۳۴۰مشاهدات
لا يبدو أنّ مجلس الأمن الدولي يريد فعلاً إحلال الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، وإلاّ لكان صوّت أخيراً لصالح مشروع القرار الفلسطيني الذي قدّمته الأردن باسم المجموعة العربية في الأمم المتحدة والذي ينصّ على التوصّل خلال سنة الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والجانب الإسرائيلي.
رمز الخبر: ۲۵۰۲۳
تأريخ النشر: 03 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : وعلى الإنسحاب من كامل الأراضي التي احتلّتها إسرائيل عام 1967 قبل نهاية العام 2017. فالولايات المتحدة سبق وأن أعلنت رفضها لهذا المشروع رفضاً قاطعاً، كما أنّ تحكّمها بقرارات المجلس هو الذي يجعله غير قادر على تأمين الحماية للشعوب الضعيفة أو المستضعفة. 
وكون الولايات المتحدة حليفة إسرائيل الأولى، فمن غير المستغرب، يقول مصدر ديبلوماسي متابع، أن تعمد الى تأمين الحماية الدائمة لها في المنطقة، أكان في احتلالها للأراضي الفلسطينية أو لبعض أراضي الدول العربية المجاورة، أو في عدوانها على لبنان وغزّة وسواهما. الأمر الذي يؤكّد أنّ مطالبتها المستمرّة من إسرائيل بوقف الإستيطان، كما الإنسحاب من الدول العربية المحتلّة ولا سيما من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا في لبنان، ومن الجولان في سوريا غير صادقة، ولا تتعدّى كونها سيناريو تحاول عبره إظهار حسن نواياها تجاه إحلال السلام في المنطقة.
وتمكّنت الولايات المتحدة من إفشال مشروع القرار القاضي بإنهاء الاحتلال بحلول عامين يضيف المصدر، عن طريق الضغط على بعض الدول الأعضاء في المجلس لتغيير موقفها من التصويت لصالح القرار الى الإمتناع عنه، فحصل المشروع على موافقة ثماني دول بينما كان إقراره يحتاج الى تسعة أصوات. ويقول المصدر بأنّه حتى ولو تأمّن العدد المطلوب فإنّ الولايات المتحدة كانت مستعدّة لاستخدام حقّ النقض «الفيتو»ضدّ هذا المشروع الذي لا يخدم مصالح إسرائيل.
من هنا، لا يجد المصدر أنّ الولايات المتحدة تنوي تغيير موقفها بالنسبة للوضع في منطقة الشرق الأوسط، حتى ولو كانت ستتوافق مع إيران حول برنامجها النووي، لا سيما وأنّ مصالح إسرائيل تحتلّ الأولوية لديها، والكلّ يعلم أن بقاء إسرائيل في المنطقة أولاً، ومن ثمّ احتلالها للأراضي، أو عدوانها الذي تشنّه على لبنان أو سواه وقتما تشاء، كلّها أمور تحول دون إحلال السلام. هذا فضلاً عن الإرهاب الذي طرأ حديثاً على الدول العربية بدعم أميركي، وهو لا يلبث يُهدّد لبنان وسوريا ودول الجوار باستثناء إسرائيل التي تبدو «مرتاحة» لوجوده.
وما وقوف الولايات المتحدة ضدّ المشروع الفلسطيني الأخير سوى تأكيد على نواياها غير المعلنة، على ما يؤكد المصدر نفسه، وهي الدعم الأبدي لإسرائيل (حليفتها الأبدية) لكي تبسط نفوذها أكثر فأكثر على كامل الأراضي الفلسطينية، وتنتقل بعد ذلك الى استكمال اعتداءاتها على دول الجوار ولا سيما منها لبنان. فالقرار 1701 الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في آب 2006، لا تلتزم به إسرائيل وهي تقوم بالإعتداءات البريّة والبحرية والجوية على لبنان غير آبهة باحترام هذا القرار الدولي أو سواه من القرارات المتعلّقة بالأوضاع في دول المنطقة. وللولايات المتحدة تاريخ طويل مع رفضها لإدانة الممارسات الإسرائيلية في المنطقة العربية إذ وصل عدد الفيتوات التي استخدمتها دفاعاً عن إسرائيل الى 42 فيتو.
أمّا فيما يتعلّق بالتهديدات التي تمارسها التنظيمات الإرهابية على العراق وسوريا ولبنان، فيرى المصدر الديبلوماسي أنّها توتّر الأجواء فعلاً، فهي إذا كانت تُمارس حرباً حقيقية في العراق وسوريا، غير أنّها تُقحم لبنان فيها، من خلال هجومها على المناطق اللبنانية الحدودية من عرسال واختطافها لعدد من العسكريين، الى بريتال ثمّ طرابلس والمناطق المجاورة. أمّا الهدف فهو الجيش اللبناني و«حزب الله» أي الأجهزة الأمنية والمقاومة اللتين تعملان على حفظ الأمن والاستقرار في البلاد، ما يعني أنّ التنظيمات الإرهابية تلتقي مع هدف إسرائيل وهو توتير الوضع الأمني في لبنان، والقضاء على «حزب الله»الذي لم تتمكّن من النيل منه خلال حرب تموز 2006. 
أمّا السلام فهو بعيد جدّاً عن أهداف إسرائيل من جهة، كما عن أهداف «داعش» و«جبهة النصرة» وسواهما من التنظيمات المتطرّفة، وتقوم الولايات المتحدة بتحقيق مخططات إسرائيل وهذه المجموعات على حدّ قول المصدر، عن طريق الوقوف في مجلس الأمن ضدّ أي إدانة لهما، الأمر الذي يجعل مجلس الأمن عاجزاً عن تحقيق أي مطلب يؤدّي الى إحلال السلام في المنطقة. علماً أنّ الإرهاب المستشري بات اليوم يُهدّد كلّ دول العالم، ولا سيما منها الولايات المتحدة، وليس فقط دول الشرق. ولهذا، على الولايات المتحدة تغيير سياستها القائمة على الدعم الأعمى لإسرائيل، والإتجاه فعلاً نحو نصرة الشعوب المضطهدة من قبل إسرائيل، كونها حاملة لواء الديموقراطية والحرية والدفاع عن حقوق الإنسان.
فالولايات المتحدة، بحسب المصدر الديبلوماسي، مدعوة اليوم الى النظر أكثر نحو مصالحها قبل مصالح إسرائيل، لأنّها ستكون مهدّدة من قبل الإرهابيين على غرار ما حصل في 11 أيلول من العام 2001 من هجومات إرهابية. أّمّا التحالف الدولي الذي تقوده ضدّ الإرهابيين منذ آب الماضي، فقد ظهر مع الأشهر الفائتة أنّه تحالف غير جدّي وغير فعّال، حتى أنّ التنظيمات المتطرّفة تمكّنت اخيراً من إسقاط طائرات لهذ التحالف، بدلاً من أن يُحقّق هذا الأخير إنتصارات ملموسة عليها، مثل القضاء على قادة هذه التنظيمات أو التخلّص كلياً من أسلحتها والمواقع التي تتلطّى خلفها.
رایکم