۲۰۳مشاهدات
ما كان بالإمكان لقوى الامن الداخلي وشعبة المعلومات والاجهزة الامنية أن تقدم بمشاركة مغاوير الجيش اللبناني على تنفيذ العملية الامنية العالية الإحتراف والدقة لإستئصال الإمارة الإرهابية التكفيرية في سجن روميه.
رمز الخبر: ۲۵۵۶۷
تأريخ النشر: 14 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : لولا الغطاء السياسي الذي أعطى القوى الأمنية الضوء الأخضر لتنفيذ خطتها المرسومة منذ فترة لمعالجة هذا الخلل الفاضح في أكبر سجون لبنان. وبحسب أوساط مطلعة فأن هذا الضوء الأخضر جاء أولى ثمرات الحوار الجاري بين حزب الله وتيار المستقبل الذي كان واضحا في خلال جلسات الحوار الأولى بأنه يرفع الغطاء عن أي جهة أصولية سلفية متطرفة تحاول استدراج الفتنة السنية ـ الشيعية إلى لبنان. وقد جاء تفجير جبل محسن الإرهابي المزدوج ليسرع بنقل هذا التفاهم بين حزب الله والمستقبل إلى أرض الواقع عبر تنفيذ عملية تحرير سجن روميه من الإمارة التكفيرية بعد ان كشفت الأجهزة الأمنية عن معلومات دقيقة تشير الى رصد اتصالات داخل المبنى «ب» ومجموعة ارهابية لها علاقة بتفجيري جبل محسن، بالإضافة إلى المعلومات المتوافرة لدى الأجهزة الأمنية التي تشير بدورها إلى أن لإمارة سجن رومية شبكة من الإتصالات تحرك من داخل السجن سلسلة من الخلايا النائمة التكفيرية التي تتلقى أوامرها من هذه الإمارة، التي يمكن القول، وبحسب الأوساط عينها، أنها سقطت بفعل حوار حزب الله ـ تيار المستقبل الذي ستبقى الأنظار شاخصة اليه نظرا لإهمية نتائج هذا الحوار وانعكاساته المرتقبة على التوتر الطائفي والمذهبي الخطير الذي يسود الشارع اللبناني والذي يحتاج إلى تعزيز وتعميق هذا الحوار لتبريد وتنفيس الإحتقانات القابعة في النفوس والتي تستغلها التنظيمات الإرهابية التكفيرية ومشغلوها لتجنيد واستقطاب مزيد من الشباب اللبناني الحاضر أما للذهاب إلى القتال على الجبهات في سوريا والعراق مع الإرهابيين التكفيريين أو الحاضر أيضا لتنفيذ العمليات الإنتحارية كما جرى في تفجيريّ جبل محسن حيث تبين أن الإرهابيين الإنتحاريين هما شابان لبنانيان من قلب مدينة الفيحاء طرابلس.

وأشارت الأوساط الى انه وبعيدا عن سقف الكباش الإقليمي الإيراني - السعودي وهامشه الضيق مع ما يحمل معه من انعكاسات وتأثيرات مباشرة على الساحة اللبنانية والتي تمنع على الأقل في الوقت الراهن تحقيق اختراقات كبيرة في الملفات العالقة في وطن الأرز والتي يأتي انتخاب رئيس جديد للجمهورية على رأس أولوياتها، فقد نجح أيضا الحوار الثنائي الجدي والفاعل بين حزب الله وتيار المستقبل قبل تنفيذ عملية سجن روميه، وضمن سياق التفاهم السياسي بين الطرفين على دعم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بكل الوسائل المتاحة في حربها الضروس على الإرهاب، فإن هذا الحوار الثنائي قد انبثق عنه قرار أمني استراتيجي قضى باعطاء «الحكومة السلامية» الضوء الأخضر لتشغيل الدولة اللبنانية الأجهزة الإلكترونية المتطورة التي اشترتها متذ حوالى خمسة أشهر والتي تسمح لها بالتشويش ووقف التخابر الخلوي والتواصل بواسطة الانترنت. لكن الإدارات المعنية في تشغيل هذه الأجهزة لم يكن لديها بعد الأوامر السياسية لبدء تشغيل هذه الأجهزة الحاضرة والجاهزة للعمل، وهذا الأمر حصل بعد أن اتخذت الحكومة السلامية بالإجماع قرار تشغيلها على ضوء التوافق الذي تم بين حزب الله وتيار المستقبل حول هذه المسالة، حيث أن تشغيل هذه الأجهزة المتطورة قد ساهم بشكل أساسي في كشف خيوط بين منفذي جريمة جبل محسن ومحركهم المسجون في سجن روميه، بعد تعقب حركة الاتصالات لهواتف الانتحاريين.

