۲۱۵مشاهدات
جبل محسن الى الواجهة من جديد .فمن بوابته صحت التوقعات والتنبوءات عن انفجار امني مرتقب ، ليس كما اعتاده اللبنانيون عند الحديث عن تلك المنطقة عبر المحاور التقليدية.
رمز الخبر: ۲۵۵۴۰
تأريخ النشر: 13 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : انما عبر التفجير الانتحاري المزدوج الذي ضرب الجبل عبر انتحاريين من منطقة المنكوبين التي تبعد مئات الامتار عن الجبل ، ولعل في ذلك تقول مصادر متابعة، المفارقة المقلقة والرسالة الاخطر فيما حصل، في ظل مخاوف من دخول لبنان مرحلة جديدة من التفجيرات الانتحارية التي كان شهد موجة منها قبل أكثر من سنة، بعد تراجعها نتيجة تمكن الأجهزة الأمنية اللبنانية من إحباط الكثير منها وتوقيف خلايا نائمة خلال السنة الماضية.
حتى الساعة لا تفسير رسميا قاطعا للعملية الانتحارية المزدوجة المنفذة تضيف المصادر، رغم انسياق المسؤولين عن هذا العمل الإرهابي مع الانطباعات الخاطئة، التي أعقبت سحب مذكرة التوقيف الغيابية الصادرة عن القضاء العسكري بحق علي عيد ظنا ان في الأمر تبرئة لساحته، من تفجير المسجدين علما ان هذا الإجراء القضائي أملاه نقل الدعوى من المحكمة العسكرية الى المجلس العدلي، الذي هو أعلى سلطة قضائية في لبنان، والذي استعجل إصدار بديل للمذكرة المسحوبة ظهر السبت، تصحيحا لتلك الانطباعات الخاطئة.فيما ساد راي آخر وضع العمليتين في خانة تصعيد ضغوط النصرة على الدولة اللبنانية التي مازالت مترددة في مقايضة العسكريين الاسرى.
وإذا صحت المعلومات عن مقتل أحد المشتبه بتورطهم في تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس في آب 2013، سمير الآغا، فإن التفسير الأكثر منطقية للاعتداء هو الثأر للتفجيرين بحسب المصادر والرد بالمثل بمفعول رجعي والانتقام من الآغا ومن جبل محسن، بالتزامن مع صدور مذكرة توقيف غيابية بحق النائب السابق علي عيد، وحوار «المستقبل»- «حزب الله» الذي يخضع لمعمودية دم، والخطة الأمنية التي تتعرض لأصعب اختبار منذ دخول الجيش إلى باب التبانة، والوحدة الطرابلسية والوطنية التي تجلت في وداع رجل الدولة الرئيس عمر كرامي.
على ان النجاح في إحباط الأهداف السياسية للتفجير لم يخفف المخاوف من تمكُّن التنظيمات الارهابية من العودة الى الاختراقات الامنية التي لا شيء يضمن عدم تجددها والتي ستفرض مجدداً استنفاراً أمنياً واسعاً واجراءات استثنائية بدأت معالمها بالظهور من سجن رومية، والتي ينتظر ان تصل الى عين الحلوة، بحسب المصادر.
فقد أعاد التفجير الارهابي الذي هزّ «قلعة» العلويين اللبنانية، لبنان برمّته الى دائرة الخوف من تجدد العمليات الارهابية تؤكد المصادر، التي طبعت المراحل السابقة غير البعيدة التي تركزت في المناطق المحسوبة على نفوذ «حزب الله»، اذ كشف الهدف الجديد للتفجير الانتحاري الذي تبنّته «النصرة» من منطلق الثأر، ان لبنان بات فعلاً يملك حصانة عالية حيال هذا النوع من التحديات الإرهابية، التي تهدف بوضوح الى إشعال فتنة مذهبية، دون ان يعني ذلك وجود حصانة أمنية كافية لمنع الاختراقات الداخلية الأمنية، وهو ما تجلى في المواقف الجامعة المندّدة بالجريمة، وعدم حصول اي تداعيات لها، في ظل الحوار الذي انطلق بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» والذي يعتمد كركن اساسي له «تنفيس الاحتقان» السني - الشيعي، الذي اشعر المنظمات الارهابية بخسارتها لتلك الورقة. وعليه، كان لا بد من توجيه رسالة تعبّر عن سخط هذه المجموعات مما يحصل، وفي حين توقع الجميع أن تكون الرسالة في الضاحية الجنوبية، وصلت عبر جبل محسن، ربما بسبب التدابير المشددة المتخذة في الضاحية.
وبحسب المعلومات التي توافرت للتحقيق ، فان طه خيال وبلال محمد مرعيان، قد غادرا منطقة المنكوبين في اليوم الثاني من معارك طرابلس متجهين من ضمن مجموعة الى منطقة عيون السمك - الضنية ومنها الى البقاع فعرسال وصولا الى القلمون لينضموا الى حوالى 100 عنصر تتشكل منهم احدى المجموعات الطرابلسية التي قتل قائدها في استهداف الجيش اللبناني لاحد المنازل في جرود عرسال بصاروخ «هلفاير» تشرين الاول الماضي ، وان علاقة جمعت بينهما وبين عناصر انتمت الى مجموعة تل كلخ التي وقعت في كمين الجيش السوري، كما بينت التحقيقات عن وجود علاقة بين عدد من هؤلاء الشباب الذي من بينهم شاب قتل في العراق وآخر فجر نفسه في إحدى العمليات في سوريا، ومنذر الحسن، المسؤول عن تزويد انتحاريي «داعش» بالاحزمة الناسفة، والذي قتل خلال احدى المداهمات في طرابلس ، لجهة تسهيله سفرهم الى تركيا عبر مرفأ طرابلس.
