۱۷۶مشاهدات
وأضاف «لكن في دول الخليج العربي، تسعى أقلية من المواطنين الأصليين وشركات وافدة إلى الحفاظ على نمط الحياة الفخم عن طريق استغلال طبقة عاملة كادحة تمثل أغلبية».
رمز الخبر: ۲۷۴۳۳
تأريخ النشر: 20 April 2015
شبكة تابناك الاخبارية: تحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في مايو/أيار من العام الماضي عن الظروف البشعة التي يعيشها العمال المكلفون ببناء حرم جامعي لجامعة نيويورك في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويضطر العاملون، الكثير منهم من جنوب آسيا، للاستدانة لدفع رسوم الاستقدام للحصول على فرص العمل هناك، وهذه الرسوم باهظة للغاية لدرجة أنه من المستحيل عليهم سداد ديونهم، ويعملون أكثر من 60 ساعة في الأسبوع، ويتم الاحتفاظ بجوازات سفرهم مع المقاولين الذين استأجروهم. وعندما نظم بعضهم إضرابا اعتراضا على ما يعانونه فقد تعرضوا لضرب مبرح من قبل الشرطة وتم ترحيلهم.

وجذبت المقالة الكثير من الاهتمام ما حدا بجامعة نيويورك أن تقدم اعتذارا علنيا وفوريا للعمال الذين تعرضوا لسوء المعاملة. وحددت الجامعة وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في يونيو/حزيران شركة «نارديلو وشركائها» للتحقيق ومعرفة حقيقة هذه الادعاءات التي نشرت في صحيفة «نيويورك تايمز» ووسائل الإعلام الأخرى.

وخرج التقرير (وصلة خارجية) للنور يوم الخميس، وبينما أشار في كثير من الأحيان إلى النوايا الطيبة لجامعة نيويورك، ويشيد بالمبادئ التوجيهية للعمل والتي تبنتها الجامعة وحكومة الإمارات العربية المتحدة في عام 2009 و 2010، لوحظ أن حوالي ثلث العمال ، البالغ عددهم 30 ألف عامل، مستثنون من هذه القواعد. وأكدت شركة «نارديلو» أيضا أن أرباب العمل قد احتفظوا بجوازات سفر العمال في انتهاك للمبادئ التوجيهية، وأن الغالبية العظمى من العمال دفعت رسوم تصل إلى حوالي 1000 دولار أمريكي إلى 3000 دولار للعمال القادمين من بلدانهم، والتي يمكن أن توصف بأنها مبالغ ضخمة على اعتبار أن العديد منهم يكسب ما يزيد قليلا على 200 دولار في الشهر الواحد.

وتعرضت هذه الأنواع من ممارسات العمل الاستغلالية، التي تنتشر على نطاق واسع في مشاريع البناء في الخليج، لكثير من الانتقادات. وفي مارس/آذار من عام 2014 كتب «أندرو روس»، أستاذ بجامعة نيويورك، افتتاحية بصحيفة «نيويورك تايمز» شجب خلالها هذه الانتهاكات. وكتب «إذا كان للمؤسسات الثقافية والتعليمية الليبرالية أن تعمل بنزاهة في تلك البيئة فيجب عليها أن تسعى بجدية لتغيير القواعد، والتي منها على سبيل المثال لا الحصر: إلغاء نظام دين التوظيف، ودفع أجور المعيشة، والسماح للعمال بتغيير أصحاب العمل متى أرادوا، وتقنين الحق في المفاوضة الجماعية». (وفي الشهر الماضي، تم منع عالم الاجتماع من الدخول إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان ذلك مباشرة قبل الشروع في رحلة بحث مخطط لها).

وذهبت المشكلات الناشئة بسبب مشروع جامعة نيويورك إلى ما هو أبعد من مجرد كونها جامعة أمريكية لا تضمن تنفيذ أو اتباع مبادئها التوجيهية المعلنة المتعلقة بالعمل والعمالة. ويشير تقرير «نارديلو» أيضا إلى أن العاملين في هذه المشاريع لديهم فرص قليلة لتحسين أوضاعهم؛ حيث إن الإضراب في دولة الإمارات العربية المتحدة غير مسموح به قانونيا، وهذا يعني أن مؤسسات مثل جامعة نيويورك بحاجة لضمان أن العمال لا يساء استغلالهم.

وهناك نقطة اتفقت فيها شركة «نارديلو» مع نقاد آخرين بشأن مشاريع البناء في الخليج، وهو أنه ينبغي أن تكون هناك معاملة طيبة وبكرامة للعمال المهاجرين الذين يعملون على تشييد المباني الفخمة.

«تكاد تكون دولة الإمارات العربية المتحدة الوحيدة التي تعتمد بشكل تام على العمال المهاجرين الذين يتقاضون أجورا يمكن وصفها بالمأساة فضلا عن معاناتهم من سوء المعاملة. كل بلد متقدم أو يتقدم بسرعة لديه سجل من العار»، بحسب ما كتبه «روس» العام الماضي في صحيفة «نيويورك تايمز».

وأضاف «لكن في دول الخليج العربي، تسعى أقلية من المواطنين الأصليين وشركات وافدة إلى الحفاظ على نمط الحياة الفخم عن طريق استغلال طبقة عاملة كادحة تمثل أغلبية».

المصدر: الخليج الجديد
رایکم