۴۱۵مشاهدات
شيئاً فشيئاً، سيدرك المصريون أن الإخوان لم يكونوا هم الهدف الأولي لما تعرضت له بلادهم في 3 يوليو 2013؛ وأن ذنب الإخوان الرئيسي أنهم القوة السياسية الأكثر تجذراً وصلابة والأكبر حجماً.
رمز الخبر: ۲۸۵۵۱
تأريخ النشر: 29 June 2015
شبکة تابناک الاخبارية: قال الكاتب والباحث الفلسطيني في التاريخ الحديث الدكتور بشير موسى نافع، إن هناك أزمة تتفاعل في الداخل الإخواني المصري، توصف أحياناً بصراع الأجيال، وفي أحيان أخرى بالخلاف على استراتيجية العمل في مواجهة نظام 3 يوليو 2013. 

وأضاف الكاتب الذي يعتبر من أهم المفكرين الإسلاميين الذين ظهروا في العالم الإسلامي والعربي في العقدين الأخيرين في مقال بصحيفة "القدس العربي" إن الجماعة تواجه حملة اجتثاث غير مسبوقة منذ عامين، لذلك تصور البعض، لا سيما من خصوم الإخوان، أن الأزمة ليست سوى مؤشر على نهاية مسيرتها الطويلة. 

وتابع: الحقيقة، أن هذه أزمة طبيعية ومتوقعة، ولا مناص منها، وأن نعي الجماعة التي مضى على وجودها زهاء القرن، وكانت طرفاً أساسياً في كل التحولات الكبرى في تاريخ مصر الحديث، نعي مبكر، ومبكر جداً.

ورأى أن الثورة المضادة كانت بالمرصاد، ليس فقط للإخوان المسلمين، ولكن أيضاً، وأساساً، لمسيرة التحول الديمقراطي في مصر، لافتا إلى حل مجلس الشعب بقرار قضائي غريب وغير مبرر، ووقفت قوى الدولة المصرية وانقسام معسكر الثورة في وجه محاولة الرئيس المنتخب لإعادة المجلس للانعقاد. وبعد أقل من عام على توليه مهامه الرئاسية، وبغض النظر عن الجدل حول درجة تحكمه الفعلي بمقاليد الحكم والدولة، أطيح بأول رئيس مدني، منتخب، للجمهورية، بقوة الجيش ومؤسسة الدولة، وفي ظل انقسام شعبي حاد، وتأييد صريح ومنقطع النظير من دول عربية خليجية.

وأشار الكاتب إلى ان الإخوان يتعرضون اليوم لحملة شيطنة تقودها أجهزة رسمية، وتشارك فيها مؤسسات إعلام وصحافة، رسمية وغير رسمية، كما أجهزة نيابة وقضاء وأمن. ولكن، وكما في السابق، فإن حالة الانقسام الشعبي، التي سمحت لهذه الحملة أن تحقق بعض المكاسب، لن تطول.

شيئاً فشيئاً، سيدرك المصريون أن الإخوان لم يكونوا هم الهدف الأولي لما تعرضت له بلادهم في 3 يوليو 2013؛ وأن ذنب الإخوان الرئيسي أنهم القوة السياسية الأكثر تجذراً وصلابة والأكبر حجماً.

واوضح أن الهدف، كان عملية التحول نحو الحرية والديمقراطية برمتها، التي لم تستطع أجهزة الدولة تقبلها أو الخضوع لمسارها؛ وأن البديل الذي استعاد السيطرة على مقاليد الحكم ومقدرات الدولة، في الحقيقة، ليس سوى القديم ذاته، القديم الذي سيطر على الحكم والدولة طوال أكثر من قرن قبل ثورة يناير؛ وأن لا مفر أمام المصريين، إن أرادوا مستقبلاً أفضل لأبنائهم، من تجديد إيمانهم بقدرتهم على التغيير وفرض إرادتهم على مؤسسة الدولة ونظام الحكم.
رایکم