۱۲۴۴مشاهدات
رمز الخبر: ۲۸۱۹۹
تأريخ النشر: 27 May 2015
شبکة تابناک الاخبارية: خلال أشهر قليلة تكررت صورة الارهاب التكفير في المنطقة الشرقية لتضرب هذه المرة بلدة قديح بالقطيف موقعة 22 شهيداً و106 مصاباً أثناء تأديتهم صلاة الجمعة في مسجد الامام علي (رض) في ذكرى مولد الحسين بن علي نجل الرسول (ص) - حسب اعلان وزارة الداخلية، ما أعاد للذاكرة حادثة قرية الدالوة بمحافظة الأحساء قبل سبعة أشهر وفي مناسبة دينية اخرى لأبناء الطائفة الشيعية في يوم عاشوراء راح ضحيتها سبعة من المواطنين الأبرياء وأصيب ثلاثة عشر آخرون.

تشابهت وتطابقت التصريحات التي أدلى بها المسؤولين الأمنيين السعوديين من حيث المضمون والتعبيرات والكلمات في كلا الحادثين الارهابيين الذين ضربا شرق السعودية مسرعين الاعلام بتوقيف واعتقال المتورطين ومن معهم في سرعة قل نظيرها حتى في العالم المتقدم فكيف ببلادنا وهي من العالم الثالث المتخلف، حيث أعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية عن اعتقال 77 من المتوطين في حادثة الدالوة بعد أربع وعشرين ساعة من وقوع الجريمة.

المتحدث، أوضح أنه تم القبض على جميع المنفذين الرئيسـين المشاركـين فعـلياً في الاعتداء الإرهابي في الدالوه وعددهم 4 جميعهم سعوديون، بينهم ثلاثة سبق إيقافهم على خلفية قضايا الفئة الضـالة وأطلق سراحـهم بعد إنتـهاء مدد محكـومياتهم وهم (عبدالله بن سعيد آل سرحان) و(خالد بن زويد العنزي) و(مروان بن إبراهيم الظفر)، كما تم ضبط الأسلحة التي استخدمت في الحادث وفقاً لتقرير المعمل الجنائي.

هذه المرة أيضاً كشف الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، أنه تم القبض على 95% من مخططي ومنفذي الجريمة الإرهابية التي استهدفت مسجد الامام علي بن ابي طالب في القطيف؛ نقلاً عن ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي حضر يوم أمس الثلاثاء لتقديم تعازي الملك سلمان لأهالي القطيف وأسر وذوي شهداء الحادث الارهابي الاجرامي خلال مجلس عزاء بقاعة الملك عبد الله للاحتفالات بالقديح، وإطمئنانه على سلامة مصابي الحادث الإرهابي في مستشفى القطيف المركزي!

سبعة أشهر الفترة الزمنية بين حادثتي الدالوة بالأحساء والقديح بالقطيف، تشابه في الجريمتين ووقوعهما في أماكن دينية تعبدية، وفي مناسبات دينية مقدسة، واستهداف مواطنين أبرياء شيعة يؤدون شعائرهم، ومنفذي الجريمتين إرهابيون من أبناء الوطن يرتبطون بجماعات متطرفة، والتصريحات المنددة بالجريمة وسرعة التحرك الحكومي للقبض على المجرمين واحدة وفي شكل متسق دون اختلاف ما يوحي أن السلطة الحاكمة ومن يدور في رحاها يتهربون من مواجهة الحقائق المرة التي أدت لحدوث مثل هذه الأعمال الإرهابية الموجهة ضد المواطنين الشيعة من أبناء المملكة، وتحت حجج ومبررات واهية وغير أخلاقية أو إنسانية، وتصورات واهمة.

المحللون الأمنيون يرون أن عدم إعتناء السلطات المحلية والمركزية بسلامة أمن المواطن وراء تكرار مثل هذه الاحداث الاجرامية وفي منطقة واحدة يقطنها غالبية من الطائفة الشيعية وفي فترة زمينة قصيرة، مشددين أنها تريد أن تجعلهم ضحية وكبش فداء لامتصاص ضربات الفكر التكفيري الارهابي مثل داعش والقاعدة المتفشي في المملكة لتكون السلطة والمناطق التي يقطنها أبناء الطائفة السنية في المملكة بمنأى ومأمن من مثل هذه الأفعال الشنيعة.

كما أن قيام مثل هذه الأعمال لن يتم في المملكة دون ضوء أخضر من سلطة قوية تدعمها ولها دور لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المقتضي، وزير الدفاع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على سبيل المثال ليبعث عبرها رسالة لغريمه وزير الداخلية الأمير بن نايف الذي تحداه في قضية إصراره على إعدام عالم الدين والداعية الشيعي الشيخ باقر النمر.

البعض الآخر يرى إنها ربما تكون رسالة من الأخير لابناء المنطقة بعدم الخروج عن بيت الطاعة لآل سعود والقبول بالواقع المفروض عليهم منذ عقود طويلة مسلوبي الحقوق والمساواة، ما يفسر مطالبة أبناء المنطقة منحهم الحق في تشكيل لجان لحماية أنفسهم ليكونوا بمنأى ومأمن من صراعات الأمراء وتناحرهم على السلطة من جهة، ومن جهة اخرى بعيدين عن إرتدادات الفكر الوهابي المتطرف المتفشي في المناهج المدرسية والخطاب الاعلامي الرسمي المحرضان الرئيسيان على الطائفية، الذي طالما طالبوا السلطة بتغييرها والحد منها لمنع العبث بأمنهم ووجودهم واستقرار بلادهم وتعايشهم السلمي مع سائر أبناء المملكة بعيدين عن الصراعات الطائفية كما كانوا حتى الآن.
رایکم