۴۷۵مشاهدات
في مثل هذه الأوقات في - العاشر من ذي الحجة 1427 للهجرة الموافق 30 ديسمبر/كانون الأول 2006 للميلاد -، اعدم الطاغية السفاح صدام.
رمز الخبر: ۲۴۹۵۶
تأريخ النشر: 01 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : بعد ان خضع لمحاكمة طويلة لا يستحقها، وهو الذي حرم العراقيين من ابسط حقوقهم الدنيا، واذاقهم الذل والهوان على مدى اكثر من ثلاثة عقود، بينما كان بعض العرب، الذين كانوا يرتزقون على موائد السفاح، يمجدون ويطبلون لقائد الامة العربية الملهم، وباني مجدها وحارس بوابتها الشرقية.

هذا البعض من العرب الذين كانون يتسترون وراء شعارات قومية، وهو يمجدون بالقائد الضرورة، تواروا عن الانظار خلال الفترة الماضية، الا انهم وبالتزامن مع ذكرى اعدام السفاح، والتي تصادف في 30 كانون الاول / ديسمبر، اخذوا يطلون برؤوسهم مرة اخرى، ويرفعون عقيرتهم بمدح مولاهم الطاغية المجرم عبر سرد اباطيل واكاذيب مدفوعين بطائفية بغيضة، يحاولون ستر عورتها بشعارات قومية متهرئة تكشف عن طائفيتهم اكثر من ان تستر عليها.

ويحاول هؤلاء القوميون الطائفيون، ان يحملوا الشعب العراقي مسؤولية ما وصل اليه العراق اليوم، مترحمين على ايام السفاح، ويحاولون سرد خرافات واكاذيب عن نبوءات السفاح قبل اعدامه، وان هذه النبوءات اخذت تتحقق اليوم، وان جريمة السفاح الوحيدة انه كان ضد الصهيونية، وان الامة فقدت برحيله مشروعا قوميا حضاريا كان سيقلب حال العرب من حال الى حال، وانه تأخر في صحوته الاسلامية، وان العرب لم يستوعبوا نبوءته، وبرحيله تفتت العراق وتفتت المنطقة.

نحن بدورنا نسأل هؤلاء الطائفيين القوميين، لماذا لا تذرفون الدموع على ليبيا وما حل بها، كما تذرفون دموع التماسيح على العراق وما حل به ؟، الم تتفتت ليبيا ؟، الم يسقط نظامها على يد الناتو؟، الم يشرعن الحكام العرب غزو الناتو لليبيا، بل وساعدوا المحتلين؟، الن يقتل الرئيس الليبي بشكل فجيع دون محاكمة، بينما قائدهم الملهم خضع لمحاكمة نقلت مباشرة عبر الفضائيات، ودافع عنه فريق ضخم من المحامين المعروفين عالميا؟، الم تدمر البنية التحتية لليبيا؟، الم يعد الشعب الليبي الى خمسين عاما الى الوراء ؟، لماذا يلعن القذافي الى اليوم بعد ان شبع موتا؟، لماذا لا نجد بين العرب من يترحم على القذافي بينما الرجل يمكن اعتباره ملاكا قياسا بسفاح العراق بيض وجه الحجاج وكل طواغيت العراق؟.

ويقول تقرير للكاتب جمال كامل، في وكالة التقريب، لخصته "المسلة" ان الجواب بسيط جدا ويعرفه العراقيون جيدا، وهو ان ضحايا السفاح صدام هم الشيعة والاكراد، وهؤلاء لا قيمة لهم في الفكر الطائفي المتستر بالقومية لهؤلاء العرب، حتى لو كان الشيعة والاكراد يمثلون اكثر من 80 بالمائة من العراقيين، فهم لا حق لهم بالحياة، اذا تمادوا وطالبوا ان يعاملوا كما يعامل الاخرون، فتهمة العمالة والطابور الخامس والخيانة والرجعية والطائفية والشوفينية، هي اقل ما يمكن ان يتهمون بها، وان احواض "التيزاب" و "ثرام" اللحم والدفن احياء هي اقل ما يمكن معاقبتهم بها.