ولفتت الأوساط الى انه وعلى الرغم من أهمية الإنجاز الأمني النوعي الذي تحقق في سجن روميه إلا أن هذا الإنجاز قد كشف للأجهزة الأمنية عن معطيات وخيوط تدل على مدى هول المخاطر التي تتهدد الوطن بفعل الإرهاب التكفيري الذي يدير خلاياه النائمة في عمق وقلب لبنان من خلال شبكة الإتصالات الممتدة من الرقة والعراق مرورا بالقلمون السورية ووصولا إلى إمارة سجن روميه وعين الحلوة وطرابلس وغيرها من المناطق التي زرع فيها الإرهاب عناصره الحاضرين لتنفيذ مخططاته الإرهابية في لبنان. ما يعني وبحسب الإستنتاجات المتداولة في الكواليس السياسية والدبلوماسية في بيروت بأن الإرهاب التكفيري الذي ينشط بحراكه على الساحة اللبنانية المحلية تقف وراءه جهات إقليمية تعمد عن سابق تصور وتصميم على تحريكه بكل الإتجاهات سواء من خلال الحدود أو من خلال المخيمات أو من خلال إيقاظ الفتنة في المناطق التي شهدت هدوءاً نسبياً بعد سلسلة من المواجهات الدامية في الفترات السابقة، والمقصود هنا مدينة طرابلس التي كان تفجير جبل محسن المزدوج رسالة واضحة في الإتجاه الذي يؤكد على ان القوى الإقليمية المأزومة في المنطقة تريد من التنظيمات الإرهابية التي تدور في فلكها أن تعمل على توتير الساحة اللبنانية من خلال كسر واسقاط التهدئة الأمنية التي تنعم بها عاصمة الشمال بعد تنفيذ الخطة الأمنية التي أنهت جولات القتال العنيفة الطويلة بين باب التبانة وجبل محسن.

الأوساط شددت على ان مخطط ايقاظ الفتنة المذهبية السنية -الشيعية لا يزال مستمرا خصوصا في ظل المعلومات الأمنية التي تتحدث عن أن استهداف لبنان بمزيد من العمليات الإرهابية في بعض المناطق الحساسة التي تثير النعرات الطائفية والمذهبية، يبقى قائما ومستمرا حتى اشعار آخر خصوصا بعد العملية الانتحارية التي ضربت جبل محسن في طرابلس، التي هزت بدورها الأمن الهش الذي يعيشه لبنان منذ تنفيذ الخطة الامنية في الشمال في تشرين الثاني الماضي، سيما أن عملية جبل محسن قد أعادت المخاوف الأمنية من تجدد التفجيرات الانتحارية بالاحزمة الناسفة، بعد ان نجحت القوى الامنية في تفكيك ومداهمة عدد من السيارات المفخخة، أو تلك المعدة للتفجير. وبالتالي أن تحقيق الإنجاز الامني في سجن روميه وأن كان يستحق عليه رجال الأمن في لبنان تنويهاً كبيراً من قبل كافة القيادات والمرجعيات السياسية، إلا أن هذا التنويه السياسي والمعنوي بحسب الأوساط عينها يبقى يحتاج إلى قرارات وخطوات سياسية من شأنها أن تعزز الدعم والغطاء للأجهزة الامنية والجيش اللبناني بعد ان أثبتت بأنها قادرة على توجيه الضربات القاصضمة والموجعة اللإرهاب التكفيري عندما يتواجد التوافق والإتفاق السياسي الذي ساهم حوار حزب الله وتيار المستقبل على بلورته بعد أن بات الفريقان على قناعة تامة بأن الأحداث الأمنية المتنقلة في لبنان تسير ضمن مسار واضح يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار البلد وضرب سلمه الأهلي وعيشه الوطني المشترك من خلال شن العمليات الإرهابية التي من شأنها أن تغرق لبنان بالفوضى وآتون الفتنة السنية ـ الشيعية وعلى ما يبدو بات يعي جيدا تيار المستقبل بأن هناك من يعمل على جر لبنان إلى هذه الفتنة وبأن العناصر التي تستخدم في الشارع السني لهذا الغرهي تشكل خطرا جسيما كبيراً عليه كونها بالدرجة الأولى تستهدف الإعتدال السني بالإضافة إلى بقية مكونات وأطياف المجتمع اللبناني.
المصدر : الديار
رایکم
آخرالاخبار