۱۷۲مشاهدات
زار الرئيس العماد ميشال سليمان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في دار الفتوى.
رمز الخبر: ۲۵۵۵۹
تأريخ النشر: 14 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : أعلن سليمان أن "الاحاديث التي جرت بينه وبين المفتي دريان هي المواضيع التي تشغل بال المواطن، اولا موضوع الارهاب القائم وايضا الموضوع السياسي اللبناني الذي يرتبط بموضوع الارهاب".

أضاف: "أنا اقدر الدور الذي يقوم به مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان كمرجعية دينية، وهذا مطلوب من كافة المرجعيات الدينية في لبنان والعالم العربي، ودوره هو تجديد الخطاب الديني وتوعية الشباب المتطرف واحتضانه وتوعية وتعليم المشايخ والواعظين في المساجد لتجويد هذا الخطاب الديني، وهذا الموضوع ظهر بشكل جيد، فبعد تفجير جبل محسن حصل تضامن مع اهالي جبل محسن وأدين الارهاب. الارهاب يهدف بشكل دائم الى إخافة وترويع وترهيب الناس، ومبدأ الارهاب هو "أقتل شخصا ترهب 10 ألاف"، فالمطلوب ان ندرك هذا الكلام ولا نذهب بالترهيب، وسماحة المفتي يواكب التعليمات التي تصدر من الازهر ومواقف قادة الدول العربية في هذا الاتجاه وخصوصا خادم الحرمين الشريفين ورئيس جمهورية مصر المشير عبد الفتاح السيسي، الارهاب يجب ان يكافح ويتصدى له الجميع والمرجعيات الدينية تعمل على ذلك، فإذا حصل التخويف في المجتمع عندها نبدأ باتهام وخيانة بعضنا لذا يجب ان نلجأ الى الوجوه المعالجة ونتضامن مع بعضنا وندعم مؤسسات الدولة والمؤسسات الامنية والقضائية والمرجعيات الدينية ونلتف جميعا لمحاربة هذا الارهاب".

وتابع: "اما الطرف الثالث المسؤول عن التصدي للارهاب فهو الدولة التي لديها الدور الاهم والاكبر، وهو ان تسحب الذرائع لأي عمل او أي حجة ارهابية وهذا يتأمن اولا بتحقيق العدالة الاجتماعية وهذا امر ليس بسهل، والعدالة القانونية بصدور الاحكام على المرتكبين وانصاف المظلومين، والامر الثاني المطلوب من الدولة هو الحزم في التصرف وعدم الخضوع للابتزاز كي تحفظ كرامة الدولة وكرامة المواطن الذي يؤمن بالدولة ولكي لا تجعل المبتزين يتمادون بابتزاز الدولة لأن لا شيء يقف امام هذا الابتزاز، والدولة أظهرت لنا مظاهر الحزم بردود فعل الجيش وتصرفاته في عدة اماكن وبصموده وإرادته".

واردف قائلا: "الأمر الرابع المسؤولة عنه الدولة هو الحياد، نحن رسمنا خطة عبر إعلان بعبدا، ولم تستطع ان تقوم بذلك، وفي الأمس كان هناك قرار مهم جدا وهو الدخول الى سجن رومية والذي اصبح بظنهم وكأنه حالة شاذة عن الوطن، وكأنه جمهورية مستقلة وكأنه جمهورية الارهاب، انني اهنئ قوى الأمن على القيام بذلك. لقد وافقنا على الحياد، الحياد عن التدخل بالشؤون الاخرى والحياد عن تجنيب انعكاسات الصراعات السيئة على لبنان، والحياد بالتحديد هو الحياد عن الموضوع في الصراع السوري وايضا الحياد عن الصراع اليمني والحياد عن موضوع البحرين والحياد عن شؤون السعودية والحياد عن شؤون ايران، بكل الاتجاهات يجب ان نعتمد الحياد وهذا يتلاءم جدا مع دستورنا والذي منصوص عنه في بعض الاماكن شيء يشبه ذلك وايضا على تركيبة شعبنا اللبناني، فالجهة الشرعية التي هي مسؤولة عن مكافحة الارهاب هم المرجعيات السياسية والاعلامية، ورجال السياسة يجب ان يكونوا عامل جمع وتضامن وليس عامل تفرقة، أي لا نرتكز على الغرائز حتى نحصل على محبة الناس ونستقطب الناس في السياسة ونلجأ للحوار".

