۲۶۸مشاهدات
كتبا المحللان السياسيان أودي ديكل وأوريت برلوف في جريدة اسرائيلية تحليلا عن القصف الإسرائيلي الأخير على سوريا قالا فيها: حسب تقارير جهات سورية رسمية فقد عادت اسرائيل وقصفت أهدافا في منطقة المطار الدولي في دمشق وبالقرب من الحدود السورية اللبنانية في 7 كانون الاول 2014. وبعد القصف نشر الجيش السوري تقريرا يعتبر أن هدف القصف هو رفع معنويات المتمردين ومساعدتهم.
رمز الخبر: ۲۵۰۰۹
تأريخ النشر: 03 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : كتبا المحللان السياسيان أودي ديكل وأوريت برلوف في جريدة اسرائيلية تحليلا عن القصف الإسرائيلي الأخير على سوريا قالا فيها: حسب تقارير جهات سورية رسمية فقد عادت اسرائيل وقصفت أهدافا في منطقة المطار الدولي في دمشق وبالقرب من الحدود السورية اللبنانية في 7 كانون الاول 2014. وبعد القصف نشر الجيش السوري تقديرا يعتبر أن هدف القصف هو رفع معنويات المتمردين ومساعدتهم. بعد أن حقق الجيش السوري انتصارات مهمة في دير الزور، حلب ومناطق اخرى. الصحفيون الذين زاروا المواقع التي تم قصفها قالوا إنه تم قصف ارسالية صواريخ ارض – ارض واجهزة متقدمة لطائرات بدون طيار، وقيل ايضا إن القسم العسكري للمطار الدولي في دمشق قد أصيب اصابة بالغة، حيث تصل الى هناك ارساليات السلاح والمساعدة العسكرية – لا سيما من ايران وروسيا.
بعد القصف دار حوار واسع في الشبكات الاجتماعية السورية حول الرد على العمل العسكري الاسرائيلي. وكان الحوار يفرض أن اسرائيل تعتبر ومقتنعة أن النظام السوري وبمساعدة وغطاء من حزب الله وايران، يركز على التحديات الداخلية، لذلك سيمتنع عن فتح جبهة اخرى ضد اسرائيل، وفي المراحل الاولى للحرب الاهلية فان أي عمل ضد اسرائيل لن يحظى بشرعية كبيرة على المستوى الجماهيري. ولكن نشأ شعور بالاستهانة لدى مواطنين سوريين ولبنانيين تجاه الاسد وحزب الله بسبب غياب الرد السوري وعدم ترجمة الشعار "سنرد في المكان والشكل المناسبين”. عمليا بسبب غياب الرد من قبل سوريا وحزب الله قيل في الشبكات الاجتماعية إن اسرائيل استنتجت أن لديها مجال عمل واسع للقصف في داخل سوريا.
ومع ذلك، كما يشير الحوار في الشبكة، فان نافذة الفرص التي أعطت اسرائيل فرصة العمل بحرية في سوريا آخذة في التقلص بدون رد من قبل نظام الاسد وحزب الله. في شباط نسبت الى اسرائيل عملية في البقاع اللبناني قرب الحدود بين سوريا ولبنان والتي استهدفت، كما قيل في اذاعة صوت لبنان، قافلة لحزب الله نقلت وسائل قتالية متقدمة من سوريا الى مخازن المنظمة شمال البقاع اللبناني. ورد حزب الله على هذا الهجوم بثلاث عمليات في هضبة الجولان (بدون أخذ المسؤولية) وهار دوف، وبعد ذلك اسرائيل امتنعت عن أي هجوم ضد أهداف في سوريا خلال عشرة اشهر. يمكن أن اسرائيل تفضل ضرب مناطق سورية من اجل عدم اعطاء حزب الله فرصة الرد، الذي عاد وحسن مكانته في الآونة الاخيرة كمدافع عن لبنان وازداد ثقة بالنفس بعد أن أثبت قدرته التي هي في تحسن في مواجهة القوى الجهادية السنية المتطرفة. بالذات ضد الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.
من خلال الحوار في الشبكات الاجتماعية يظهر أن ايران، سوريا وحزب الله، فهموا أن الردع ضد اسرائيل قد تراجع ولذلك هناك حاجة الى بلورة استراتيجية جديدة تؤكد لاسرائيل أن الثمن الذي ستدفعه بسبب الهجوم الجوي في سوريا سيكون أكبر من الفائدة من هذا الهجوم.
في المقابل، فان الحوار الذي يجري لدى اوساط جماعات المتمردين في سوريا يعكس عدم الرضا من الثمن الذي يدفعه المتمردون بسبب الهجوم الاسرائيلي. اختارت قوات النظام الرد بهجوم واسع ضد المتمردين والسكان الذين يؤيدوهم، وسُمعت ادعاءات في الشبكات الاجتماعية أنه في اطار التنسيق الاستراتيجي بين اسرائيل والولايات المتحدة فان الولايات المتحدة تركز على ضرب أهداف الدولة الاسلامية في العراق وسوريا وتمتنع عن ضرب أهداف لنظام الاسد، بسبب ضرورة التنسيق مع ايران في جهودها الحربية ضد الدولة الاسلامية، وفي الوقت نفسه فان الولايات المتحدة تسمح لاسرائيل بالعمل ضد أهداف نظام الاسد وحزب الله في سوريا.