لا يمكن لأي قوة في العالم ان تستعمر وتغزو اليوم بلدا مهما كان ضعيفا من الناحية العسكرية، فالشعوب لم تعد غافية او يمكن استغفالها، لذلك لا تتجرأ اي قوة في العالم فعل ذلك، ولكن الامريكيين فعلوها في العراق، والسبب، كما يعرف العراقيون قبل غيرهم، هو ان الشعب لم يعد يشعر باي ارتباط بهذا النظام الذي تعامل معه، على مدى اكثر من ثلاثة عقود، معاملة العبيد واهانه وسلب كرامته، لذلك تركه وانفض من حوله، فاصبح لقمة سائغة للغازي الامريكي.

اما من مهد الارضية امام الغزاة لغزو العراق، ليس كما يحاول الطائفيون القوميون ان يصورا لأنفسهم، وللآخرين، المعارضة العراقية او حتى الشيعة والاكراد، بل هو الطاغية السفاح نفسه، بسبب مغامراته وجرائمه بحق الشعب العراقي وخاصة سياسته الطائفية المقيتة ضد الشيعة، وسياسته العنصرية الكريهه ضد الاكراد، وحربه المجنونة ضد الشعب الايراني، وغزوه الغادر لدولة الكويت وارتكابه الجرائم البشعة والمقززة ضد الشعب الكويتي.

يثرثر الطائفيون القوميون العرب هذه الايام حول تفتت العراق وتجزئته، بعد اعدام السفاح، بينما الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ان بذور تفتيت العراق وشرذمة شعبه، زرعها السفاح المجرم نفسه بسياسته الطائفية العنصرية على مدى عقود، من خلال تعريب المناطق الكردية وتهجير مئات الالاف من الاكراد من مناطقهم ونقلهم الى جنوب العراق، وفي المقابل قام بنقل مئات الالاف من العرب الى المناطق الكردية في شمال العراق، وقام ببناء بلدات وقرى حول بغداد اسكن فيها عشائر من المنطقة الغربية من العراق، ارتكب افظع الجرائم بحق الاكراد واتبع سياسة الارض المحروقة واستخدم ضدهم السلاح الكيمياوي وقتل الالاف منهم في دقائق، وارتكب افظع الجرائم بحق الشيعة ومازال العراقيون يكتشفون المقابر الجماعية رغم مرور عقد من الزمن على سقوط نظام السفاح، حيث يتم اخراج الالاف من الجثث لنساء واطفال وشباب دفن بعضهم احياء، اما اخر القنابل التي زرعها المجرم السفاح في الجسد العراقي فكان فتحه ابواب العراق على مصرعيه امام الفكر السلفي الطائفي لغزو الثقافة العراقية تحت مسمية "الحملة الايمانية"، والتي خرجت من رحمها اليوم "داعش" واخواتها، وهي حقيقة اعترف بها الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان، الذي كان ومازال من اكثر المعجبين بالسفاح.

هذه الاسباب وغيرها، والتي كانت من صنع الطاغية السفاح، هي التي اوصلت العراق الى ما وصل اليه اليوم، وان كذب وافتراء الاعلام الطائفي القومي العربي، هو واضح وضوح الشمس بالنسبة للعراقيين الذين اكتووا بنار السفاح وحزبه الفاشي، ولن يؤثر الاعلام الطائفي القومي العربي في قناعاتهم، بل على العكس، كلما زاد هذا الاعلام من تبرير جرائم الطاغية وتبييض صفحته السوداء الدامية، كلما تمسك العراقيون بقناعاتهم و ازدادوا بعدا من هؤلاء، وهذه الحقيقة اصبحت واقعا على الارض.
المصدر : المسلة
رایکم
آخرالاخبار