۲۲۵مشاهدات
سجل عدد المهاجرين اليهود القادمين إلى إسرائيل عام 2014 أعلى رقم منذ عشر سنوات، إذ بلغ 26 ألفا و 500 يهودي، حسب تقرير مشترك للوكالة اليهودية ووزارة الهجرة الإسرائيلية، وهو ما عدّه محللون خطوة لتكريس "يهودية إسرائيل".
رمز الخبر: ۲۵۰۹۲
تأريخ النشر: 04 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : في الوقت الذي تطالب فيه تل أبيب المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل "دولة قومية للشعب اليهودي"، فإنها تكثف من حملاتها لاستقدام اليهود من أوروبا وأميركا، وذلك لمواجهة الهجرة العكسية ولضمان أغلبية يهودية بفلسطين المحتلة عام 1948.
ويشكل "قانون العودة" الذي شرّعه الكنيست عام 1950، حافزا لاستقدام اليهود من جميع أنحاء العالم لما يحوي من مزايا اقتصادية واجتماعية، إذ تمنح الجنسية الإسرائيلية بشكل فوري لكل يهودي يصل إسرائيل، إلى جانب توفير فرص العمل والسكن والتعليم المجاني والقروض الطويلة الأمد بفوائد قليلة والإعفاءات الضريبية لمدة عشرة أعوام.
وسجل عام 2014 قفزة نوعية في معدلات عدد اليهود المهاجرين إلى إسرائيل. وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الهجرة والاستيعاب والوكالة اليهودية، بلغ عدد اليهود المهاجرين إلى إسرائيل حتى نهاية العام نحو 26 ألفا و500 يهودي ليسجل ارتفاعا بنحو 32% مقارنة بالعام الذي سبقه، وهو الرقم الأعلى في العقد الأخير، إذ بلغ المعدل السنوي للمهاجرين 20 ألفا.
وتصدرت فرنسا قائمة الدول من حيث عدد اليهود المهاجرين إلى تل أبيب، حيث وصل عددهم نحو سبعة آلاف بعد أن اقتصر عام 2013 على ثلاثة آلاف و500، وتتطلع إسرائيل ليتخطى عددهم خلال العام الحالي حاجز العشرة آلاف مهاجر جديد.
وسجلت أوكرانيا العدد الأكبر للمهاجرين اليهود إلى إسرائيل الذي بلغ نحو ستة آلاف مهاجر بارتفاع بنسبة 190% مقارنة بالعام 2013، حيث سوغت الوكالة اليهودية ارتفاع العدد لثلاثة أضعاف بالأزمة المتفاقمة بين روسيا وأوكرانيا، وعليه لا تستبعد تل أبيب أن تتواصل معدلات الهجرة إلى إسرائيل في الارتفاع خلال العام الحالي أيضا.
مظاهر العداء
وعزا المحلل السياسي عكيفا الدار والكتاب في الموقع الإلكتروني "المونيتور- نبض الشرق الأوسط" ارتفاع معدلات هجرة اليهود إلى إسرائيل لظروف اجتماعية واقتصادية، "واتساع مظاهر العداء والفاشية لليهود بالعالم على خلفية نهج ودبلوماسية الحكومة الإسرائيلية وعدوانها المتواصل على الشعب الفلسطيني".
واستبعد الدار أن تكون هناك علاقة -كما يروج البعض بالمؤسسة الإسرائيلية- بين الحرب على غزة والارتفاع في عدد اليهود المهاجرين إلى إسرائيل، وكأن مضاعفة معدلات الهجرة لأسباب وطنية وقومية ومن أجل حماية "دولة الشعب اليهودي"، مبينا أن الغالبية العظمى من الذين تم استقدامهم هم من اليهود المتدينين وتعرضوا للمضايقات والتهديدات والعداء وعليه فضلوا القدوم إلى إسرائيل، حيث يتم توطينهم ببلدات الحريديم بعيدا عن الأجواء السائدة والتوتر بالبلاد.
وإلى جانب البحث عن الأمان، يقول الدار إن "الهبات الاجتماعية والاقتصادية والمساعدات والقروض المالية وتوفير المسكن والخدمات المجانية والإعفاء الضريبي لسنوات تشكل محفزات للشرائح الضعيفة للقدوم إلى إسرائيل، لكن أيضا هناك الكثير من رجال الأعمال ومن فرنسا على وجه الخصوص يستغلون ذلك".
هجرة عكسية
أما الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت فيؤكد أن "هجرة اليهود إلى فلسطين" تستحوذ بشكل كامل على اهتمام الوكالة اليهودية التي تعيش حالة من الهوس مع تكثيف نشاطاتها لحث يهود المهجر للقدوم إلى فلسطين مع تواتر مطالبة العالم بالاعتراف بإسرائيل "دولة قومية للشعب اليهودي".
ويقول شحلت للجزيرة نت إن معدلات قدوم اليهود إلى البلاد في العقد الأخير والتركيز على أوروبا وأميركا متأثران بعوامل عدة، أهمها "نضوب اليهود بآسيا وأفريقيا والشرق وتراجع عدد من يبدون استعدادهم لترك أوطانهم الأصلية بأوروبا الغربية وأميركا للقدوم إلى إسرائيل، خاصة وأنهم يعيشون باستقرار اقتصادي واجتماعي ويندمجون بمجتمعاتهم، وهذا ما يقلق الحركة الصهيونية".
هواجس أخرى تعيشها تل أبيب وتتكتم على أسبابها ودوافعها، وهي -بحسب شلحت- أن هناك هجرة سلبية وعكسية للأزواج الشابة والأكاديميين والأدمغة من إسرائيل إلى دول العالم وتحديدا إلى أوروبا وأميركا، إذ ترجح التقديرات أن نحو مليون و700 ألف يهودي من حملة الجنسية الإسرائيلية استقروا بالمهجر بعد أن أوصدت الأبواب أمامهم وباتوا دون أفق لتحقيق ذواتهم مع تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
المصدر : الجزيرة
رایکم
آخرالاخبار