۳۳۰مشاهدات
هي استمرار للمجازر المروعة التي تابعنا مشاهدها الدموية الشبيهة بمجزرة القديح، في المدن الاخرى طيلة أكثر من عقد من الزمان ،في باكستان ولبنان وليبيا وسوريا واليمن، يقوم بها أفراد التيار التكفيري السعودي.
رمز الخبر: ۲۸۱۴۶
تأريخ النشر: 24 May 2015
شبکة تابناک الاخبارية: کتب الكاتب سعودي حسين العندليب في مقال له حصل موقع شفقنا علیه حول التفجير الأخير في منطقة القطيف: مشاهد مروعة وبشعة ودموية تهتز لها الأبدان، وتبكي القلوب، أجزاء بشرية وقطع متناثرة في فناء المسجد، الدماء صبغت جدرانه، تلك هي صور من مجزرة مسجد الإمام علي عليه السلام في مدينة القديح بمنطقة القطيف السعودية.

هذه المجزرة، المروعة البشعة، خلفها تفجير انتحاري لأحد أتباع التيار الوهابي التكفيري عندما دخل صفوف المصلين يوم الجمعة في المسجد وفجر نفسه، أثناء تأدية صلاة الجمعة، ما أدى إلى استشهاد واصابة، اكثر من 120 مصليا. هي استمرار للمجازر المروعة التي تابعنا مشاهدها الدموية الشبيهة بمجزرة القديح، في المدن الاخرى طيلة أكثر من عقد من الزمان ،في باكستان ولبنان وليبيا وسوريا واليمن، يقوم بها أفراد التيار  التكفيري السعودي.

وخرجت يوم أمس المظاهرات العفوية الاحتجاجية ضد آل سعود، عكست حال الثبات والصمود والدفاع عن المقدسات والتحمل والصبر عند أهالي القديح وفي الأحساء والقطيف وباقي المناطق الشرقية .

وفي أول رد فعل للنظام السعودي على الجريمة، جاءت علي لسان مفتي النظام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حيث رأى «ان ما حدت في احد المساجد ببلدة القديح في القطيف جريمة الهدف منها محاولة إثارة وإيجاد فجوة بين أبناء الوطن داعيا السعوديين أن يكونوا يدا واحدة» على حد قوله ...

ومن الواضح أن النظام السعودي من خلال تصريح آل الشيخ يريد أن ينفي عنه المسؤولية بينما كل المؤشرات والدلائل تدين النظام وتؤكد انه يتحملها كاملة عن هذه الجريمة النكراء وارتكابها بهذه البشاعة والتي لايمارسها إلا أزلام هذا النظام ضد المسلمين، وأسيادهم الصهاينة والأميركان والبريطانيين ويمكن أن نسوق جملة من هذه الموشرات وهي:

أولا: إن ارتكاب الجريمة جاء متزامنا مع الهجوم العنيف على الشيعة الذي شنه في خطبة صلاة الجمعة، إمام الحرم المكي الذي يعين من قبل البلاط الملكي السعودي، إذ يمثل الخط الديني للنظام ولا يتفوه بأي موقف دون أوامر من النظام السعودي نفسه، فهذا الخطيب شن حملة تحريضية ضد «الرافضة بحسب وصفه» أي الشيعة ودعا إلي إبادتهم وقتلهم، ما يوشر ذلك إلي مباركة النظام السعودي لأي عمليه قتل تحدث للشيعة. وان هذه الجريمة جاءت بأمر منه او بصمت منه على الاقل.

ثانيا: إن الإعلام السعودي ومن يدور في فلكه من الإعلام العربي والإسلامي والغربي، باستخدام البترودولار، ظل طيلة العقود الماضية يمارس التحريض الطائفي ومحاولة تحشيد السنة ضد الشيعة، متبنيا لركن أساسي من أركان المشروع الصهيوني الأميركي في المنطقة، الذي وضعت اسسه النظرية وخططه التفصيلية في مؤتمر هرتزليا الصهيوني.. والذي حضره كبار خبراء ومفكري ودهاقنة الصهاينة في كل الاختصاصات الأمنية والعسكرية والسياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية جاءوا في مختلف بلدان العالم حيث وضعوا استراتيجية ترتكز على محور أساسي وهي استنزاف الامة بإثارة الخلاف السني الشيعي ومنذ ذلك الوقت جند النظام السعودي كل إمكاناته المالية والسياسة والإعلامية والأمنية وأخيرا العسكرية في خندق التحريض ومحاولة إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين.

ثالثا: إن هذا النظام مسؤول مباشرة عن حفظ امن المواطن الذي يعيش في هذه الدولة التي يحكمها آل سعود (القوانين الدولية تقول انه حتى الدول المحتلة مسؤولة عن امن اصحاب الارض )، فكيف تستطيع مخابرات هذا النظام كشف شبكة كبيرة تضم عشرات التكفيريين الوهابيين الذين تقول السلطات أنهم كانوا يستعدون لارتكاب أعمال تفجير وقتل في السعودية، ولا تستطيع كشف وهابي يقوم بهذه المجزرة، سيما وأنها أي الاجهزة القمعية للنظام تحصي حتى الأنفاس علي المواطن السعودي فضلا عن أن لديها دراية ومعلومات هائلة عن هؤلاء الإرهابيين، بحكم أنها من تعدهم وتخولهم للقيام بمهمات في سوريا والعراق واليمن، مهمات قتل وتفجير والاشتراك في الحروب في هذه البلدان التي تشنها جماعات التكفير ضد مواطني تلك البلدان، وهذا ما اعترف به كبار الساسة والصحف الأميركية والغربية، إذن هذا الإرهابي تحرك ولبس الحزام الناسف بإشراف وتوجيه من المخابرات السعودية دون أدني شك.

