۹۹۶مشاهدات
رمز الخبر: ۲۸۷۵۶
تأريخ النشر: 22 July 2015
شبکة تابناک الاخبارية - الوعي نیوز: كشف الدبلوماسي الايراني السابق الدكتور صادق خرازي قبل ايام في حديثه للقناة التلفزيونية الايرانية السادسة، عن تفاصيل رسالة سرية بعثتها المملكة العربية السعودية الى ايران أكدت فيها أنها "ستكف عن التدخل في الشؤون السورية، مقابل تخلي ايران عن دعم الشعب اليمني". مضيفاً، أن "السعودية باتت تزحف نحو ايران لحل مشاكلها حيث أنها لن تستطيع من خلال جيش تستأجره أو قوات برية تعمل لها مقابل أموال حل المشاكل التي تواجهها بسبب حربها على اليمن" منذ أكثر من 115 يوماً.

العربية السعودية وبعيداً عن عادتها لم تكذب الخبر ولن تؤكده في نفس الوقت، وإذا ما أخذنا على قاعدة "السكوت علامة الرضا" فأن ما صرح به الدبلوماسي الايراني نابع عن الحقيقة خاصة وإن هناك شواهد اخرى حدثت بهذا الخصوص بين الرياض وطهران عندما دعا وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل الجمهورية الاسلامية الايرانية الى ترك سورية حتى تكف المملكة من التدخل في شؤون العراق، خلال مؤتمر وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة 18 يونيو 2014؛ بالاضافة الى حديث مشابه مع مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان في جدة بتاريخ 25 أغسطس/آب 2014 – حسب مصادر سعودية .

دعوة طهران بعدم التدخل في شؤون العراق وسورية واليمن من قبل السلطات السعودية كليشة قائمة على الدوام في بيانات اجتماعات وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وقممه وكذلك الجامعة العربية، ومنذ انتصار الثورة الايرانية وحتى يومنا هذا بعد أن أحست الأنظمة الخليجية الخطر على مستقبلها خاصة وانها حكومات موروثية تفتقد غالبيتها الى القاعدة الشعبية التي يمكن أن تعول عليها في البقاء إذا ما واجهت عدوان خارجي مثل حرب صدام على الكويت أو تحرك داخلي كما يجري في البحرين حيث يطالب غالبية الشعب بالحرية والديمقراطية والمشاركة في السلطة وحقوق الانسان التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة .

التدخل الايراني في الشؤون العربية ما كان ليحصل لولا الفراغ والخلاء العربي الكبير الناتج عن تفرق شعوبنا وتناحرهم على أبسط الأمور، اضافة الى الإخفاقات الكثيرة في حلحلة مشاكل البلاد العربية عربياً والدفاع عن حقوق الأمة المسلوبة والمنهوبة والمغتصبة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي مر عليها أكثر من ستة عقود ونيف؛ والسماح للبلدان الأجنبية التدخل بين الأفرقاء العرب لتأجيج مشاكلهم كما حصل بين مصر والسودان حول حلايب، أو بين قطر والبحرين، وبين المنامة والرياض حول ملكية بعض الجزر، أو بين سوريا ولبنان حول مزارع شبعا، أو بين الجزائر والمغرب حول صحراء البوليساريو.

المضحك المبكي فيما كشفه الدبلوماسي الايراني هو أن السعودية التي تتوسل اليوم القريب والبعيد لانقاذها من وحل المستنقع اليمني وتركها الحليف الأمريكي الستراتيجي تغوص فيه لوحدها، تريد مقايضة ايران التي أجبرت القوى الكبرى الجلوس معها على طاولة الحوار باسم المفاوضات النووية وأخذت ما أخذت من مكاسب أعترف بها العدو قبل حلفائها وحسبته السعودية ورئيس الوزراء الاسرائيلي بانه "اتفاق تاريخي أسود"، فيما اعترف باراك اوباما رئيس أكبر قوة عالمية خلال خطابه الثلاثاء الماضي بمناسبة انجاز الاتفاق النووي، قائلا: "ان إيران الاسلامية كانت نداً ذكياً للولايات المتحدة الاميركية.. ورغم الخلافات في الماضي لكن يمكننا صنع التغيير" .

الرئيس الأمريكي أوباما ذهب الى أبعد من ذلك كثيراً عندما أكد على أهمية أن تكون إيران جزءا من الحل في سورية، وقال: "لا يوجد حل عسكري للنزاع في سورية الذي استقطب عددا من الأطراف الدولية.. وإن إيران أحد اللاعبين المهمين في النزاع.. وأعتقد أنه من المهم أن يكونوا (الايرانيون) جزاء من هذا"؛ ما أزعج آل سعود أكثر وفتح الباب على مصراعيه بأنه لم يعد بإمكانهم فعل شئ تجاه ايران وعليهم إلتزام الصمت وقبول الواقع بدورها الإقليمي والتماشي معه إن أرادوا البقاء في السلطة كما أوصاهم من قبل وزير الدفاع الأمريكي السابق "كولن باول" .

*الكاتب و المحلل السياسي العراقي
رایکم