۳۹۹مشاهدات
إعتداء إسرائيلي جديد على سورية، دفع ثمنه هذه المرة "حزب الله"، فبعد حوالي سبعة سنوات على إغتيال عماد مغنية في دمشق، أغارت الطائرات الإسرائيلية على سيارتين قرب مدينة القنيطرة على الحدود مع الجولان المحتل، واغتالت عددا من كوادر حزب الله.
رمز الخبر: ۲۵۸۰۵
تأريخ النشر: 19 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : كان من بين الشهداء جهاد مغنية ابن الشهيد عماد مغنية لينضم الى قوافل الشهداء على خطى والده، بالمقابل عقدت القيادة العليا لحزب الله إجتماعاً طارئاً وسط دعوات تطالب بضرورة الرد على هذا العدوان الإسرائيلي، لإنهم يدركون إن هذه الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية ولبنان تشكل إستفزازاً للكرامة العربية والاسلامية وطعناً لها في مقتل، ولا بد من وضع حد لها بأي شكل من الأشكال فقد طفح كيل صبرهم، في إطار هذا ومنذ الإعلان عن جريمة الإغتيال، تعيش إسرائيل حالة متنامية من القلق والخشية غير المسبوقين، فإسرائيل متيقنة من أن الرد آت لا محالة، ومفتقرة في الوقت نفسه إلى معلومات حسية تقودها إلى تحديد مكان الرد وزمانه وحجمه وأسلوبه، الأمر الذي يطلق العنان لتقديرات وتنبؤات إستخبارات واسعة، وهي في أغلبها تقديرات تشاؤمية مقلقة.
إن حالة الرعب التي تعيشها إسرائيل اليوم بفعل التقارير الكثيرة التي تتحدث عن الصواريخ الموجودة لدى حزب الله ومداها البعيد والتي قد تودي بإسرائيل إلى الزوال، فإن عيني رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه شاخصة نحو الساحة اللبنانية والسورية، وخاصة بعد زيادة قوة حزب الله التي تختلف تدريجياً عن الحزب الذي حارب جيش الإحتلال في العام 2006، من حيث تنظيمه الديناميكي الذي يفهم ويتفهم المتغيرات التي دخلت على الساحة الإقليمية والدولية، لذلك فإن الإحتلال يقف الآن أمام عدو صلب وعنيد كونه يملك الخطط العسكرية الحديثة والمتطورة التي ستمكنه من إلحاق ضربة قاسية بإسرائيل، ومن جهتها تدرك إسرائيل إن المواجهة مع حزب الله غير بعيدة، وإنها لا تستطيع الصمود في حرب طويلة لإفتقادها للعمق الإستراتيجي، وهي لذلك تحشد الرأي العام العالمي وتقوم بالمناورات العسكرية لمواجهة هذه الإحتمالات وتركز من جهة أخرى على تنبيه المجتمع الدولي لخطورة إستمرار إيران في برنامجها النووي. واليوم تتابع إسرائيل عن كثب تواجد عناصر حزب الله في الجولان بسبب تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالإنتقال للعمل ضد إسرائيل من الجولان، وفي إطار ذلك تستعد إسرائيل لشن حرب على لبنان ضد مجموعة المقاومة اللبنانية" حزب الله" من خلال بناء شبكة من الأنفاق تحت الأرض وبناء قرية نموذجية في الجولان شبيهة بالقرى الموجودة في جنوب لبنان، بهدف إستخدامها من أجل تدريب قواته البرية ومواجهة مقاتلي حزب الله أو على هجوم بري قد يشنه الجيش السوري من الحدود في هضبة الجولان، لا سيما بعد تدهور الأوضاع على الحدود بين سورية وإسرائيل. إن جريمة إغتيال جهاد مغنية ورفاقه تمثل حدثاً مهدداً للأمن القومي العربي، بقدر كونها تهديداً لأمن لبنان وإستقراره وسلامته، وفي ضوء هذه الجريمة، يجب على الدول العربية التحرك لدى مجلس الأمن الدولي، والمنظمات الإقليمية المختلفة، بهدف الضغط على إسرائيل من أجل وقف جرائمها المستمرة بحق الشعب اللبناني، بما في ذلك جرائم الإغتيالات المتكررة، وما يمكن قوله هنا، هو أن جريمة إغتيال جهاد مغنية تمثل إنعطافاً خطيراً في مسار الوضع اللبناني، وعلى العرب اليوم التحلي باليقظة، وعليهم أن لا يدعوا إسرائيل تجر المنطقة مجدداً إلى حرب هي من يقرر توقيتها وكيفيتها. في سياق متصل ما زال من غير المعروف كيف سينفذ حزب الله تهديداته بالرد، فهل سيقصف أهدافاً في العمق الإسرائيلي بالصواريخ، أم انه سيقدم على تفجير سفارات إسرائيلية أو إغتيال مسؤولين إسرائيليين في الخارج؟.
وهنا يمكنني القول إن نتنياهو يلعب بالنار سواء في لبنان وسورية، ومن المؤكد انه سيدفع ومستوطنوه ثمناً غالياً في نهاية المطاف، ولا نستبعد ان نرى المقاومة اللبنانية والسورية الوطنية تتوحد ضده بطريقة مباشرة او غير مباشرة في المرحلة القادمة، وبالتالي فإن مساعدة كل من إيران وسورية لحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى القوّة الصاروخية التي يمتلكها والقادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل، فضلاً عن قدراته الهجومية التي لا تزال في إرتفاع مستمر من ناحية الكم والكيف، ليس لمصلحة إسرائيل في فتح جبهة مع حزب الله، ليصل الأمر بالمقابل إلى إعتبار أن سيناريو الحرب القادمة مع حزب الله سيكون الأخطر في تاريخ إسرائيل. مما سبق يمكنني القول إن إسرائيل تلعب بالنار وأن جيش الإحتلال يتحمل نتيجة ما يرتكبه الآن، وإن للمقاومة الحق في الدفاع عن نفسها وشعبها، فالحرب القادمة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني ستكون مختلفة تماماً، وستؤلم إسرائيل أكثر مما حصل في حرب لبنان الثانية، وستغير هذه الحرب الكثير من النظريات والعقائد العسكرية في العالم، كما أنها ستدفع بالقوى الدولية لإعادة النظر في حقيقة موازين القوى وسبل قياسها، فحزب الله لن يفاجئ إسرائيل في حجم ترسانة صواريخه وتنوعها فحسب، بل سيفاجأها أيضاً بأسلوبه وجهوزيته القتالية على مستوى العدة والعديد. وأخيراً ربما أستطيع القول إن المنطقة اليوم تدخل في مرحلة جديدة سيكون عنوانها التغيير، وسيتمخض عن المعركة الدائرة مع العدو ولادة شعب عربي متحرر من خوف الأعداء، وسينتج عنها إستعادة المحور المقاوم لدوره، وتعزيز ثقافة المقاومة بين شعوب المنطقة، المستندة إلى برنامج وطني نضالي واحد هدفه تحرير الأراضي المحتلة، وبإختصار شديد هناك توقعات بإنفجار المنطقة برمتها التي أصبحت معرضه لمخاطر الحرب نتيجة المواقف المتعنتة للدول المتآمره على لبنان وسورية، فالحقيقة التي يجب أن ندركها إننا الآن أمام تحدي كبير يتطلب منا التغيير في الإستراتيجيات والأداوت والعودة إلى الكفاح والمقاومة بكل أشكالهما، وكسر حال الصمت لمواجهة إسرائيل الحاقدة على العرب.
المصدر : المنار
رایکم
آخرالاخبار