وأكد سليمان ان "على رجال السياسة ان يعتمدوا الحوار بين الافرقاء، وهو عظيم جدا وانا أحبذ هذا الحوار إن كان بين "المستقبل" و"حزب الله" وان كان بين "التيار الوطني" و"القوات اللبنانية"، ولكن اريد ان اقول ان الحوار يلزمه شجاعة والشجاعة هنا هي ان تقول الحقيقة وتقبل حقيقة الامر، ليس فقط الذي تريده انت تتكلم عنه، فلكي يصبح الحوار منتجا علينا ان نضع الحقيقة على الطاولة ونقرب الحقائق المشتركة ونراها ونركز عليها ونثبتها، والحقائق البعيدة عن بعضها نقربها الى بعضها، ولكن هذا يتطلب الاعتراف بما تم اقراره في هيئات الحوار السابقة وفي كل المراحل من 2006 الى ما حصل في بعبدا من قرارات بشأن الحوار، ولا يمكن ان يكون منتجا إلا إذا نفذنا هذه القرارات او تعهدنا بتنفيذها بمهلة معينة حتى نستمر".

وقال: "رغم كل شيء، الحوار هو واجب الاعلام، لماذا وضعت انا الاعلام والسياسة؟ لأن الاعلام ينقل عادة المواقف السياسية، وانا اطلب من الاعلام الذي لديه دور مهم في الحفاظ على لبنان والحرية الاعلامية، ولتحترم حرية الآخر واهم شيء هو احترام الشعائر الدينية والاديان، وانا اتمنى عليهم وانا اعرف جوابهم اننا ننقل الذي يجري، هذا صحيح ولكن علينا ان نخفف من الامر الذي يسيئ الى مشاعر الناس والامر الجيد نبرزه أكثر، هذا هو المطلوب من الاعلام، النقل بواقعية ولكنني اعرف الإجابة، انه لمكافحة الارهاب ولكن هذا كله يلزمه مواكبة سياسية، بالسياسة علينا انتخاب الرئيس ولا يجوز ان تبقى الدولة بلا رئيس، والرئيس تمام سلام يدير الامور بشكل ممتاز ورائع ولكن لا يجب ان نتكل على ان الامور سارية ونبقى من دون رئيس، لأنه في النتيجة كل شيء ينتهي والذي ذهب الى مجلس النواب ومدد له مفروض عليه بالحد الادنى ان يذهب وينتخب رئيس ويصبح التداول هناك".

وتابع سليمان: "الامر الثاني هو الطائف وتطبيق الدستور، ويتبين لنا في هذه الفترة بعد 25 عاما، ان الطائف شكل شبكة امان كبيرة للبنان لقد كان السوري وذهب ولبنان لا يزال يحظى ورغم كل الحوادث التي تجري باستقرار سياسي معقول واستقرار امني معقول واقتصادي لا بأس به، لذلك يجب ان نسعى جاهدين لتثبيت اتفاق الطائف أي تحصينه ويتم ذلك بتطبيق اعلان بعبدا وبإقرار الاستراتيجية وبإيجاد مخارج للإشكالات الدستورية. مثلا، عندما لا ننتخب رئيس جمهورية ماذا نفعل؟ هناك دول تحل البرلمان وهناك دول تنزل نسبة الاكثريات المطلوبة للانتخاب، أي هناك حلول ولا يجوز ان نبقى عاجزين امام بعض الاشكالات الدستورية، علينا ايجاد حل لها وليس من موقع تنازع الصلاحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب بل توزع المسؤوليات وكل شؤون الناس وتحصين الطائف، ومن ثم استكمال تطبيق الطائف ولاستكماله بداية، هناك ثلاثة أمور مهمة وهي قانون الانتخاب واللامركزية الادارية والشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، وبهكذا عمل سياسي نحمي الوطن والمواطن، وعن وعي كبير جدا نكون نؤسس عمليا للجمهورية الثالثة التي ستعطي املا للأبناء".