حسب الحوار في الشبكة، قامت ايران في وضع استراتيجية جديدة في مركزها رد حاسم لنظام الاسد وحزب الله على أي هجوم اسرائيلي ضد أهداف النظام أو حزب الله في سوريا. حسب هذه الاستراتيجية سينعكس الرد بهجوم ضد زعماء وبنى لمنظمات المتمردين الذين هم حلفاء لدول التحالف الغربي والعربي – الجبهة الاسلامية، جيش سوريا الحر وبنى مدنية مؤيدة. أحد المنشورات التي نشرها زهران علوش، رئيس الجبهة الاسلامية، بعد الهجوم في دمشق بساعة، عزز هذه الفرضية. اتهم علوش اسرائيل بأنها في كل مرة تصيب فيها أهداف الاسد وحزب الله فهي بذلك تعطي الاسد الشرعية للانتقام من المتمردين. وحسب اقواله فان النتيجة هي اضعاف قوات المتمردين المعتدلين وزيادة قوة المتطرفين – الدولة الاسلامية وجبهة النصرة – وهذا يناقض المصلحة الامريكية.
خلاصة وتقديرات
التحليل في الشبكات الاجتماعية يعكس المزاج لدى عناصر محسوبة على معارضي نظام الاسد، الامر الذي يؤدي الى الاستنتاجات التالية: 1- اصابة اسرائيل لاهداف الاسد وحزب الله. 2- رد صعب من قبل نظام الاسد على المتمردين والسكان. 3- نتيجة لذلك فان المعارضة تضعف والدولة الاسلامية تقوى. 4- مغزى هذا الامر هو الاضرار بجهود الولايات المتحدة في حربها ضد الدولة الاسلامية. 5- في أعقاب ذلك فان الولايات المتحدة ستطلب من اسرائيل الكف عن هجومها على سوريا.
المنطق الذي يوجه الاستراتيجية الايرانية كما تطرح في الشبكات هو أن اصابة المصلحة الامريكية في سوريا ستؤدي الى تعارض المصالح بين الولايات المتحدة واسرائيل وبالتالي ضوء احمر من الولايات المتحدة لاسرائيل بأن تمتنع عن أي عمل ضد اهداف النظام في سوريا طالما استمرت الحرب ضد الدولة الاسلامية. هذه الاستراتيجية التي تقول إنه سيكون هناك ردا صعبا ضد المتمردين بسبب الهجوم الاسرائيلي في سوريا، ستجدد الردع ضد اسرائيل لأن اسرائيل ايضا لا تخاف من رد عسكري من سوريا أو حزب الله. وستراعي المصالح الامريكية وتمتنع عن الصدام مع الادارة، ولكن يجب اختبار هذا المنطق بشكل انتقادي. بين الولايات المتحدة واسرائيل يوجد تنسيق وتفاهمات استراتيجية، الادارة الامريكية تفهم الحاجة الحيوية لاسرائيل بأن تدافع عن نفسها ولذلك من الصعب أن تمنع عملا معينا هدفه منع تسلح حزب الله بسلاح استراتيجي.
حتى الآن امتنعت اسرائيل عن التدخل في الاحداث في سوريا ولبنان وتعزيز مركبات الدفاع ولا سيما على طول الحدود، ومع ذلك وحسب تقارير اعلامية فان اسرائيل عملت ضد تهديدات فورية وضد نقل وسائل قتالية من سوريا الى لبنان، قد تضر بتفوق اسرائيل. وحافظت اسرائيل على نار هادئة وامتنعت عن تأكيد الهجوم، من اجل عدم المس بمكانة الاسد ودفعه الى الرد. الولايات المتحدة بالذات هي التي كشفت في السابق أن اسرائيل هي التي نفذت الهجوم. وقد عمل الامريكيون ذلك لابعاد المسؤولية عن أنفسهم، وبخلاف الماضي فان الادارة الامريكية لم ترد على الهجوم الاخير ولم تصدر أي بيان، رسمي أو غير رسمي.
منذ تشكيل التحالف الغربي والعربي ضد الدولة الاسلامية توجد رموز تقول إن بعض اعضاء التحالف يعتبرون نظام الاسد شريكا في الحرب ضد الدولة الاسلامية، ويعتقدون أنه جزءً من الحل المستقبلي في سوريا، ايضا مكانة ايران تحسنت جدا على خلفية محاربة الدولة الاسلامية الى جانب التحالف وبالتنسيق معه. تشترط ايران مشاركتها في الحرب ضد الدولة الاسلامية بعدم استهداف قوات التحالف لقوات نظام الاسد، لذلك قد تحاول ايران أن تضرب إسفينا بين اسرائيل والولايات المتحدة وأن تنقل رسالة تقول إن الهجوم الاسرائيلي سيضر بالجهد المشترك ضد الدولة الاسلامية. واذا لم يحدث أي تطور في هذا الاتجاه فيمكن أن تشجع ايران عمل من قبل حزب الله أو من قبل قوات الاسد، كرد على الهجوم الاسرائيلي، من اجل الاثبات أنه حدث تغير في موازين القوى وشروط اللعبة في المنطقة.
رایکم