وفي هذا السياق، علم ان مذكرتي بحث وتحر صادرتين بحق الانتحاريين الخيّال ومرعيان منذ أشهر من ضمن لائحة ضمت 120 اسما اختفى أصحابها عن الأنظار، وتأكد الأمر بعد ان استمع فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الى والد الخيال الذي كان قال في التحقيقات معه أنه سبق أن تقدم بإخبار عن اختفاء ابنه في أحد مخافر طرابلس قبل 3 أشهر. وافادت المعلومات ان عدد الموقوفين على ذمة التحقيق ارتفع الى خمسة يتم الاستماع اليهم وان التحقيقات الاولية لثلاثة موقوفين اظهرت انهم كانوا على تواصل مع الانتحاريين طه الخيال وبلال المرعيان كما كانت لهم اتصالات مع موقوفين اسلاميين في روميه يؤيدون «داعش» اضافة الى اخرى بأشخاص في منطقة الرقة السورية.
واشارت مصادر مطلعة على التحقيقات ان التركيز جار حاليا على معرفة كيفية عودة الانتحاريين الى طرابلس منذ اسبوع ومكان تواجدهم طيلة هذه الفترة وما اذا تواجدوا في منطقة المنكوبين او خارجها ، علما ان اي منهما لم يزر اهله او يجري اي اتصال بهم، مشيرة الى ان الاجهزة المختصة تقوم بتحليل داتا الاتصالات في المنطقة تأمل للوصول الى معطيات جديدة، بعدما توصلت في مرحلة اولى الى تشكيل خريطة اتصالات اولية ربطت بين موقوفين في سجن رومية وعدد من الارقام التي استخدمت من قبل اشخاص شاركوا في عملية جبل محسن ، دون ان يتم التوصل حاليا لتحديد هوية اي من الاشخاص. وحسب التقارير نفسها فان التحقيقات تركّز ايضا على تحليل داتا الاتصالات الخاصة برقمين خليويين يشتبه بانهما عائدان لخيال ومرعيان لمعرفة مع مَن كانا يتواصلان، وايضاً على معرفة مَن ساعدهما لوجستياً، اي من زوّدهما الحزاميْن اضافة الى تفاصيل ساعات قبل التنفيذ.
هذه المعلومات التي حملها الى الاجتماع الامني الذي عقد في منزل رئيس الحكومة بعد ظهر يوم الاحد، قادة الاجهزة الامنية، دفعت بالمعنيين الى اتخاذ القرار بانهاء الحالة الشاذة في «المبنى ب» في السجن، الذي يشكل في حد ذاته ملفا امنيا متشعبا تتداخل فيه العوامل السياسية في واقع منقسم على نفسه، بناء لخطة موضوعة منذ اشهر، وعليه كان تحرك وحدات من الفهود والقوة الضاربة في فرع المعلومات بمؤازرة من فوج المغاوير والقوات الجوية التي تولت تأمين السجن ومحيطه لمسافة امتدها قطرها الى 2 كلم، عند السادسة والنصف، تحت اشراف وزير الداخلية وكبار قادة قوى الامن، حيث نجحت القوى في نقل المسجونين من «المبنى ب» الى أبنية اخرى بهدف تفريقهم ومنع التواصل في ما بينهم. وفي هذا الاطار اشارت المعلومات الى ان ما سرع عملية رومية، فضلا عن ثبوت التخطيط والتحريض من داخل السجن لعملية جبل محسن، بعد رصد اتصالات من داخل المبنى مع اشخاص مقربين من «داعش» في طرابلس، توفر معطيات عن تهديدات جدية قد يتعرض لها السجن من الخارج كما من الداخل، عقب تسريب خبر عن عزم المساجين الاسلاميين تنفيذ «عمل ما» خلال الايام القادمة.
واذا كان عدم تسجيل اصابات في صفوف الطرفين تقول المصادر المتابعة، يعتبر مؤشرا مهما في القراءة الامنية فانه يشكل في حد ذاته انجازا يسجل لمخططي ومنفذي العملية على رغم قيام بعض السجناء بأعمال شغب، وتعمد البعض نشر صور عن اصابات داخل السجن تبين انها مفبركة، والاهم ربما ان الغطاء السياسي الذي لطالما شكل العقبة الاساس في وجه تنفيذ عملية من هذا النوع منذ سنوات يبدو رفع، فيما رأت بعض المصادر المقربة من تيار المستقبل ان ما جرى في روميه مقدمة «للاتفاق الامني» الذي شهدته الجلسة الاخيرة من الحوار بين الحزب والتيار، متوقعة مزيدا من الخطوات العملانية عبر تطبيق الخطة الامنية في مناطق البقاع بما يسهم في تنفيس اجواء الاحتقان السائدة في الشارع الاسلامي ويسحب احد فتائلها على أمل ان تفلح الجولات الحوارية المقبلة في معالجة سائر المسببات ومن بينها وضع سرايا المقاومة اضافة الى مشاركة «حزب الله» في سوريا ورفض التعاون مع المحكمة الدولية وحماية المتهمين وعدم تسليمهم الى العدالة.
المصدر : الديار
رایکم
آخرالاخبار