سئل: اهالي العسكريين المخطوفين متخوفون من ردة فعل من بعد ما جرى في سجن رومية؟

اجاب سليمان: "انا مشاعري مع اهالي العسكريين 100%، ولا استطيع ان اطمئنهم بالغيب، ولا اعرف كيف يتصرف الفريق الخاطف، ولكن لا يجوز ان تحصل ردة فعل على موضوع دخول سجن رومية لأنهم نقلوا المساجين من مكان الى آخر ولم يتم ضرب أي احد ولم يقتل احد ولم يجرح احد ولم يهن احد، وهذه العملية هي ملك للدولة وهي ايضا في الوقت نفسه تحمي هؤلاء من تطور وضع معين والوصول الى كارثة ربما يذهب منهم قتلى بطريقة او بأخرى، يجب ان تكون لدينا قوة إيمان وقوة إرادة. كلا لن يقوموا بذلك ومن ثم الدولة والمواطنون يرفضون جميعا هذا الموضوع في لبنان من كل الطوائف وخصوصا الطرف الاساسي الذي هو الطرف السني الذي نهجه الاعتدال، واحذر الخاطفين انهم لن يهربوا من يد العدالة إذا تمادوا في التعرض للبنانيين وللمخطوفين بصورة خاصة".

سئل: في حال لم يتم انتخاب رئيس جمهورية، هل نحن ذاهبون لاتفاق دوحة آخر؟

اجاب: "للأسف، نفكر دائما كيف سيحلون قضيتنا ونحن ليس لدينا حد أدنى من الاتفاق على انتخاب الرئيس، وانا أقول لكل الأطراف من الممكن أن نساير حلفاءنا ومن الممكن أن نقف في السياسة مع حلفائنا إلى حد الوصول إلى مخالفة الدستور ولا يمكن أن أبقى أنا وأن أساند حليفي السياسي بمخالفة الدستور، البلد يلزمه انتخاب رئيس والمؤسسات بحاجة الى رئيس موجود على رأسها وهو الذي يقسم اليمين ويحافظ على الدستور، وهذا مطلب لبناني شامل ومطلب اسلامي قبل ان يكون مطلبا مسيحيا ولا يجوز الاتكال على أحد. نحن يجب ان نتفق على رئيس وننزل الى مجلس النواب وننتخب رئيسا و"لا أحد يحك جلدنا مثل ظفرنا".

سئل: هل توجه تحية لشعبة المعلومات التي قامت بالعملية أمس في سجن رومية وخاصة انه في السابق كان هنالك سهام على هذه الشعبة؟

اجاب: "تقاذف التهم هو خسارة للبلد وشعبة المعلومات ومديرية المخابرات والمديرية العامة للأمن العام جميعهم أجهزة تتضافر مع بعضها في سبيل حماية الوطن، وأنا كنت دائما عندما كنت رئيسا للجمهورية قائدا للقوى المسلحة، كنت أجمعهم بشكل دائم للتنسيق، ولم أر مرة هذا التعارض في ما بينهم ولديهم رغبة في التكامل. فرع المعلومات قام بدور مهم جدا وأنا زرت مقرهم وقدمت لهم التهنئة بما قاموا به، وهذا مثلما زرت الجيش عدة مرات وكل سنة أيضا كنت أزور الجيش حتى أهنئه بالإنجازات التي كان يقوم بها، وأكيد وطبعا أهنئ فرع المعلومات على كل الانجازات التي يقوم بها".

سئل: البعض يقول ان الازمة في لبنان لن تنتهي قبل انتهاء الازمة السورية؟

اجاب: "إذا كان هذا يقال فمن واجباتنا ان نتصرف غير ذلك، وأنا أقول مبادرة وإعلان نوايا في تطبيق إعلان بعبدا هو بداية الحل للازمة في لبنان".

