شبكة تابناك الإخبارية : ذكر مصدر يعمل في المجال الإغاثي في ريف حلب الشرقي أن التنظيم توقف عن
تقديم مساعدات الإغاثة لتلك العائلات منذ أكثر من عام، وباتت أكثر العائلات
النازحة إلى مناطق سيطرته تعاني اليوم ظروفا إنسانية صعبة. وقد برر
التنظيم وقف المساعدات للأسر النازحة بحجة عدم تكريس البطالة بين صفوف
النازحين، وعدم جعل الرجال منهم اتكاليين ينتظرون ما سيقدم لهم كي يطعموا
عائلاتهم!
وتعتبر حاجة النازحين إلى وقود التدفئة من أكثر المسائل الملحة التي تدفع
بالشباب واليافعين إلى الدخول في صفوف التنظيم الارهابي الذي بات يمتلك
الكثير من آبار النفط في سوريا، وذلك لمنحه امتياز الحصول على وقود التدفئة
ووقود السيارات بشكل مجاني.
ويسعى «داعش» إلى ضم فئة اليافعين إلى صفوفه بشكل كبير حيث تعتبر تلك
الفئة الأكثر قابلية للتأثر بأفكاره، وفي الكثير من الحالات يعتمد التنظيم
على هذه الشريحة العمرية لتنفيذ العمليات الانتحارية التي تعتبر من أهم
أساليب قتاله ضد خصومه.
ومعظم العائلات التي تعيش ظروفا إنسانية سيئة هي تلك النازحة إلى الريف
الحلبي الشمالي الشرقي في مناطق مسكنة ودير حافر، حيث تعيش أكثر من 600
عائلة في نحو 10 مخيمات متفرقة تمتد في المنطقة الواقعة بين مدينتي منبج
والباب. وكانت قد شيّدت تلك المخيمات والتجمعات العشوائية على عجل لتقطنها
العائلات التي نزحت من ريف حلب الجنوبي، وبشكل خاص العائلات التي نزحت من
منطقة السفيرة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
كما قام التنظيم منذ أكثر من عام بمنع فرق الإغاثة والناشطين العاملين
فيها من الدخول إلى مناطق سيطرته لتقديم المساعدة للنازحين تحت تهديد
الاعتقال والقتل، وذلك بغية عدم احتكاك الناشطين مع المجتمع النازح الذي
أراده التنظيم مقفلا أمام أي توعية أو تأثيرات غير تلك التي يقوم التنظيم
ببثها في إطار تعاليمه الداعية لمناصرته فقط دون غيره.
وجدير بالذكر أن التنظيم يقدم تعويضات مالية كبيرة لأسر قتلاه بالإضافة
إلى المساعدات المنتظمة التي يقدمها للأسر التي فقدت معيلها بشكل عام. وكان
التنظيم قد حاول منذ استعادته السيطرة على منطقة ريف حلب الشرقي التقرب من
أهالي المنطقة عبر ضخ كميات كبيرة من الإعانات الغذائية. لا سيما أن
المنطقة تتمتع بروابط عشائرية قوية. ويندرج ذلك في إطار سعيه لبناء تحالفات
مع هذه العشائر.
وقد بدأت مجموعات «داعش» الارهابية منذ بداية 2014 بتكثيف ملاحقتها لناشطي
الإغاثة، حيث قتل عدد منهم بعد اختطافهم على خلفية تقديمهم المساعدة
للنازحين ومنهم أعضاء في تجمع «أنا سوري» الذي اقتحم التنظيم مقره واختطف 8
أعضاء منه في 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتمت تصفيتهم في مجزرة مشفى
العيون الأسبوع الماضي، مع عدد من ناشطي الإعلام والإغاثة الذين كان قد
اعتقلهم في وقت سابق. ونفذت هذه المجزرة على خلفية إعلان الجماعات المسلحة
الاخرى وما يسمى بـ"الجيش الحر" حربها ضد "داعش" التي انتفض سكان حلب وريفي
حماه وحلب ضده.