۲۷۶مشاهدات
اضحى جلياً ان الملفات السياسية والأمنية برمّتها، ستُرحَّل الى العام الجديد ومعالجتها وحسمها حتى في السنة المقبلة لن يكون بالأمر السهل وخصوصاً الاستحقاق الرئاسي، على اعتبار أن الأوضاع الاقليمية صعبة وستشهد المزيد من التحوّلات والمتغيّرات والتطوّرات على غير مستوى وصعيد، على أساس أن هذه الأحداث سيكون لها وقعها وتداعياتها على الساحة اللبنانية التي تتلقّف تطوّرات كهذه وتحديداً جراء الحرب السورية وانعكاساتها الواضحة المعالم على الداخل اللبناني.
رمز الخبر: ۲۴۹۳۲
تأريخ النشر: 01 January 2015
شبكة تابناك الإخبارية : لكن أوساط في تيار المستقبل ترى في كلام السفير السعودي علي عواض عسيري بما معناه أن يُنتخَب الرئيس العتيد للجمهورية في غضون شهرين، فذلك ليس كلاماً في الهواء أو تحليلاً سياسياً وخصوصاً انه صادر عن سفير دولة لها دورها وحضورها ووزنها والسفير عسيري يتابع الشأن اللبناني بدقة متناهية وعلى بيّنة من كل ما يحيط به وتحديداً الاستحقاق الرئاسي، وهذا لا يعني تدخّلاً في الانتخابات الرئاسية أو سواها تضيف الاوساط، بل من باب تمنيات المملكة ومونتها على أصدقائها لضرورة انتخاب الرئيس لما ينطوي ذلك على مناخات ايجابية واستقرار سياسي وأمني واقتصادي، وهذا ما تسعى اليه الرياض مع معظم القوى السياسية وعبر اتصالاتها بعواصم شقيقة وصديقة.

واشارت الاوساط نفسها الى أن توقعات السفير السعودي مبنيّة على وقائع معيّنة تتمثّل بالحراك الاقليمي والدولي وسعي عواصم القرار وكل المعنيين بالملف اللبناني الى الاسراع في ولوج هذا الاستحقاق لما للفراغ الرئاسي من مخاطر جمّة على كافّة المستويات، وصولا الى جولة الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو الى لبنان وطهران، تاليا العلاقة السعودية - الفرنسية المتينة التي تنامت في الآونة الأخيرة بشكل واضح ان من خلال العلاقات الثنائية بين البلدين أو على صعيد المكرمة السعودية لتسليح الجيش اللبناني وأيضاً التشاور الدائم بينهم بشأن مساعدة لبنان ولا سيما انتخاب رئيس للجمهورية، اذ الوضع اللبناني بكل تفاصيله حاضر دائما في اتصالات ولقاءات المسؤولين السعوديين والفرنسيين.

واكدت مصادر متابعة أن الأشهر الثلاثة المقبلة من العام الجديد هي على قدر كبير من الأهمية إقليميا ودوليا اذ تكشف عن معلومات مؤدّاها أن السعي الدولي حاليا يرمي الى فصل الملف اللبناني بكل تشعّباته وتفاصيله عن أوضاع المنطقة لأن الأجواء التي تُنقَل عن عواصم اقليمية ودولية تنبئ بتطوّرات ميدانية في سوريا والعراق وتوسيع إطار عمليات التحالف الدولي تجاه «داعش»، وبالتالي هذه الأوضاع من الطبيعي ستؤثّر على لبنان واستحقاقاته الدستورية والسياسية، ناهيك الى الحالة الأمنية التي تبقى دائماً موضع قلق ومخاوف اللبنانيين.

من هذا المنطلق تضيف المصادر، هنالك اتصالات دولية أدت الى اجماع اقليمي بدفع من عواصم القرار على تحييد لبنان عن أزمات وحروب ونيران النطقة المستعرة من اليمن الى العراق فسوريا. ولهذه الغاية من الممكن ان يمرّ قطوع الاستحقاق الرئاسي على خير في غضون الأشهر الأولى من العام الجديد في حال سارت الاتصالات والمساعي الجارية حالياً على خير دون حصول أي عوائق ومستجدّات من شأنها إبقاء الفراغ قائماً. ولذا، الإصرار الدولي على تحييد لبنان في هذه المرحلة بالذات له أكثر من معطى ودلالة وسط تركيز على انتخاب الرئيس خوفاً من تكريس الفراغ وقضم هذا الموقع وما قد يستجدّ لاحقاً من مخاطر لا تُحمَد عقباها، الأمر الذي يعبّر عنه أكثر من موفد دولي زار لبنان ذلك ما ينقله كبار المسؤولين اللبنانيين ممّن التقوا بالموفدين الدوليين في الآونة الأخيرة.
رایکم