۵۲۰مشاهدات
رمز الخبر: ۲۷۱۸
تأريخ النشر: 24 January 2011
شبکة تابناک الأخبارية: اجرت الجمهورية الاسلامية الايرانية محادثات في اسطنبول من موقع القوة الا ان التقديرات الخاطئة المتجذرة في افكار الطرف الغربي لم تسمح بحصول اي اتفاق.
   
عقدت ايران ومجموعة 5+1 يومي 21 و22 كانون الثاني /يناير الحالي 3 جولات من المحادثات المكثفة والعميقة في اسطنبول، لكن في ختام الجولة الثالثة من المحادثات، تبين ان مجموعة 5+1 غير قادرة علي تحقيق اي اتفاق منطقي ولذا لم تسفر المحادثات عن اي نتيجة محددة.

استخدام عبارة فشل محادثات اسطنبول، قد لا يكون صحيحا. التدقيق المرتكز علي تفاصيل ما مر خلال يومي المحادثات يكشف بان ما حدث هو ان اعضاء 5+1 فشلوا في فرض وجهات نظرهم علي ايران، وان ايران التي نجحت في فرض وجهات نظرها علي الغرب في محادثات جنيف باستمرار المحادثات في اطار جدول اعمال 'الحوار لاجل التعاون'، امتنعت في اسطنبول عن قبول اي مطلب ابعد من هذا الاطار.

قدمت ايران في الجولة الاولي من محادثات اسطنبول التي عقدت يوم الجمعة 21 يناير الحالي، مقترحات عملية محددة في عدد من المجالات لمجموعة 5+1 . تقديم هذه المقترحات احدث صدمة لمجموعة الدول الست لانهم لم يكن يتوقعوا ابدا بان تاتي ايران الي المحادثات بهذا التوجه وثانيا ان ايران اظهرت بهذه المقترحات التي قدمت جميعها في اطار 'النقاط المشتركة للتعاون'، ليس فقط تمسكها بجدول الاعمال المتفق عليه في جنيف، بل درست جدول الاعمال بدقة خلال الفترة من محادثات جنيف الي اسطنبول. في حين ان مجموعة 5+1 لم تقدم خلال فترة المحادثات اي مقترحات عملية في اطار 'الحوار لاجل التعاون' وتطرقت الي نفس المواضيع القديمة والتي كررتها مرارا لاسيما في جنيف وتلقت الاجابة عليها. ايران من جانبها طالبت من 5+1، بالامتناع عن تكرار المواضيع البالية والتطرق الي جدول الاعمال المتفق عليه والتي قدمت ايران مقترحات واضحة وعملية في اطاره.

من جانبها لم ترفض مجموعة 5+1 مبادرة ايران وحتي انها وافقت علي ادراج موضوع بحث النقاط المشتركة علي جدول اعمال المحادثات القادمة، لكن هذا الامر لم يحدث تاليا.

تقدمت ايران في الجولة الثانية من المحادثات التي عقدت مساء الجمعة 21 يناير، ايضا خطوة اكبر، وقدمت آلية عملية لتنفيذ المقترحات التي قدمتها في الجولة الاولي من المحادثات. هنا تفاجأت مجموعه 5+1 للمرة الثانية. الدول الست اعلنت قبل المحادثات بانها تسعي الي التوصل الي اطار عمل مع ايران يحدد اطار سلسلة من المحادثات الشاملة وطويلة الامد. رغم ذلك فان 5+1 ونظرا للعديد من العوامل بما فيها الاختلافات الداخلية الشديدة والتي اتضحت بعد الجولة الاولي من المحادثات، لم تقدم اي مقترح او رد محدد.

قدمت ايران اطار عملها في الجولة الثانية من المحادثات في الوقت الذي كانت يد مجموعة 5+1 خاوية، ولم تعمل اشتون وزملائها اي شيء‌ الا ان يكرروا مطاليب من ايران انتهت صلاحيتها، مثلا انه علي ايران ان تعمل المزيد من بناء الثقة بخصوص برنامجها النووي. السبب وراء ذلك هو ان مجموعة 5+1 ونظرا لتعدد ‌وجهات النظر بين الدول الست لم تتمكن من اتخاذ القرار بتقديم اطار عمل محدد الي ايران.