رابعا: من له مصلحه في ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء هو النظام السعودي واسياده الأميركان والصهانية لإثارة الفتنة الطائفية كما اشرنا قبل قليل بتوتيره الأجواء بين السنة والشيعة وزرع الضغينة وصولا إلي إثارة الحرب الطائفية بين الاخوة ، وفي الحقيقة إن مصلحة النظام السعودي في ارتكاب المجزرة تتعدى ذلك إلي ما يلي: آل سعود مصابون بالهلع والخوف من الوضع الداخلي بسبب التغييرات الأخيرة التي طرأت على تشكيلة الحكم من جهة ومن جهة اخرى جراء تزايد تذمر الشعب داخل المملكة بسبب انسداد افق اي بارقة أمل للاصلاح ثم الحرب الظالمة التي شنها هذا النظام علي اليمن حيث يعارضها معظم المواطنين وللإشارة، فإن الرئيس الأميركي اوباما قال في تصريحاته الأخيرة  :ان اكثر ما يتهدد النظام السعودي هو الداخل بسبب انسداد افق الإصلاحات وليس إيران)، ولذلك يحاول النظام  إشغال الداخل بعدو وهمي هو شيعة الأحساء والقطيف فضلا عن إيران، فمنذ سنوات والنظام السعودي وإعلامه سلب هؤلاء الشيعة  في المناطق الشرقية حق مواطنتهم في هذا البلد باتهام بيانات وزارة الداخلية وبعض مسؤولي النظام أضافه إلي بعض مشايخهم الوهابيين، بأنهم صفويين وإيرانيين وطابور خاص وعملاء للخارج وما إلي ذلك.

ومحاوله التغطية علي فشل الحرب في اليمن، سيما وان اليمنيين بدوا يكيلون الضربات لقوات النظام السعودي علي الحدود وقد تركت هذه الهزائم أصداء واسعة على الأوساط الاجتماعية والرأي العام في الداخل، مما له الأثر في ازدياد الاحتقان والتوتر بين هذه الأوساط وضد النظام سيما وان هناك قبائل متعاطفة مع متعب بن عبدالله ومقرن بن عبدالعزيز آل سعود وقد شد أنظار الشعب في هذا البلد إلى ما يجري في الداخل.

ولعل الأمر الأهم، محاولة إرعاب وترهيب الإخوة الشيعة في المناطق الشرقية ثم تخويفهم لمنعهم من التحرك ضد النظام السعودي سيما وان هذه المنطقة أسوة بمناطق السعودية الأخرى كجدة ونجران والحجاز وحتى الرياض نفسها تشهد تحركا شعبيا يطالب بالإصلاحات والانصاف واحترام الحقوق الإنسانية في هذا البلد، حيث يقمع النظام السعودي بقوة هذا الحراك الجماهيري.

فالنظام أراد بهذه الجرعة ايصال رسالة للاخوة الشيعة بان مصيرهم القتل علي يد التكفيريين وغيرهم ان هم اغتنموا فرصة انشغال النظام بالحرب علي اليمن، وتقدم اليمنيين داخل الأراضي السعودية، لكن مراسم التشييع ستتحول إلى مظاهرات عفوية عارمة مفعمة بالتحدي والثبات كما اشرنا.

محاولة النظام الايحاء بانه مستهدف من التنظيمات التكفيرية، ولكن هذا الإيحاء لاينطلي على الرأي العام، لأن النظام يشكل المرجعية الفكرية والمالية والإعلامية لمنظمات التكفير بكل أنواعها ومشاربها ومسمياتها ومازال الحاضنة الرئيسية باعتراف الاميركان وحتى الصهاينة لتفريخ وإنتاج هذا الجماعات التكفيرية القاتلة والمجرمة، ولذلك حتى لو افترضنا جزافا، بأن ليس للنظام يد تنفيدية في الجريمة فانه يعتبر المسؤول الاول والاخير بحكم احتضانه ومرجعيته ورعايته المتواصلة لهذه التيارات التكفيرية.

ولا استبعد ان تستهدف هذه الجريمة، اضافة الى ما اشرنا إليه، زعزعة موقف محمد بن نايف وزير الداخلية والماسك الأساسي لملف الامن الداخلي، بهدف التمهيد لازاحته امام محمد بن سلمان الطامح للوصول الى ارفع منصب في اسرة آل سعود، فبحسب تغريدات مجتهد وما تنشره الصحافة الأميركية والغربية ان ثمة طموح كبير لمحمد بن سلمان لإزاحة بن نايف عن طريقه ليصبح ولي العهد وليس وليا لولي العهد، وتقول هذه المصادر ان صراعا خفيا بدأ يستعر بين الرجلين بدعم من الأمراء والقبائل واذا كان ذلك يحقق الهدف لأزلام النظام فلا ضير في قتل الأبرياء وارتكاب المجازر ضدهم فآل سعود يرتكبون المجازر ضد الأبرياء حاليا في اليمن وقد ارتكبوها على مدى أكثر من عشر سنوات في العراق وفي معظم أرجاء الوطن العربي والإسلامي بل وتاريخهم يشهد أيضا على مجازرهم ضد الأبرياء وقد قام حكمهم على جماجم أبناء نجد والحجاز والمناطق الاخرى في الجزيرة العربية.

النهاية
رایکم
آخرالاخبار