالياً وبواسطة آل سعود فى تشويه للإسلام بإطلاق الإسلام الوهابي عبر التكفيريين وقتلهم وذبحهم للمسلمين وتكفيرهم إياهم.

وإذا لم تجد حكومات الدول الإسلامية، وإذا لم يتحرك علماء ومفكرو الأمة بهذا الاتجاه، فإننا نعتقد أن آل سعود سيواصلون هذه السياسة، وسنشهد في المواسم القادمة للحج، المزيد من الفجائع.

النهاية
رایکم
آخرالاخبار