۲۰۸مشاهدات
تستند المجموعات الارهابية، في اوربا والعراق وسوريا، الى شبكة واسعة من وسائل الاتصال عبر الانترنت التي تنفذ من خلالها حملة مبتكرة تتوجه بها الى الغربيين لتجنيدهم في صفوفها، بحسب ما يقول خبراء.
رمز الخبر: ۲۵۵۹۳
تأريخ النشر: 14 January 2015

شبكة تابناك الإخبارية : تنشط هذه المنظمات، وابرزها داعش و فروع تنظيم القاعدة في العالم، وصولا الى منظمة "الشباب" الصومالية المتطرفة، على شبكة الانترنت، وتعمل على جذب متطوعين غربيين لينضموا اليها، لا سيما في الوقت الحالي في سوريا والعراق.

وتحض هذه المجموعات الراغبين على التوجه الى ميدان المعركة، لكنها ايضا تدعوهم الى نقل العنف الى بلادهم، وهو ما حصل اخيرا في الاعتداء الذي استهدف مقر "شارلي ايبدو" الفرنسية في وسط باريس وعمليات اطلاق النار وحجز الرهائن التي تلته وذهب ضحية هذه الحوادث في ايام 17 قتيلا.

ومنذ عقود تسعى المجموعات الارهابية الى جذب متطوعين غربيين، الا ان الانترنت أعطى بعدا ثوريا ومتقدما جدا لمسعاهم هذا، بحسب ما يقول كلينت واتس، الباحث في مركز "فورين بوليسي ريزرتش اينستيتيوت" الاميركي للابحاث (معهد الابحاث للسياسة الخارجية).

ويضيف "قبل ثلاثين عاما، كان استقدام مقاتلين غربيين الى افغانستان (حيث كان الجهاديون يقاتلون السوفيات) يستغرق وقتا طويلا، هم (الجهاديون) ينتشرون على كل مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك تحدث الامور بسرعة".

وتبين ان الشقيقين كواشي اللذين هاجما مقر اسبوعية "شارلي ايبدو" في السابع من كانون الثاني/يناير كانا مرتبطين بتنظيم القاعدة في اليمن. اما الثالث احمدي كوليبالي، فظهر في شريط فيديو نشر بعد مقتله على يد الشرطة الفرنسية، وهو يبايع زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" ابا بكر البغدادي.

منذ العام 2010، ينشر تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" مجلة الكترونية باللغة الانكليزية بعنوان "اينسباير" (الهام)، يضمنها فكره العقائدي وكيفية تنفيذ الاعتداءات.

في احد اعدادها الاخيرة، اوردت المجلة تهديدا موجها الى فرنسا. ووضعت ضمن لائحة "اكثر الاشخاص المطلوبين" اسم رئيس تحرير اسبوعية "شارلي ايبدو" ستيفان شاربونييه الذي قتل في الاعتداء.

و ﻟ "جبهة النصرة" شبكة مراسلين معروفين بمراسلي "شبكة المنارة البيضاء" لهم حسابات على "تويتر" يقدمونها على انها حسابات الجبهة الرسمية. كما تنشر الجبهة اشرطة فيديو وبيانات على موقع "يوتيوب".

وتستخدم حركة "الشباب" الصومالية من جهتها تويتر للتواصل مع مؤيديها.

الا ان اي مجموعة لم تصل الى قوة تنظيم داعش على الانترنت. ويفضل هذا التنظيم مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة على نطاق واسع على المنتديات الالكترونية المحمية المفضلة لدى تنظيم القاعدة والتي يحتاج مستخدموها الى الحصول على "كلمة سر" لتصفحها.

وانتشر الجهاديون المؤيدون لتنظيم داعش على موقعي "تويتر" و"فيسبوك" بسرعة. ويمكن التعرف عليهم بسرعة من خلال عبارات "هاشتاغ" معينة يستخدمونها مثل "الخلافة_الاسلامية" او "باقية وتتمدد" او علم التنظيم الجهادي الاسود الذي يحمل عبارة "لا اله الا الله".

وفي امكان من يريد الانضمام الى التنظيم علنا ان يقوم بذلك عبر الرد على اسئلة منشورة على مواقع عدة بينها موقع "آسك دوت كوم".

ويقول تشارلي وينتر، الباحث في "مؤسسة كيليام" البريطانية المتخصصة في وضع استراتيجيات حول كيفية مواجهة المجموعات الاسلامية المتطرفة، ان "تنظيم داعش تمكن من تطوير استراتيجية اعلامية حقيقية".

ويضيف ان هناك شكلا محددا للمضمون الاعلامي لتنظيم داعش يسمح بالتعرف على "الدعاية الرسمية" للتنظيم، وهي"مثمرة جدا، وتبث اربعة الى خمسة اشرطة فيديو اسبوعيا".

ويتابع وينتر ان تنظيم داعش يعتمد ايضا على "شبكة واسعة لا مركزية من اشخاص يتملكهم هاجس المشاركة" في ما يؤمنون به ويقومون به. وتمكن تنظيم داعش هذا الاسبوع من قرصنة حساب القيادة العسكرية الاميركية الوسطى على تويتر.

وتقوم معظم المجموعات الإرهابي حاليا بالترويج لعملياتها باللغة الانكليزية، كما ترفق اشرطة الفيديو الخاصة بالمعارك على الارض او بعمليات محددة نفذتها، بتعليقات وشرح بالانكليزية.

ويقول وينتر "انها طريقة للوصول الى شعوب من الصعب الوصول اليها بغير هذه الطريقة"، كون غالبية المسلمين الغربيين لا يتكلمون العربية.

ويحض الاعلام الإرهابي، الغربيين على الانضمام الى الجهاد والقتال، لكنه ايضا يشجعهم على تنفيذ هجمات في بلادهم.

نرجو من القرّاء والمتابعين الكرام، الانتباه الى ان سارق أموال العراق خميس الخنجر ومستورد سونار المتفجرات المزيف، فاضل الدباس، انتحلا اسم "المسلة"، لتسويق "موقعَ" مزيّف، و"فضائية" بنفس الاسم واللوغو "الشعار"، لتمرير فسادهم ودعمهم للإرهاب. نسترعي الانتباه الى ذلك.

قبل اشهر من وقوع الاعتداءات في فرنسا، دعا متحدث باسم تنظيم داعش ابو محمد العدناني اتباع التنظيم في فرنسا الى قتل "الكفار" فيها.

ويقول واتس "يعرفون ان هناك حواجز عديدة تعيق وصول كل من يرغب بالوصول اليهم. وفي غياب امكانية الوصول، يقال للمؤيدين: ابقوا حيث أنتم ونفذوا هجمات في بلادكم، وهذا ما يفسر تصاعد ظاهرة الاعتداءات خلال الفترة الاخيرة".

ويرى الخبراء ان التطرف الذي يتم الترويج له عبر الانترنت، يمكن ان ينقل الى المهتمين بشكل سريع او قد يستغرق الامر سنوات.

لكنهم يجمعون على ان معالجة اسباب التطرف من الجذور هي الطريق لوضع حد للتجنيد.

ويرى وينتر ان على الحكومات ان تعمل على ايجاد حلول للفئات المهمشة وتضم احيانا مسلمين وفقراء، لتجنِّب هؤلاء الانجرار الى التطرف.

رایکم