۲۷۵مشاهدات
الكثير من المراقبين للمشهد السياسي في البحرين يرون في اعتقال الامين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان من قبل النظام البحريني، نقلة خطيرة في طريقة مواجهة النظام لثورة الشعب الرافضة للظلم والاستبداد والتمييز والطائفية ، بعد ان فشلت كل اساليب النظام التي مارسها خلال الفترة الطويلة لقمع هذه الثورة واسكات صوت الشعب.
رمز الخبر: ۲۴۸۵۵
تأريخ النشر: 30 December 2014

شبكة تابناك الإخبارية : خطورة الاجراء الذي اقدم عليه النظام تكمن في انه يمثل استفزازا واضحا لمشاعر الشعب البحريني ، الذي يرى في الشيخ سلمان شخصية سياسية وطنية مرموقة ، طالب بالحرية والكرامة لجميع ابناء الشعب البحريني دون استثناء ، وظل يؤكد على الابقاء على الطابع السلمي لثورة الشعب البحريني لقناعته الراسخة بان السلمية هي اكبر وامضى سلاح يمكن ان يرفعه الشعب في وجه الدكتاتورية والاستبداد.
كل الخطابات والتصريحات التي ادلى بها الشيخ سلمان قبل وخلال الثورة ، بعيدة كل البعد عن الطائفية ، بل على العكس تماما ، ظل الشيخ سلمان يؤكد مرارا وتكرارا على ان ثورة الشعب البحريني هي ثورة ضد الطغيان والطائفية وتحمل مطالب سياسية ، معتبرا الثورة هي ثورة الشعب البحريني شيعة وسنة ، ونادى بالحرية والديمقراطية للشيعة والسنة على السواء.
لم يشهد للشيخ سلمان انه دعا يوما الى اتخاذ اجراء او موقف يمكن ان يستشف منه ، تحريضا طائفيا ، او دعوة لعنف ، او كراهية ضد مكون من مكونات الشعب البحريني ، بل بقي متمسكا بخطابه الوطني الجامع ، رغم كل الاستفزازات الطائفية للنظام ، واجراءاته القمعية والتي وصلت الى حد هدم المساجد والحسينيات والهيئات الحسينية في شهر محرم الحرام ، بل بقي متسلحا بالسلمية ، ازاء اكبر جريمة ارتكبت ومازالت ترتكب ضد البحرين والشعب البحريني والمتمثلة بالتجنيس السياسي ، بعد ان كشفت التقارير وبالارقام ان النظام قام بتجنيس اكثر من مئة الف اجنبي ، اي ما يعادل نحو 20 بالمائة من عدد السكان ، بهدف تغيير التركيبة السكانية للشعب البحريني ، وهي جريمة اكدتها تقارير ومنظمات دولية ، فحتى امام هذه الجريمة ، كان رد الشيخ سلمان عليها هو ان دعا الشعب البحريني الى الانجاب لافشال هذا المخطط الذي يستهدف الشعب البحريني كوجود ، والملفت ان الشيخ سلمان دعا ابناء الطائفة السنية الى هذا الامر ايضا ، معتبرا التجنيس يهدد حتى ابناء الطائفة السنية الاصيلة في البحرين!.

