۷۳۵مشاهدات
علي الأشقر*
رمز الخبر: ۲۸۸۲۰
تأريخ النشر: 27 July 2015
شبکة تابناک الاخبارية - الوعي نیوز: بعد یومین من وقوع الانفجار في مدینة سروج (سوروتش) الترکیة الذي تبناه تنظیم داعش هز أنقرة وحکومتها وادى الى مقتل 30 شخصا وجرح العشرات معظمهم من الاكراد، كانوا يشاركون في مهرجان لجمع تبرعات لاعادة اعمار مدينة عين العرب (كوباني) السورية ذات الاغلبية الكردية؛ أطل الرئيس التركي الأمبراطور العثماني الجديد رجب طيب أردوغان ليعلن الحرب الشاملة على داعش بعد أن كان قد رفض المشاركة فيها قبل عام ضمن ما يسمى بـ"التحالف الدولي لمكافحة الارهاب" بقيادة أمريكا الأرهاب الأول في العالم.

لا يختلف اثنان من أن تركيا بقيادة أردوغان لم ولن تتوانى حتى هذه اللحظة التي أعلنت فيها الحرب على داعش من وضع كافة إمكانياتها الأمنية والعسكرية والأرض والحدود والمطارات تحت تصرف الجماعات الارهابية التكفيرية ووحوش العالم الذين إنسابوا وينسابون من جميع بقاع العالم نحو العراق وسوريا وإراقة دماء الأبرياء والعبث بأستقرار وأمن البلدين والمنطقة رغم كل التحذيرات التي صدرت من عقلاء الناس قبل سنوات لأنقرة والرياض والدوحة من أن هذه الأفعى ستأكل صاحبها ايضاً ولا يمكن التحكم بها وهو ما نشاهده اليوم من الدمام وحتى سروج التركية مروراً بالصوابر الكويتية وسيناء المصرية واليمن والاردن، وبالدور يا عرب الردة .

تركيا التي لطالما اتخذ مقاتلو داعش حدودها وأراضيها معبرا ومركزا آمنا للتجمع والتدريب والانطلاق نحو جارتيها سوريا والعراق، توحي اليوم أنها باتت في حرب مع التنظيم فقامت بتحرك عسكري جوي وبري على حدودها مع سوريا وفي داخل الشمال العراقي وضربت مواقع لحزب العمال الكردستاني بتنسيق سريع مع واشنطن رغم الهدنة بين الطرفين ما فتح الباب بعودة الحرب مع الأكراد ايضاً، ما يطرح أكثر من تساؤل بخصوص سياسة اردوغان القادمة وهل سينخرط ضمن مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل تحالف إقليمي يضم ايضاَ كل من السعودية وسوريا والأردن لمحاربة داعش هذه المرة؟ وهل سيتنازل عن الشروط التي وضعها العام الماضي ومنها القيام بعمليات عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بهدف إسقاطه ويعيد حساباته مع دمشق؟ أم إن الأمور تتشابه لما جرى بين أنقرة وتل أبيب قبل حوالي أعوام إثر الهجوم على سفينة مرمرة .

ففي فجر يوم 31 مايو /آيار 2010 قامت به القوات الإسرائيلية وضمن عملية حربية أطلقت عليها "نسيم البحر "أو رياح السماء" بالهجوم على كبرى سفن قافلة "مافي مرمرة" (MV Mavi Marmara) نظمتها حركة غزة الحرة ومؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية أسطول الحرية محملة بالبضائع والمستلزمات الطبية ومواد البناء مخططة لكسر حصار غزة وعلى متنها 581 متضامناً من 50 بلداً معظمهم من الاتراك داخل المياه الدولية في البحر المتوسط راح ضحيتها عشرة اتراك رفضت تل ابيب حتى يومنا هذا تعويض أهالي الضحايا فعادت العلاقات بين تركيا واسرائيل تزامناً ايام الحرب الاسرائيلية الرابعة على غزة (8 يوليو- 26 أغسطس 2014) وتزويد أنقرة الطائرات الاسرائيلية المشاركة في قتل الفلسطينيين بالوقود، وهو ما كشف عنه النائب المستقل بالبرلمان التركي خاقان شكور وطالب باستجواب اردوغان وحكومته على ذلك .

اليوم الصورة تتكرر ولكن هذه المرة بين الاردوغانية والداعشية خاصة وإن ساحات الاشتباك التركي المزعم مع التنظيم لن تقتصر على المناطق الحدودية كما تزعم أنقرة، فوثائق القضاء التركي تؤكد تورط الاستخبارات ومؤسسة الجيش التركيان في عملية نقل المسلحين الاجانب الى العراق وسوريا ودعمهم لوجستياً ونقل المعدات العسكرية الغربية المتطورة ببترودولارات السعودية وأخواتها الى هذه المجاميع التكفيرية وأن هناك العديد من معسكرات تدريب لهذه التنظيمات الارهابية على الأراضي التركية إضافة الى اتساع نطاق إنتماء الشباب التركي الى تنظيم داعش حسب بيانات الاستخبارات الغربية والتركية ما يعقد الأمور أكثر، كما وإن مسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي وفي تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك"، إتهم أردوغان وحزبه بالضلوع في إنفجار مدينة سروج التركية واستهداف تجمعاً للشبيبة المنتمي للاتحاد الاشتراكي في أحد المقرات التابعة لـ"حزب الشعوب الديمقراطي" الكردي لتلميع صورته الوقحة التي سقطت خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي شهدتها البلاد .

العلاقة بين الحكومة التركية وداعش هي نفس العلاقة الستراتيجية بين اردوغان وتل ابيب حيث استطاع العثماني الجديد أن "يخفي الوجه الحقيقي لسياسته الخارجية وأهدافه تجاه إسرائيل أمام الرأي العام العربي خلال السنوات الماضية خاصة ما قبل سقوط الإخوان في مصر وظهور السياسة التركية على حقيقتها والدور الانتهازي والميكيافلي لتركيا في المنطقة بالتآمر على الدول العربية في إطار مخطط التفكيك وإثارة الحروب الطائفية في المنطقة" - حسب بوابة الفجر الالكترونية.

* الکاتب والباحث اللبناني
رایکم
آخرالاخبار