۶۶۱مشاهدات
انتقل بعدها إلى دمشق بعد انتهاء الحقبة الناصرية الثورية بمصر بموت الرئيس المصري جمال عبد الناصر ثم إلى بيروت التي اختطف فيها في 17 ديسمبر 1979 لصالح دولة آل سعود.
رمز الخبر: ۲۷۳۸۵
تأريخ النشر: 18 April 2015
شبكة تابناك الاخبارية: كتب موقع شفقنا حول ناصر السعيد، هو أول معارض لنظام الحكم في السعودية منذ نشوءها عام 1932. ولد ناصر السعيد في مدينة حائل شمال وسط الجزيرة العربية عام 1923 (أي بعد سقوط حائل بيد عبد العزيز آل سعود بعام واحد).

انتقل إلى الظهران عام 1947 للعمل في استخراج النفط وتكريره مع شركة ارامكو وعاش مع بقيه العمال السعوديين ظروفاً معيشية صعبة فقاد مع زملاءه هناك سلسلة من الإضرابات للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والسكنية ورضخت الشركة لمطالبهم. وفي عام 1953 قاد ناصر انتفاضة العمال للمطالبة بدعم فلسطين وتم اعتقاله وارسل إلى سجن العبيد في الإحساء وافرج عنه لاحقاً، وبعد وفاة الملك عبد العزيز أقيم حفل استقبال للمك الجديد (سعود) في مدينة حائل ألقى فيه ناصر السعيد خطاباً طالب فيه بإعلان دستور للبلاد وبإصلاح وتنظيم الموارد المالية للدولة وحماية الحقوق السياسية وحقوق حرية التعبير للمواطنين وفي عام 1956 غادر من حائل إلى مصر بعدما وصلته معلومة عن صدور أمر بالقبض عليه وإعدامه.

اشرف ناصر السعيد على برامج إذاعية معارضة للحكم السعودي في إذاعة صوت العرب في مصر ثم انتقل إلى اليمن الجنوبي عام 1963 وانشأ مكتب للمعارضة هناك، وتقابل هناك مع أحد العسكريين الشباب المنشقين وهو المعارض السعودي عبد الكريم أحمد مقبل القحطاني وقد اشتركا لاحقا في تأسيس تنظيم اتحاد شعب الجزيرة من القاهرة منتصف الستينيات.

انتقل بعدها إلى دمشق بعد انتهاء الحقبة الناصرية الثورية بمصر بموت الرئيس المصري جمال عبد الناصر ثم إلى بيروت التي اختطف فيها في 17 ديسمبر 1979 لصالح دولة آل سعود.

بعد فرض الإقامة الجبرية على ناصر السعيد، في مدينة حائل، توفي الملك عبد العزيز وتولى الحكم من بعده ابنه الملك سعود. وبعد أن تولى سعود الحكم قام بزيارة لمنطقة حائل، فألقى ناصر السعيد خطابا هناك، في 11 ديسمبر 1953 جاء وكأنه إعلان معارضة، أو هو البيان الأول ”لاتحاد شعب الجزيرة العربية" وهذه مقتطفات منه: «باسم الله وباسم الحق، باسم العمال المعذبين، باسم الفلاحين الذين أصبحوا فريسة للمرابين، باسم البدو المشردين، باسم الشعب العظيم الذي حرم من نور العلم طويلا طويلا يا طويل العمر! هل تجشمتم مصاعب الطرقات الوعرة، بقصد الدعاية لنفسك أم بقصد الترفيه ؟! إذ ليس في مئات المدن والقرى والصحاري التي مررتم بها إلا الفقراء الذين رأيتهم يمدون أيديهم، ضارعين من الفقر والمرض والجهل اللعين..وكان بإمكانك أن تقطع هذه المسافة بالطائرات ولكنك قطعتها بالسيارات..ولهذا نحاول أن نقنع انفسنا أنك جئت حسب الظن بقصد الإطلاع علي ما يلاقيه شعبنا، وعرفت أنت بنفسك بعد أن انكسرت العديد من سياراتك أنه لا يوجد طريق واحد معبد..كما لا يوجد علاج ولا معالج ولا ماء نظيف صحي :ولا دواء ولا عمل ولا مساكن تليق بالإنسان.وهذا ما جعلك تسكن في الخيام في كل مدينة تنزل بها، بما فيها حائل، لعدم وجود ما يصلح لسكناك كملك من مساكن شعبنا.»

عن أرامكو يقول: ”ولهذا فقد شردنا وعذبنا وسرحنا من العمل، حتي أن العمال قد سجنوا سجنا جماعيا خلف الأسوار الشائكة في وهج الشمس المحرقة وقطع عنهم الماء ومنع الطعام، ثم سمح لهم أخيرا بالطعام، ولكنه طعام سم يا سعود. هل تصدق؟ لقد وضع لهم السم في طعام هذا المطعم المسمي بمطعم أبو ربع ريال ومات سبعة عشر من العمال، وقد أسعف الباقون بغسيل بطونهم ،وادعت الشركة الاستعمارية أرامكو انه حدث لهم تسمم غير مقصود لأن قدور الطعام غير نظيفة، ولكنه تأكد من أقوال أحد الأطباء الفلسطينيين الذين يعملون في الشركة نفسها وكشفوا ضمن الأطباء علي حالة العمال المصابين أن التسمم حادث عن طريق سم حقيقي عثروا علي بقيته، و قد ثبت هذا، وأنا على أتم الاستعداد أن أثبت لكم ما أقول".

المطالب التي ناضل من اجلها ناصر السعيد ضمنها خطابه الذي ألقاه أمام الملك سعود في مدرسة حائل في 11 ديسمبر 1953 وذكرها في كتابه (تاريخ آل سعود) كثيرة جدا. له عدة كتب من أهمها: تاريخ آل سعود وكتاب حقائق عن القهر السعودي وكتاب مؤامرة أم خالد وكتاب مجموعة قصائد لم يسبق نشرها.
رایکم
آخرالاخبار