المبادرتان اللتان قدمتهما ايران اي تقديم اقتراحات محددة للتعاون في اطار الجولة الاولي وتقديم آلية تنفيذية في الجولة الثانية من المحادثات، قد قضي كليا علي التنسيق الداخلي بين مجموعة 5+1، لكن هذا لم يكن نهاية الحدث وايران تقدمت خطوة ستراتيجة اخري كان لها تاثير مهم علي اجواء‌ المحادثات.

الخطوة النهائية لايران تمثلت في توضيح منطق الحوار في اطار جدول اعمال 'المحادثات لاجل التعاون حول النقاط المشتركة ' لاعضاء مجموعة 5+1 والذي اتضح بانه ليس لديهم تفهم صحيح حوله. وكما صرح امين المجلس الاعلي للامن القومي سعيد جليلي في مؤتمره الصحفي يوم امس في ختام محادثات اسطنبول، بان ايران تعتقد بان المحادثات في اطار التعاون، هي التي يمكن ان تتقدم فقط. بعبارة‌ اخري لو اراد الغرب التقدم في المحادثات فعليه ان يلتزم بكل ما قرره في محادثات جنيف وان يضع المواضيع في اطار 'النقاط المشتركة للتعاون'.

فضلا عن ذلك وكما جاء في كلمة جليلي فان ايران اكدت بان المحادثات لاجل التعاون تفرض بعض الضرورات من اهمها امران: 1- احترام حقوق ايران، ويعد تخصيب اليورانيوم احد هذه الحقوق و 2- وقف سياسة ممارسة الضغوط وعدم احترام حقوق ايران مثل اصدار قرارات مجلس الامن وفرض العقوبات. ايران اكدت في هذه المرحلة بانها ليست مسؤولة عن اخطاء الطرف الاخر واذا كانت مجموعة 5+1 قد ارتكبت اخطاء في السابق الحق اضرارا بهذا المسار فعليها ان تعوض عما ارتكبته من اخطاء.

هذه النقطة مهمة جدا بان هذه الامور لم تطرح كشروط مسبقة، بل اعلنت لمجموعة 5+1 بعنوان ضرورات منطقية للحوار من اجل التعاون.

في المقابل فان الجانب الغربي بذل كافة جهوده في المحادثات لاثارة الخطاب القديم المتمثل ببناء الثقة من جانب ايران. المصادر الغربية افادت بان 5+1 طالبت بان تتخذ ايران اولا خطوة لبناء‌ الثقة‌ (مثلا التبادل بشكل غير اقتراح فيينا) ومن ثم تبدأ المحادثات حول المواضيع الاخري .

بالطبع فان هذا الخطاب الذي جعل ايران في موضع الاتهام، يعد امرا مرفوضا. مثلا المصادر الغربية اعلنت عن طرح موضوع تبادل الوقود من جانب مجموعة 5+1 خلال المحادثات. وتري ايران ان هذا الموضوع يمكن ان يطرح للبحث كنقطة مشتركة للتعاون فقط عندما يكون الي جانب العديد من النقاط الاخري، وان مطاليب ابعد من هذا الاطار لم يكن بامكانها بصورة طبيعية ان تثير اهتمام الجانب الايراني. باعتقاد ايران، ان التبادل او اي موضوع اخر، بامكانه ان يدرج علي جدول اعمال المحادثات في حال كان في اطار النقطة المشتركة لكن الجانب الغربي لم يكن متمسكا بهذا المبدأ.

ويمكن القول ختاما ان ايران اجرت المحادثات في اسطنبول من موضع القوة في حين ان الغرب كانت تقديراته خاطئة مرة اخري وتصور بانه قادر علي اخذ تنازلات من ايران. الا ان ايران اكدت مرة اخري بان السبيل الوحيد يتمثل في 'التعاون المنطقي'. ايران تحدثت بشكل محدد، قدمت اساليب عملية لتنفيذ مقترحاتها، لم تتخل عن جدول اعمال جنيف، اوضحت ضرورات مسار التعاون لمجموعة 5+1 ودعت هذه الدول الي الالتزام بهذه الضرورات وبالتالي اكدت بان المحادثات يمكن ان تتواصل لكن فقط في نفس هذا الاطار.
رایکم
آخرالاخبار