لذلك يمكن اعتبار الاتهامات التسع التي وجهها النظام الى الشيخ سلمان وهي : "التحريض على كراهية نظام الحكم، والدعوة لإسقاطه بالقوة وتحبيذ الشباب بأن الخروج على النظام جائز شرعا، وإهانة القضاء والسلطة التنفيذية، والتحريض علانية على بغض طائفة من الناس، والاستقواء بالخارج وبث بيانات واخبار كاذبة من شأنها اثارة الذعر والإخلال بالأمن، والمشاركة في مسيرات وتجمعات تتسبب في الأضرار بالاقتصاد" ، هي اتهامات كيدية ، بل هي الصق بالنظام ، الذي كان ومازال يستهدف اكبر مكون في الشعب البحريني لاسباب طائفية ، ويعمل على بث الكراهية بين ابناء الشعب البحريني من خلال جريمة التجنيس السياسي للاجانب واسقاط الجنسية عن ابناء الشعب البحريني الاصلاء ، والاضرار بالاقتصاد الوطني لرفضه ايجاد حلول سياسية يمكن ان تنهي الازمة التي تعصف بالبلاد منذ اربع سنوات ، واستخدام القوة المفرطة وغير المبررة مع المتتظاهرين السلميين ،  والاستقواء بالخارج عبر السماح بدخول قوات عسكرية سعودية واماراتية الى البلاد لقمع ثورة الشعب البحريني ، ودعوة الاستعمار البريطاني للعودة الى البحرين لاقامة قواعد عسكرية ، واستجداء علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني.
الكثير من المراقبين للشأن البحريني ذهب الى اعتبار انتخاب الشيخ علي سلمان مجددا كامين عام لجمعية الوفاق بعد نجاح مؤتمرها العام ، وفشل النظام في احداث انشقاق في الجمعية او ابعاد الشخصيات الوطنية ومن بينها الشيخ علي سلمان ، من الذين يؤكدون على المطالب الشعبية لتغيير الاوضاع السياسية عبر الاليات السلمية ، عن المشهد السياسي في البلاد ، كان من بين الاسباب وراء اعتقال الشيخ علي سلمان.
اكثر ما اغاظ النظام البحريني وكشف عن تهافت وكذب اتهاماته ضد الشيخ علي سلمان ، هو الخطاب الذي القاه الشيخ سلمان بعد انتخابه مجددا كامين عام لجمعية الوفاق ، والذي دعا فيه الى حوار جاد بين الحكومة والمعارضة للخروج من الازمة التي تعصف بالبلاد ، الامر الذي اثبت ان المعارضة البحرينية ليس في نيتها اصلا الاصطدام بالنظام او استخدام وسائل عنفية لتحقيق اهدافها.
اعتقال الشيخ علي سلمان من قبل النظام البحريني يعتبر الحلقة الاخيرة من حلقات استفزاز الشعب البحريني لدفعه للانحراف عن نهجه السلمي للتغيير ، بعد ان فشل النظام في كل محاولاته السابقة لاستفزاز الشعب ، حتى وصل الامر الى حد تنفيذ تفجيرات مدبرة قُتل فيها رجال شرطة وامن ، واتهام مواطنين ابرياء في الوقوف ورائها و اصدار احكام ظالمة بالاعدام ضدهم.
من الخطا اعتبار الاجراءات التي يتخذها النظام البحريني ضد الشعب  والمعارضة ومن بينها اعتقال الشيخ علي سلمان ، على انها اجراءات غير مدروسة او غبية ، بل على العكس تماما ، فان ما يقوم به هذا النظام ياتي وفق مخطط وضع له من قبل جهات خارجية وفي طليعتها بريطانيا والسعودية ، في محاولة لانقاذ النظام  من مصيره المحتوم ، عبر تأزيم الاوضاع الى حد الانفجار ، عسى ان يفتح تفجير الاوضاع ثغرة في الجدار العالي للازمة التي تسبب بها النظام.
الحقائق على الارض وتطورات الازمة في البحرين تؤكد ان بعض القوى الاقليمية والدولية الداعمة للنظام البحريني ، ترى ان السياسة التي انتهجها النظام افقدته كل مشروعية في الداخل ، وما فضيحة الانتخابات البرلمانية الاخيرة ، والتي قاطعها اكثر من 70 بالمائة من الشعب البحريني تلبية لدعوات وجهتها شخصيات وطنية بحرينية ومن بينها الشيخ علي سلمان ، الا تاكيدا على هذه الحقيقة ، لذلك وانطلاقا من ان النظام لم يعد لديه ما يخسره ، تم تشجيعه على سحب صاعق الازمة في البحرين ، قبل ان تصل الامور بالنظام الى عدم القدرة على فعل اي شيء.

انه ومن اجل تنفيذ توصيات الجهات الاقليمية والدولية الداعمة للنظام البحريني ، في سحب صاعق الازمة وتفجير الاوضاع في البحرين لايجاد مخرج لهذا النظام ، تم استهداف رمز كبير من رموز الشعب البحريني ، وهو الشيخ علي سليمان ، ولكن يبدو ان النظام وهو يحاول سحب صاعق الازمة ، حسب لرد فعل الشعب البحريني وردود الافعال الاقليمية والدولية حسابا ، لذلك جرت عملية اعتقال الشيخ علي سلمان بشكل تدريجي دون الاعلان رسميا وبشكل قاطع .
ان ردود الفعل الواسعة والسريعة للشعب البحريني ازاء اعتقال الشيخ علي سلمان ، اكدت حجم التلاحم بين ابناء هذا الشعب وبين رموزه الوطنية ، كما اكدت فطنة وذكاء ابناء الشعب البحريني ازاء ما يحاك لهم من مؤامرة كبرى ، حيث امكن تلمس هذا الذكاء والفطنة من خلال تاكيدهم على عدم العودة الى منازلهم الا بعد عودة الشيخ علي سلمان الى منزله ، وبذلك يكون الشعب البحريني في طريقه لاحباط هذه المؤامرة ايضا ، وهو يقوم بتصفير كل احتمال لبقاء النظام في حال سحب صاعق الازمة بتعرضه  لرمز الكبير من رموزه الوطنية كالشيخ علي سلمان.
 

رایکم
آخرالاخبار