واستقبل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان، الرئيس سليمان، وعرضا الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وشدد حسن خلال اللقاء على "ضرورة ان تحصن القوى السياسية الوضع الداخلي بمزيد من الحوار والتفاهم، وبذل كل الجهود لتمتين الوحدة الداخلية وتعزيز المؤسسات الامنية والعسكرية لضمان استتباب الأمن والسلم الأهلي"، مشيرا الى "وجوب ان ينتهي الشغور في رئاسة الجمهورية واستعادة المؤسسات الدستورية عملها المنتظم خدمة للمصلحة العامة".

وبعد اللقاء قال سليمان: "المواضيع التي بحثنا فيها هي تلك التي تشغل اللبنانيين، كالأمن والإرهاب والملف السياسي، وهي مترابطة ارتباطا وثيقا، ونحن مرتاحون الى تمتع الشيخ حسن بالحكمة والعقل لإدارة النزاعات وتخفيف التعصب واستيعاب الشباب المتطرف، وهذا يتطلب تجديد الخطاب الديني، وتهدئة الشباب وطمأنتهم، وتوعية رجال الدين لإدارة رعاياهم". وأضاف: "شددنا على الحوار بين الطوائف، وحوار المرجعيات الدينية للبحث عن حلول للمعضلات التي تؤدي الى التطرف، فلبنان يجب الا يكون فيه مناخ او بيئة للتطرف، وعلى الجميع محاربة هذه البيئة بالتوجيه والعدالة والحزم، وعدم تأمين البيئة الحاضنة".

وأشار الى أن "الحوادث التي تحصل تبين أن اللبنانيين متماسكون، والحادثة الاخيرة في جبل محسن بينت تضامن اللبنانيين مع اهالي الجبل، ومدى تضامن المرجعيات الدينية مع ابنائه".

وذكر بأن "حرية التعبير تصل الى حدود تعبير الآخر. والممارسة الدينية هي من الحريات العامة، لذلك نتمنى احترام مشاعر الآخرين. صحيح أن الإرهابيين لا يحترمون مشاعر الأديان الأخرى، لكن الحل ليس بالذبح او القتل، بل بالحوار أو اللجوء الى القضاء عند وجود المخالفات، الدولة مسؤولة عن محاربة الإرهاب، والمرجعيات مسؤولة، ويجب عدم استغلال الدين لكسب سياسي او شعبي. هذه الإمبراطورية التي يتمتع بها السياسيون تذهب إذا ذهب الوطن. لا يمكن التلاعب بمصير الوطن ولا تعطيل الاستحقاقات الدستورية، فهذا أمر ممنوع، وسيؤدي إلى كارثة إذا لم نلجأ سريعا الى انتخاب رئيس. وليس مسموحا المسايرة في هذا الموضوع، نحن نساير الحلفاء تحت سقف الدستور والمساندة في مجلس النواب، والمطلوب النزول الى المجلس وانتخاب رئيس".

ثم استقبل حسن وفد أهالي العسكريين المخطوفين، في حضور أمين سر المجلس المذهبي نزار البراضعي وقاضي المذهب الشيخ غاندي مكارم وعضو اللجنة الاجتماعية في المجلس المذهبي أكرم العربي, وأكد أمامه "التضامن الكامل مع هذه القضية الانسانية"، مشيرا الى وجوب قيام الحكومة "من دون أي تأخير بإتمام عملية المقايضة وفك أسر العسكريين المخطوفين، لتأمين عودتهم سالمين الى ذويهم وعائلاتهم ومؤسساتهم".

وشدد على مقاربة الملف "من الناحية الوطنية بامتياز، فهؤلاء العسكريون هم أبناء الدولة والمؤسسة العسكرية كما هم أبناء عائلاتهم، والدولة أمام امتحان عسير لإنهاء هذه المعاناة القاسية للمخطوفين أنفسهم ولعائلاتهم، وعليها ألا تألو جهدا مع الدول الشقيقة والصديقة للمساعدة في حل القضية". وعبر عن "الألم الكبير للخسارة التي منينا بها بالذين قضوا من العسكريين"، راجيا من الله السلامة للآخرين، ومؤكدا أنه "آن الأوان لانتهاء كل هذه المعاناة في أسرع وقت ممكن".

في مجال آخر، أجرى حسن اتصالا برئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي معزيا بضحايا التفجير الآثم في جبل محسن.
رایکم