۳۵۱مشاهدات
أمام مرحلة جديدة من التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي تعصف بالعالم والإقليم، يبدو أن بيت الحكم في البحرين اتخذ عددا من الإجراءات الاستباقية المموهة لمواجهة تبدل موازين القوى الذي فرضه الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى.
رمز الخبر: ۲۹۲۲۵
تأريخ النشر: 25 August 2015
شبكة تابناك الإخبارية : وفي الحين الذي تعيد فيه الحكومتان البريطانية والإيرانية فتح سفارتيهما في لندن وطهران بعد 4 سنوات من إغلاقهما، تبدو خريطة المنطقة ذاهبة إلى التداخل ما يثير مخاوف لدى غالبية أنظمة دول مجلس التعاون والبحرين تحديدا من زيارة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إلى العاصمة الإيرانية طهران والتي ستفتح آفاقا جديدة وغير مسبوقة بين البلدين قد تلقي بظلالها سريعا على الأزمات السياسية والحروب الطاحنة في منطقة الشرق الأوسط.

بيت الحكم وعلى رأسه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة يقف مرتعدا أمام اللاعبين الرئيسيين في الموازين الدولية ومؤشراتهم التي لم تعد وفق الأسطوانة المشروخة التي باتت مملة بفعل التكرار في أن "إيران هي السبب”.

لم يقف ملك البحرين مكتوف الأيدي أمام رحلة بريطانيا وهي الحليف الاستراتيجي فأوعز إلى وزير الداخلية راشد بن عبدالله آل خليفة التحدث باسم بيت الحكم وخارج الأعراف الدبلوماسية عن الشؤون الخارجية والسياسية والدينية والحقوقية ليرسم بفحوى الخطاب الذي خرج به مشهدا جديدا يروج فيه لأزمة أمنية في البحرين.

ملك البحرين كان دقيقا في موعد خطابه واستبق ما ستذهب إليه القوى المعارضة بشأن التمييز الطائفي الذي يرزح تحته أبناء الطائفة الشيعية بشكل عام والأصوات المعارضة بشكل عام، لينفي وجود التمييز والاستهداف الطائفي الممنهج في البلاد والذي تفضحه الأرقام و38 مسجداً تحولوا بين ليلة وضحاها إلى ركام.

وفي إطار حملته الترويجية لتدخلات خارجية في شؤون البلاد لإلصاقها بالحراك الشعبي السلمي والذي نفاه رئيس اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق برئاسة البروفيسور شريف بسيوني في تقريره الشهير، لم يكتف خطاب بيت الحكم باتهاماته إلى طهران وإنما أضاف المنظمات الحقوقية إلى خانة التدخلات الخارجية قبل أيام من أعمال الدورة الثلاثين لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف.

وكعادته لم يترك بيت الحكم منهجه في استهداف الخطاب الديني الناقد لسياسات السلطة حيث تطرق وزير الداخلية إلى الخطاب الديني وتوجه النظام في استصدار تراخيص للخطابة مع شرط عدم الانتماء للجمعيات السياسية.

التعابير المموهة كانت واضحة على كلمات الوزير الذي خرج في غير بزته العسكرية وتشعب موضوعاته ليعكس حالة الارتباك في بيت الحكم وتحويل الأزمة السياسية إلى أمنية لم يعد مستغربا حيث لم يكن ممكناً مراقبة تداعيات التقارب البريطاني الإيراني دون مواجهتها سواء عبر حملات دعائية أو تصريحات رسمية أو خلايا نائمة ومسلحة في أساطير مل المواطن في البحرين سماعها منذ عقود.

حقائب الوزير البريطاني حزمت والموعد في طهران والمناسبة لا ترى بالعين المجردة من الضفة الغربية لحوض الخليج (الفارسي) حيث تعزز الدول الكبرى في الجانب الشرقي روابط التعاون السياسي والاقتصادي وسبل البحث في القضايا المشتركة مع إيران النووية بينما ينظر بيت الحكم في البحرين بنظرة خوف بعد هذا التقارب الذي سبقت لندن فيه واشنطن رغم القواعد العسكرية التي تحتضنتها المنامة ورغم سؤال الحنين الملكي: من طلب منكم الرحيل؟
رایکم